القاهرة 6 يناير2015 (شينخوا) يحتفل الأقباط المصريون اليوم (الثلاثاء) بعيد الميلاد المجيد، الذي يمثل ذكرى ميلاد المسيح، وسط حالة من الطمأنينة والسلام، مدعومة بتواجد مكثف لقوات الأمن حول الكنائس، وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيا الاحتفالات بالمقر البابوي في القاهرة.
وبدأت الاحتفالات بالصلاة وتلاوة الترانيم بالكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية في القاهرة، التي فاجأ الرئيس السيسي المشاركين فيها بحضوره الاحتفالات.
وصافح الرئيس السيسي فور وصوله بابا الأقباط تواضروس الثاني، الذي قطع الصلاة من أجله، وسط تصفيق حاد وزغاريد من المشاركين والمشاركات في قداس عيد الميلاد.
وقال السيسي مخاطبا الحضور في الكنيسة " كان ضروري احضر وأقولكم كل سنة وانت طيبين.. مصر علمت العالم على مدى آلاف السنين الإنسانية والحضارة، نحن هنا الآن نقول أننا قادرين على أن نعلمهم مرة أخرى.. إحنا بنسطر للعالم معنى وبنفتح طاقة أمل ونور للناس".
وأضاف بلهجة عامية " إحنا إن شاء الله سنبني بلدنا مع بعض، وهنسمع بعض، وهنحب بعض كويس، وهنحب بعض بجد، وسنسع بعض، أنا دائما أقول المصريين لا أقول مسلمين أو مسيحيين".
وتابع "عام سعيد عليكم، وعلى المصريين كلهم".
وهتف الحضور قائلين: " بنحبك يا سيسي.. والمسلمين والمسيحيين إيد واحدة.. وكمل معانا"، فرد عليهم الرئيس "وإحنا كمان بنحبكم".
وسبق أن زار الرئيس السابق عدلي منصور الكاتدرائية، ومن قبله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لكن هذه المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس احتفالات عيد الميلاد، كما أنها المرة الأولى التي يقطع فيها البابا الصلوات، من أجل الترحيب بالرئيس، وتتوقف فيها المراسم لإلقاء الرئيس كلمة.
وأضفت زيارة السيسي للكنيسة حالة من البهجة وسط الأقباط، وعدها بابا الأقباط تواضروس الثاني" مفاجأة سارة ولفتة كريمة".
وقال البابا "إنني لا أقول باسم الأقباط لكن باسم المصريين شكرا لك يا سيادة الرئيس".
وأضاف " ان الجميع يعمل من أجل بناء مصر، ومن أجل ان تحتل مصر المكانة التي تليق بها وسط كل دول العالم".
ونقل التلفزيون الرسمي جزءا من احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد، التي بدأت بالصلاة وعزف بعض الترانيم، والدعاء للوطن.
من جانبه، قال بطرس رشدي سعيد كاهن كنيسة القديس سمعان الخراز بمنطقة المقطم في القاهرة، إنه يشعر بالأمن في مصر.
وأضاف سعيد لوكالة أنباء ((شينخوا))، الوضع الأمني في مصر في هذه الأيام أفضل منه في السنوات الأربع الماضية، مشيرا إلى أن الحالة الأمنية تحسنت الآن، ووصلت نسبتها إلى 80 في المئة بعد أن كانت " شبه زيرو"، وبعد أن " كنا ننزل من بيتنا ومش عارفين هنرجع ولا مش هنرجع".
وتابع " أقول للمصريين كل سنة وأنتم طيبين"، بمناسبة عيد الميلاد.
وردا على اغتيال عنصري شرطة أمام كنيسة بمحافظة المنيا اليوم، قال " كمسيحيين حتى لو فيه هجوم مش بيفرق معانا، مش بيعملنا قلق، لأن حياتنا في إيد ربنا".
وواصل "أقول لكل المسيحيين والمسلمين، كل واحد ممكن يكون رقيب لمصر، لما يشوف (يرى) إرهابي يبلغ عنه، وبالتالي هنقدر نحصر الإرهابيين ونلفظهم".
فيما قال عيد يوسف، وهو قبطي من منطقة المقطم بالقاهرة، أن المسيحيين يحتفلون بعيد الميلاد في وضع آمن، حيث تحرس الشرطة الكنائس.
واضاف يوسف لـ((شينخوا)) ان تفاعل المسلمين مع المسيحيين يزداد، ووجه تهنئة للمسلمين بمناسبة ذكرى مولد الرسول (ص).
وأوضح أن كثيرا من أصدقائه المسلمين اتصلوا به لتهنئته بعيد الميلاد، داعيا الله أن يحفظ مصر.
وأشار إلى أن الاقباط يتدافعون على الكنيسة لحضور الاحتفالات دون خوف.
وشاطره الرأى فتى قبطي يدعى كيرلس (14 عاما)، الذي أكد أنه حضر إلى الكنيسة دون خوف، وردد بعض الترانيم الكنسية.
بدوره، قال اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية للأمن العام أن وزارة الداخلية أعدت خطة لتأمين كافة الكنائس الموجودة في مصر أثناء احتفالات الأقباط بعيد الميلاد.
وأوضح أن هناك انتشارا مكثفا لرجال المفرقعات والكلاب البوليسية بمحيط الكنائس، وطالب المواطنين بالاحتفال بالعيد، مؤكدا أن الشرطة لن تدخر مجهودا في سبيل حماية الوطن والمواطنين.