مقالة خاصة: باحثون صينيون يكشفون عن آلية رئيسية تحفز عملية تكوين الأعضاء في الأجنة
نانجينغ 23 يونيو 2025 (شينخوا) حدد باحثون صينيون منطقة إشارات حاسمة في مراحل النمو المبكرة للأجنة الثديية، ما يوفر رؤى نظرية أساسية لمعالجة الاضطرابات الخلقية مثل عيوب القلب ولتطوير الطب التجديدي، وذلك وفقا لدراسة نشرت يوم الأربعاء الماضي في مجلة "سيل".
وخلال مراحل النمو المبكرة للثدييات، تحدد مجموعات من الخلايا الجنينة تكوين الأعضاء الحيوية مثل القلب والرئتين والكبد، وهي عملية مركزية في أبحاث علوم الحياة.
ومن أجل الكشف عن أصول تشوهات الأعضاء، قام فريق بقيادة لين تشنغ تشي، الأستاذ في جامعة جنوب شرقي الصين، بتحليل أوميكس المكاني أحادي الخلية على أجنة الفئران، ما أتاح رسم العملية الديناميكية لتكوين الأعضاء.
وكشفت أعمالهم عن منطقة تحديد الأنسجة، وهي منطقة حاسمة حيث تظهر الأنسجة المبكرة للأعضاء، وهي أولى الهياكل البدائية التي تتطور أثناء نمو الجنين.
وأوضح لين أن أوميكس المكاني يعمل مثل نظام تحديد المواقع الجغرافية الخلوي، ويتبع بيانات الموقع المكاني وأنماط التعبير الجيني في الوقت ذاته، مشيرا إلى أن فريقه أمضى ست سنوات في بناء أجنة رقمية كاملة بدقة خلية واحدة وتحليل التعبير الجيني في أكثر من 100 ألف خلية.
ووجد العلماء أنه عندما تنمو أجنة الفئران إلى 7.75 يوم، تظهر منطقة إشارة فريدة عند الحدود الداخلية-الخارجية للجنين، وهي منطقة تحديد الأنسجة البدائية.
وتعبر هذه المنطقة عن مجموعة من جينات إشارات مستقبلات متعددة، مما يخلق بيئة دقيقة فريدة قادرة على دمج مدخلات تنظيمية متعددة الطبقات الجرثومية لدفع نمو الأنسجة البدائية للقلب والقناة الهضمية الأمامية بشكل متناسق.
ويتم بعد ذلك ترجمة هذه الإشارات البيئية الدقيقة إلى برامج تعبيرات جينية انتقائية، والتي تبدأ عملية تكوين الأنسجة البدائية للقلب والأعضاء الأخرى.
وقالت لوه تشوه جيوان، الأستاذة في الجامعة، إن هذا الاكتشاف يؤكد أن أي خلل في البيئة الدقيقة لهذه المنطقة، سواء كان وراثيا أو بيئيا، خلال هذه المرحلة الحساسة من النمو، قد يؤدي إلى تشوهات في الأنسجة البدائية للأعضاء.
وشددت على أن البحث يقدم رؤى غير مسبوقة على مستوى الخلية الواحدة حول التوقيت وتحديد الموقع المكاني لنمو الأعضاء، ما يساعد على الوقاية من العيوب الخلقية وفتح آفاق جديدة لدراسة تجديد الأعضاء وأصول السرطان.








