العثور على أطلال مدينة فرعونية تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد في مصر

القاهرة 21 يونيو 2025 (شينخوا) أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم (السبت) العثور على أطلال مدينة "إيمت"، التي تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، بمحافظة الشرقية شمال شرق القاهرة.

وذكرت الوزارة، في بيان، أنه تم "العثور على أطلال مدينة إيمت وبقايا مباني سكنية لبيوت برجية ومباني لتخزين الحبوب وإيواء الحيوانات من أوائل أو منتصف القرن الرابع قبل الميلاد"، وذلك في منطقة تل الفرعون (تل نباشة) بمركز الحسينية في محافظة الشرقية، في ختام موسم الحفائر الحالي للبعثة الأثرية البريطانية من جامعة مانشستر.

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل خالد أن "أعمال التنقيب تمركزت في التل الشرقي اعتمادا على تقنيات الاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية (لاندسات)، التي كشفت عن تجمعات كثيفة من الطوب اللبن في أماكن محددة".

وأسفرت الحفائر الفعلية عن "الكشف عن مبان سكنية يرجح أنها تعود إلى أوائل أو منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، من بينها منشآت يعتقد أنها بيوت برجية، عبارة عن منازل متعددة الطوابق لتستوعب أعدادا كبيرة من الناس، وتتميز بجدران أساس سميكة جدا لتحمل وزن المبنى نفسه، وتنتشر هذه البيوت بشكل خاص في دلتا النيل من العصر المتأخر وحتى العصر الروماني"، وفق البيان.

كما كشفت البعثة عن مبان أخرى كانت تستخدم لأغراض خدمية مثل تخزين الحبوب وإيواء الحيوانات.

وأوضح البيان أنه "في منطقة المعبد، عثرت البعثة على أرضية كبيرة من الحجر الجيري وبقايا عمودين ضخمين من الطوب اللبن، يحتمل أنهما كانا مغطيين بالجص، ويعتقد أن هذه البقايا تنتمي إلى مبنى شيد فوق طريق المواكب الذي كان يربط بين صرح العصر المتأخر وصرح معبد واجيت".

بدوره، أكد رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار محمد عبد البديع، أن هذا الكشف يثري المعرفة الأثرية حول المنطقة، ويسهم في فهم طبيعة الحياة اليومية والعبادات خلال الفترتين المتأخرة والبطلمية المبكرة، حيث إنه من بين أبرز اللقى الأثرية المكتشفة الجزء العلوي لتمثال أوشابتي مصنوع من الفيانس الأخضر بدقة عالية، يعود إلى عصر الأسرة الـ26، ولوحة حجرية تصور الإله حورس واقفا على تمساحين وهو يحمل أفاعي، تعلوها صورة للإله بس، بالإضافة إلى آلة موسيقية من البرونز (سيستروم) مزينة برأسي الآلهة حتحور، تعود إلى نهاية العصر المتأخر.

بينما قال الدكتور نيكي نيلسن مدير البعثة إن مدينة "إيمت" كانت من أبرز المراكز السكانية في الوجه البحري لاسيما خلال عصري الدولة الحديثة والعصر المتأخر، وتميزت بوجود معبد ضخم مكرس لعبادة الآلهة واجيت، والذي ما تزال أطلاله قائمة على الجانب الغربي من الموقع.

ويعد هذا الكشف خطوة جديدة نحو استكمال الصورة الأثرية والتاريخية لمدينة "إيمت"، ويمهد الطريق أمام المزيد من الدراسات المستقبلية التي ستسهم في الكشف عن أسرار هذه المدينة القديمة.