تقرير إخباري: إيران تتوعد برد "أكثر قوة وتدميرا" مع تواصل ضربات إسرائيل لليوم التاسع

تقرير إخباري: إيران تتوعد برد "أكثر قوة وتدميرا" مع تواصل ضربات إسرائيل لليوم التاسع

2025-06-22 06:18:45|xhnews

طهران/القدس 21 يونيو 2025 (شينخوا) توعدت إيران اليوم (السبت) برد "أكثر قوة وتدميرا" مع تواصل ضربات إسرائيل على الجمهورية الإسلامية لليوم التاسع على التوالي، وسط تحذيرات من دفع منطقة الشرق الأوسط إلى مزيد من التوتر.

وعلى مدار ساعات اليوم واصلت طائرات الجيش الإسرائيلي شن سلسلة من الغارات على أنحاء إيران، طالت منشأة نووية، وأسفرت خصوصا عن مقتل ثلاثة قادة بالحرس الثوري الإيراني، الذي أعلن إطلاق موجة جديدة من هجماته على إسرائيل.

-- "أكثر قوة وتدميرا"

ومع تواصل "العدوان" الإسرائيلي، توعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم برد "أكثر قوة وتدميرا"، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده "لن تتنازل أبدًا" عن حقوقها النووية السلمية.

ونقلت وكالة (مهر) للأنباء الإيرانية عن الرئيس بزشكيان قوله خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم "إن الرد على العدوان الصهيوني المستمر سيكون أكثر قوة وتدميرا".

وتابع "أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استنادًا إلى فتوى قائد الثورة، أعلنت مرارًا أنها لا تسعى إلى إنتاج الأسلحة النووية"، مشيرًا إلى أن إيران مستعدة لتقديم الضمانات اللازمة وبناء الثقة، لكنها لن تتنازل أبدًا عن حقوقها النووية السلمية المنصوص عليها دوليًا.

وتتهم إسرائيل، إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، وتقول إن هجماتها هي لضرب برنامجها النووي، وهو ما تنفيه طهران على الدوام.

وخلال التصعيد الدائر، أكدت إيران استعدادها للتفاوض، لكنها تربط ذلك بتوقف "العدوان الإسرائيلي".

وقال الرئيس الإيراني في هذا الإطار لماكرون "نحن مستعدون للحوار لحلّ القضايا، لكن أي مفاوضات أو شروط مسبقة لن تُقبل إلا في إطار الحقوق والقوانين الدولية، ونرحب بأي مفاوضات ضمن هذا الإطار".

فيما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحات في إسطنبول، إننا جاهزون للتفاوض على حل سلمي للبرنامج النووي، ويجب أن يتوقف "العدوان" حتى نعود للدبلوماسية، مؤكدا أن بلاده تمارس حقها الشرعي في الدفاع عن النفس.

وفي إطار الرد الإيراني، أعلن الحرس الثوري مساء اليوم شن هجوم واسع بطائرات مسيرة هجومية وانتحارية باتجاه أهداف استراتيجية في عمق إسرائيل من شمالها إلى جنوبها.

وقال إن الهجوم "بدأ قبل ساعات" ضمن الموجة التاسعة عشرة من عملية "الوعد الصادق 3" ضد إسرائيل.

وأضاف أن "هذه العملية... ستكون ممتدة ومتواصلة، وستؤدي إلى اختلال توازن العدو وزعزعة استقراره العسكري".

وصباح اليوم أعلن الحرس الثوري إطلاق موجة جديدة من هجماته، هي الثامنة عشرة، ضد إسرائيل.

وقال الحرس الثوري في بيان نشره الإعلام المحلي إنه استخدم في هذه الموجة طائرات مسيرة انتحارية ومقاتلة من طراز "شاهد 136"، بجانب صواريخ دقيقة التوجيه تعمل بالوقودين الصلب والسائل.

وأضاف أنه استهدف مواقع عسكرية ومراكز دعم عملياتي للجيش الإسرائيلي في وسط البلاد، بما في ذلك مطار بن غوريون، مؤكدا "تدمير الأهداف المحددة مسبقًا بنجاح".

وقال المتحدث باسم الحرس الثوري العميد نائيني، مساء "إن موجة القصف الصاروخي الثامنة عشرة على الأراضي المحتلة أسفرت عن إصابة ناجحة لـ14 موقعاً عسكرياً استراتيجياً في مدينتي حيفا وتل أبيب".

وأوضح "أن برج الشراع الواقع في مركز مدينة حيفا، والذي يضم مكتب شركة الذكاء الاصطناعي AI12 Labs وعددًا من شركات البرمجيات المرتبطة بوزارة الحرب الصهيونية، كان من بين الأهداف التي تم قصفها بصاروخ بعيد المدى من طراز (قدر F)".

من جهته، أعلن الجيش الإيراني في بيان اليوم إطلاق "عشرات الطائرات المسيرة" نحو إسرائيل على مرحلتين، مشيرا إلى "أن معظم هذه المسيرات أصابت أهدافها المحددة بنجاح".

ومع تواصل التصعيد لليوم التاسع على التوالي، قالت إيران إن الكيان الإسرائيلي "المعتدي فقد جزءًا كبيرًا من قدراته الرادارية والدفاعية، ويُعاني حاليًا من نقص في الذخيرة والمعدات العسكرية".

وحذرت من إرسال أي معدات عسكرية إلى إسرائيل.

وقال المتحدث باسم مقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي في تصريحات نشرها الإعلام الرسمي والمحلي في إيران "نحذر بشدة من أن أي إرسال لمعدات عسكرية أو رادارية سواء عبر السفن أو الطائرات، من قبل أي دولة لدعم" إسرائيل "سيُعتبر مشاركة مباشرة في العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي سيكون هدفًا مشروعًا للقوات المسلحة الإيرانية".

ورغم ذلك، شن الجيش الإسرائيلي اليوم سلسلة من الغارات، خاصة على أهداف في جنوب غرب إيران.

-- ضرب أهداف عسكرية وقادة جدد

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان مساء اليوم إن الجيش "يهاجم في هذه الأثناء مستودعات تحتوي على طائرات مسيرة، بالإضافة إلى مستودع يحتوي على وسائل قتالية في جنوب غرب إيران وتحديدًا في منطقة بندر عباس".

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه "بعد رصد طائرات إسرائيلية معادية في المنطقة الجنوبية من البلاد، تم تفعيل الدفاعات الجوية في بندر لنجة وبندر عباس على الفور".

وتابعت أن الدفاعات الجوية "بدأت برصد واعتراض وتدمير الطائرات المسيرة المعادية".

وقبيل ذلك، استهدفت نحو 30 طائرة حربية إسرائيلية بـ50 قذيفة "عشرات الأهداف العسكرية" في منطقة الأهواز في جنوب غرب إيران، وفق الجيش.

وتابع أن هذه الضربات طالت منصات صاروخية استخدمت في عمليات إطلاق نحو اسرائيل، بجانب مواقع رادارات لرصد وبلورة صورة استخبارات جوية، وبنى تحتية عسكرية.

كما أعلنت إسرائيل في وقت سابق اليوم عن مقتل ثلاثة من قيادات الحرس الثوري.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان اليوم إن الجيش قتل سعيد إيزادي قائد فيلق فلسطين في قوة القدس التابعة للحرس الثوري.

وقتل إيزادي في غارة استهدفت شقة في مدينة قم الإيرانية الليلة الماضية، وفق كاتس، الذي اتهمه بالإشراف على علاقات مع حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في غزة، والتخطيط لهجمات ضد إسرائيل، بما في ذلك الإعداد لهجوم 7 أكتوبر 2023.

ولم يصدر تعليق فوري من إيران بهذا الشأن.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضا أنه قتل في "غارة دقيقة" أمين فور جودكي، قائد فوج المسيرات الثاني التابع لسلاح الجو في الحرس الثوري، مشيرا إلى أنه "أشرف على إطلاق مئات المسيرات" نحو إسرائيل من منطقة الأهواز.

كما قتل قائد وحدة نقل الوسائط القتالية التابعة لفيلق القدس الإيراني بهنام شهرياري داخل سيارته أثناء تنقله في منطقة غرب إيران على بعد أكثر من 1000 كيلومتر من إسرائيل، وفق الجيش.

وطالت الغارات الإسرائيلية أيضا موقعا نوويا في أصفهان.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن المنشأة النووية في أصفهان تستخدم لتحويل اليورانيوم، وهي المرحلة التي تلي مرحلة التخصيب في طريق إنتاج السلاح النووي، على حد تعبيره، مشيرا إلى ضرب المنشأة بجانب مبان استخدمت لإنتاج أجهزة الطرد المركزي.

وفي سياق التصعيد، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم إيران بمحاولة مهاجمة إسرائيليين في قبرص.

وقال ساعر في منشور على منصة ((إكس)) "حاول الحرس الثوري الإسلامي الذراع الإرهابي للنظام الإيراني تنفيذ هجوم على مواطنين إسرائيليين في قبرص".

وأضاف أنه "بفضل نشاطات السلطات الأمنية القبرصية بالتعاون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، تم إحباط الهجوم الإرهابي".

ومع تواصل التصعيد الإيراني الإسرائيلي، صدرت تحذيرات من دفع المنطقة نحو المزيد من التوتر.

-- تحذيرات

فقد دعا وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع غير عادي برئاسة الأردن في إسطنبول يوم الجمعة إلى ضرورة وقف "العدوان" الإسرائيلي على إيران، مشددين على ضرورة وقف استهداف المنشآت النووية.

وحذروا من أن إسرائيل تدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع والتوتر، ما يستدعي تحركا دوليا فاعلا ومؤثرا لوقف الأعمال والسياسات العدوانية الإسرائيلية.

وفي اليمن، هددت جماعة الحوثي اليوم باستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر، في حال "تورط" واشنطن في "الهجوم والعدوان" على إيران بجانب إسرائيل.

وفي لبنان، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أن وزير الخارجية يوسف رجي، تلقى بعد ظهر اليوم اتصالاً من نظيره البريطاني دافيد لامي، دعا فيه الأخير لبنان إلى "البقاء خارج الحرب بين إيران وإسرائيل".

وحذر الوزير البريطاني من "تداعيات خطيرة على البلد في حال أي تدخل في هذا الصراع"، وفق الإعلام الرسمي اللبناني.

الصور