قصة البيسبول لرائد أعمال عائد من الخارج
بكين 21 مايو 2025 (شينخوانت) ولد تسوي دي فان في مدينة شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ في جنوبي الصين، وهي واحدة من أولى المدن الصينية التي شهدت ممارسة رياضة البيسبول. وبدأ تسوي يتعلم البيسبول منذ الصف الأول في المدرسة الابتدائية، وفي الصف السادس حصل على لقب البطولة الوطنية للبيسبول للشباب ممثلا لمدينة شنتشن، وفي المرحلة الإعدادية مثّل الصين في بطولات العالم للبيسبول للشباب التي أُقيمت في الولايات المتحدة واليابان على التوالي. وقال لشينخوانت إن البيسبول كان أكثر الأنشطة التي قضى فيها وقتا إلى جانب الدراسة، وله تأثير كبير على تشكيل شخصيته، حيث تعرف على كيفية المنافسة داخل الفريق، والتضحية بنفسه لمساعدة زملائه في الفريق على تسجيل النقاط، والعمل مع الجميع لتحقيق هدف واحد، مضيفا أن كل ميدالية هي ثمرة جهد وعرق، إذ إن كل عطلات الصيف والشتاء كانت بالنسبة له عبارة عن تدريب مكثف لا يقل عن 8 ساعات يوميا. وبرغم الصعوبات التي واجهها منذ طفولته، فإنه ممتن لتأثير رياضة البيسبول في حياته.
وسافر تسوي إلى الولايات المتحدة للدراسة في سن 16 عاما، حيث درس الرياضيات المالية في جامعة تكساس في أوستن. وبعد تخرجه، عمل في عدة مؤسسات مالية مرموقة حتى عودته إلى الصين في عام 2016. واكتشف فرصة تطوير كبيرة لرياضة البيسبول في شنتشن، فقد خططت المدينة لإنشاء "مدينة البيسبول" وبناء ملاعب بيسبول عالية المستوى استعدادا لتنظيم نهائيات دوري البيسبول الطلابي بين جانبي مضيق تايوان. فقرر تسوي التخلي عن عمله المربح للانخراط في مجال البيسبول. وفي ذلك الوقت، كانت عامة الناس يرون أن رياضة البيسبول هي مجال محدود وغير شائع، لذا أمضى تسوي وقتا طويلا في شرح الرياضة لأسر الأطفال، وتوضيح دورها الكبير في تطوير مهارات القيادة والعمل الجماعي لدى الأطفال، والفوائد التي يجنونها من المشاركة في البيسبول على المستوى البدني والعقلي.
وما زال تسوي يتذكر أيام بدايته الصعبة في ريادة الأعمال، وقال إنه كان من الصعب العثور على شركاء لأن الناس لم يكونوا على دراية بكيفية تطور رياضة البيسبول في المستقبل، لذا كانت مرحلة تطوير السوق في البداية صعبة. وفي عام 2017، بدأ تسوي عمله في مجال البيسبول، ولكن شركته عانت من خسائر خلال السنوات الثلاث الأولى، ولم يتحقق التوازن المالي إلا في عام 2020. واعترف بأنه كان تحت ضغط كبير في عمله بسبب عدم تحقيق أرباح. ومع ذلك، كان يؤمن بمستقبل مشرق بناءً على معرفته المالية والرياضية التي اكتسبها في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى خبرته العملية في القطاع المالي. واستخدم معرفته الرياضية لوضع ثلاثة نماذج رياضية للشركة، بحيث تكون إدارة وتشغيل الشركة قائمة على معادلات رياضية. وقال إن البيسبول هو حلمه، ولكن على مستوى التشغيل، فهي مجرد لعبة أرقام. وكان من الضروري تحقيق الأرباح من أجل تشغيل الشركة بشكل مستدام.
ويعتقد تسوي أن العلاقة السببية في الأعمال يجب التحقق منها عبر السوق، وليس من خلال الحدس. فكل شيء، من بيع المعدات إلى تشغيل المنشآت، ومن بيع الدورات إلى ملاحظات الزبائن، يمكن تحويله إلى بيانات قابلة للتحليل. وقد يكون هذا هو السبب في صمود ناديه الرياضي خلال فترة الركود في بداية المشروع، وتحقيق ذروة في تطوير الأعمال بعد جائحة كوفيد-19. وفي عام 2017، أصبح ناديه الرياضي الجهة المنفذة لدوري البيسبول الطلابي بين جانبي مضيق تايوان، وفي عام 2023 أصبح النادي الجهة المسؤولة عن ضمان منافسات البيسبول في دورة الألعاب الآسيوية بمدينة هانغتشو الصينية.
وفي الوقت الذي يواصل فيه تطوير أعماله المستدام، يراود تسوي حلم كبير. ويرى أن هدف مشروع البيسبول لا يكمن في كونه نادٍ رياضي فحسب، بل يجسد أسلوب حياة صحية. وقال إنه استفاد خلال صغره من ممارسة العديد من الرياضات، ولذلك فإنه يرغب في نشر هذا الأسلوب الصحي بين أكبر عدد ممكن من الناس، وصقل المزيد من الشباب المشرق والمفعم بالحيوية.








