باحث صيني: بعد مرور عام... دخان الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل لم ينقشع والسلام لا يزال بعيد المنال
بكين 5 ديسمبر 2025 (شينخوا) على الرغم من مرور عام على اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، ما زالت الخروقات تتجدد بين الحين والآخر فيما لم ينقشع دخان الاشتباكات بصورة تامة بعد.
ووفق الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في 27 نوفمبر 2024، كان من المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بحلول 26 يناير 2025، غير أن إسرائيل اتهمت حزب الله بعدم الالتزام الكامل بهدنة اتفاق وقف إطلاق النار وقررت تمديدها حتى 18 فبراير. وبعدها، أعلنت إسرائيل أن قواتها ستبقى في خمسة مواقع بجنوب لبنان إلى أجل غير مسمى بذريعة حماية سكانها في شمال البلاد، فيما أصرت لبنان على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من أراضيها.
وفي هذا السياق، ذكر لي وي جيان، الباحث في معاهد شانغهاي للدراسات الدولية، أن "هذا يبين أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل لا يزال هشا ومؤقتا"، مشيرا إلى أن الاتفاق لم يلعب سوى دور في وقف مؤقت لإطلاق النار بين الطرفين، وأن معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة من أجل تحقيق سلام دائم لا تزال أمرا بعيد المنال.
وأوضح، في حديثه لموقع "سي آر جيه أونلاين" التابع لإذاعة الصين الدولية مؤخرا، أن جذور مخاطر تصاعد الوضع اللبناني-الإسرائيلي تكمن في أن "هدف إسرائيل طويل الأمد يتمثل في القضاء على حزب الله اللبناني وتوسيع نطاق سيطرتها الفعلية، وهو هدف يصعب تحقيقه نظرا لمكانة حزب الله السياسية وشعبيته داخل لبنان".
وبناء على ذلك، يرى لي وي جيان أن هذا يشير إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل لا يقدم ضمانات التزام راسخة، إذ قد تنفذ إسرائيل عمليات عسكرية إذا رأت الفرصة مناسبة، الأمر الذي يجعل الوضع اللبناني-الإسرائيلي عرضة لخطر التصعيد في أي وقت.
وبالفعل، لم تكتف إسرائيل بعدم الانسحاب الكامل من جنوب لبنان، بل شنت عددا من الهجمات بذريعة أن حزب الله حاول إعادة تشكيل قواه العسكرية وخرق اتفاق وقف إطلاق النار. ففي 23 نوفمبر، قتلت إسرائيل القيادي البارز في حزب الله، هيثم الطبطبائي في غارة جوية.
وليس ذلك فحسب، فقد بلغ عدد "الخروقات" الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار حتى 26 نوفمبر، 2223 خرقا بريا و3033 خرقا جويا و171 خرقا بحريا، وفقا لمصادر أمنية رسمية لبنانية.
ولفت الباحث الصيني المخضرم إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد أهداف حزب الله أعادت تأجيج المخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية، وسط تحذيرات من أن اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين حزب الله وإسرائيل قد يكون معرضا للخطر.
وعند تحليله دوافع الهجمات الإسرائيلية المكثفة، قال لي وي جيان إن مع التهدئة النسبية التي شهدها الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، علت أصوات الانتقادات الداخلية لحكومة بنيامين نتنياهو، بما في ذلك الشكوك في شرعيتها. ومن المرجح أن نتنياهو سعى إلى إيجاد بؤرة توتر خارجية جديدة تخدم توجهات اليمين المتطرف وتحول اهتمام الرأي العام بعيدا عنه، في محاولة منه للحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي وإطالة عمره السياسي.
كما نوه، في معرض حديثه عن التداعيات المحتملة للاشتباكات المتجددة الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بينهما اتفاق مؤقت، فيما يميل المجتمع الدولي والقوى الإقليمية إلى إيجاد توافق يعمل على تغليب الحلول السلمية على الحلول العسكرية، مشيرا إلى أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الذي استمر لأكثر من عامين كشف أن سياسة القبضة الحديدية التي تنتهجها إسرائيل تواجه مقاومة أكبر، مما يجعل من الصعب عليها مواصلة العمليات العسكرية الأحادية في ظل تنامي الضغوط الدولية.
وختم الباحث الصيني حديثه قائلا إن تطور الوضع بين لبنان وإسرائيل يؤثر بشكل كبير على الوضع الإقليمي العام. وإذا تحول اتفاق وقف إطلاق النار إلى اتفاق سلام دائم، فسوف يساهم ذلك في تخفيف التوترات الإقليمية ودفع عملية الحل السياسي للمشكلات في الشرق الأوسط. ومع ذلك، لا يزال الاتفاق هشا للغاية، ويعتمد مستقبله على التنسيق الدولي وتجاوز الخلافات الجوهرية بين الطرفين.






