مقابلة خاصة: مسؤول فلسطيني: موقف الصين الداعم لقضية فلسطين يبقي أمل تحقيق الدولة المستقلة ويكسب احترام الفلسطينيين والعرب

مقابلة خاصة: مسؤول فلسطيني: موقف الصين الداعم لقضية فلسطين يبقي أمل تحقيق الدولة المستقلة ويكسب احترام الفلسطينيين والعرب

2025-11-27 12:12:00|xhnews

بكين 27 نوفمبر 2025 (شينخوا) قال مسؤول فلسطيني إن الرسالة الصينية إلى اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني تعكس ثباتا واضحا في الموقف الصيني الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن هذا الموقف ليس دعما رمزيا بل يبقي أمل تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ويكسب احترام الفلسطينيين والشعوب العربية على حد سواء.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أكد، في رسالة تهنئة إلى اجتماع أممي عقد يوم الثلاثاء لإحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أن القضية الفلسطينية تقع في صميم الصراع في الشرق الأوسط وتؤثر على العدالة والإنصاف الدوليين والاستقرار الإقليمي.

وشدد شي على ضرورة إدارة ما بعد الصراع وإعادة الإعمار في غزة وفقا لمبدأ "الفلسطينيون يحكمون فلسطين"، مع الاحترام الكامل لإرادة الشعب الفلسطيني، ومراعاة الشواغل المشروعة لدول المنطقة، لافتا إلى أن الأهم أن تكون الجهود قائمة على السعي لتحقيق حل الدولتين من أجل تحقيق تسوية سياسية مبكرة للقضية الفلسطينية.

وقال شي إن الصين، كعضو دائم في مجلس الأمن، تؤيد بقوة القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، متعهدة بمواصلة العمل مع المجتمع الدولي لبذل جهود متواصلة من أجل تحقيق حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في أقرب وقت ممكن.

وقال محمد علوش، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن موقف الصين لم يكن يوما ظرفيا أو مرتبطا بحسابات ضيقة، بل مبنيا على قناعة راسخة بأن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الطريق الطبيعي والشرعي نحو إنهاء الصراع، مشيرا إلى أن مبدأ "الفلسطينيون يحكمون فلسطين" يحمل معنى عميقا وواضحا يؤكد على الشرعية الفلسطينية الوطنية، ويؤكد أن الحل السياسي وإدارة شؤون البلاد يجب أن يكونا بيد الفلسطينيين أنفسهم بعيدا عن أي وصاية خارجية.

وأكد علوش أن هذا الموقف يعزز فكرة أن الصين تدعم الحل السياسي الشامل والشرعي للقضية الفلسطينية، وليس فقط التظاهر بالتضامن الرمزي، وهو يضعها في موقع متوازن بين الفصائل المختلفة، ويكسبها احترام الفلسطينيين والشعوب العربية على حد سواء، ويمكن القول إن هذه الرسالة تعكس فهم الصين العميق لتعقيدات الوضع على الأرض، ورغبتها في أن يكون كل شيء مبنيا على إرادة الفلسطينيين أنفسهم، وهو موقف ينسجم مع سياستها العامة في دعم السيادة الوطنية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول.

وتابع علوش بقوله إن تجديد الصين موقفها الداعم لحل الدولتين يحمل أهمية كبيرة رغم أن العديد من الدول قد اعترفت بفلسطين كدولة، لأن الأمر ليس مسألة اعتراف رمزي فقط، بل يتعلق بالإطار السياسي والقانوني لإنهاء الصراع، مؤكدا أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يمنحها صفة دبلوماسية ورمزية، لكنه لا يضمن بالضرورة السيطرة على الأرض أو إنهاء الاحتلال أو تحقيق السلام المستدام.

وأضاف أنه بدعم الصين لحل الدولتين، يتم التأكيد على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي الطريق المعترف به دوليا لتحقيق سلام عادل ومستقر، وهذا الموقف يعيد تذكير المجتمع الدولي بأن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا عبر التفاوض السياسي والمبادئ الدولية، وليس عبر القرارات الفردية أو الإجراءات أحادية الجانب.

ولفت علوش إلى أن دعم حل الدولتين من قبل قوة كبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن مثل الصين يضيف وزنا سياسيا للدولة الفلسطينية ويعزز موقفها في المحافل الدولية، ويشكل ضغطا على الأطراف المعنية لتقديم تنازلات حقيقية، خصوصا في ظل محاولات الاحتلال فرض وقائع على الأرض تقوّض هذا الحل، قائلا إن موقف الصين لا يقتصر على تأييد رمزي، بل تعمل على إبقاء خيار الدولة المستقلة قابلا للتحقيق على الأرض رغم التحديات الكبيرة.

وقال علوش إن طريقة تعامل العالم مع فلسطين تكشف عن فعالية أو ضعف المؤسسات الدولية، وصدقها في تطبيق المبادئ التي تُعلنها، مثل قرارات الأمم المتحدة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، مشددا على أهمية مبادرات صينية من بينها مبادرة الحوكمة العالمية، فهي تتعلق بمحاولة إعادة إصلاح آليات اتخاذ القرار الدولي بحيث تصبح أكثر عدلا وتوازنا، بعيدا عن هيمنة قوة واحدة أو مجموعة محدودة.

وأضاف أنه في سياق القضية الفلسطينية، هذه المبادرة يمكن أن تدعم الحل العادل من خلال ضمان أن تكون القرارات الدولية ملزمة وفعالة، وليس مجرد توصيات غير ملزمة، ودعم المفاوضات على أساس قانوني وحقوقي ثابت، وليس على أساس القوة أو الابتزاز السياسي، وتعزيز دور المنظمات الدولي في حماية المدنيين وإعادة الإعمار في غزة بعد الحروب والنزاعات، وتقديم إطار دولي متعدد الأطراف يضغط على الأطراف المعنية للالتزام بالحل السياسي ويحد من الإجراءات الأحادية.

الصور