الصفحة الأولى > الشرق الأوسط

((أهم الموضوعات الدولية)) تحليل إخباري : تأخر القوات العراقية في اقتحام تكريت، مبررات وأسباب

18:17:07 26-03-2015 | Arabic. News. Cn

بغداد 26 مارس 2015 (شينخوا) أثارت قضية إخفاق القوات العراقية بالسيطرة على مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين شمال العاصمة بغداد، رغم محاصرتها لنحو أسبوعين، العديد من التساؤلات والشكوك حول المبررات التي أعلنتها بعض القيادات الأمنية العراقية.

وقال المحلل السياسي محمود المفرجي لوكالة أنباء (شينخوا) "أعتقد أن الأسباب التي أعلنتها القيادات الأمنية العراقية غير كافية وغير مقنعة، وفيها الكثير من القراءات، وهي أن قضية العراق وحربه مع عصابات داعش الإرهابية ، لا يمكن أن تكون بمعزل عن الصراع الإيديولوجي أو صراع النفوذ بين الدول الكبرى داخل الشرق الأوسط لاسيما أن هذا الصراع فيه الكثير من الملفات المهمة، منها قضية الملف النووي الإيراني والأزمة السورية ومسألة تواجد الكيان الصهيوني والفصائل المقاومة له".

وأضاف المفرجي "إن الولايات المتحدة الدولة الرئيسية المتورطة بجلب تنظيم داعش إلى العراق والمنطقة وعندما تجلس مع إيران على طاولة الحوار، فلا يمكن إلا أن يكون ملف داعش ملفا رئيسيا في هذه المحادثات، خاصة وأن إيران فرضت نفسها كقوة مقاومة وداعمة لكل مساع القضاء على هذا التنظيم".

وأعرب المفرجي عن اعتقاده بأن ما وصفه بالتوقف المفاجئ لتطهير مدينة تكريت، يثير الشكوك بوجود حالة مريبة وربما ضغوط على العراق كسلطة رسمية أو على قوات الحشد الشعبي (المتطوعين الشيعة).

وأكد المفرجي أن القوات العراقية ستدخل تكريت قريبا، متوقعا انسحاب عناصر تنظيم داعش بعد انتهاء العمليات العسكرية في محافظة صلاح الدين وتطهير جميع المناطق التابعة لها، من العراق وسوريا، واصفا ذلك بأنه "يعد هزيمة كبيرة لأمريكا مماثلة لهزيمتها في فيتنام"، على حد تعبيره.

يذكر أن القوات العراقية حاولت عدة مرات الدخول إلى مركز تكريت، بعد أن طهرت بعض أحياء المدينة لكنها لم تنجح في السيطرة على مركزها بسبب الألغام والعبوات الناسفة التي تزيد على 6 آلاف لغم وعبوة حسب تقديرات القوات العراقية، فضلا عن عشرات السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، معظمهم من جنسيات أجنبية وعربية .

وكان وزير الداخلية العراقي محمد الغبان قال في مؤتمر صحفي الاسبوع الماضي "إن الموقف العسكري بيد القوات الأمنية لإكمال عملية تحرير صلاح الدين، وإن القوات الأمنية أعطت فرصة لخروج الأهالي من مدينة تكريت والحفاظ على أرواح المدنيين والبنى التحتية، وكذلك تقليل الخسائر بين صفوف القوات الأمنية، لكون العدو يستخدم ورقته الخاسرة وهي السيارات المفخخة".

من جانبه، قال المحلل السياسي صباح الشيخ "بلا شك هناك ضغوط وتأثيرات على الحكومة العراقية بشأن ما يجري من عمليات في تكريت، فلاحظنا تصريحات قائد عمليات صلاح الدين الفريق عبد الأمير الساعدي، الذي أكد حاجة قواته لمساعدة أمريكية لتحرير مدينة تكريت، ثم تراجعه ونفيه لهذه التصريحات، تثير التساؤلات والشكوك".

وتابع "اعتقد أن الحكومة العراقية حاليا تقع بين الضغوط الأمريكية لمنع وقوع انتهاكات وحرق منازل وتهديمها في تكريت، بعدما حصلت حالات في منطقة البو عجيل الواقعة شرقي تكريت، عندما تم حرق وتهديم العديد من المنازل من بعض عناصر الحشد الشعبي أو أبناء العشائر السنية الذين أعدم تنظيم داعش مجموعات من أبنائها، في منطقة البو عجيل، وبين الضغوط الإيرانية التي تريد أن يتم تطهير مدينة تكريت عن طريق قوات الحشد الشعبي المدعومة من قبلها، خصوصا وأنه لم يعد خافيا أن قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني زار أطراف مدينة تكريت.

وأضاف الشيخ أن أبناء مدينة تكريت يشككون في الأسباب التي تعلنها القوات الأمنية، ويتهمون هذه القوات بأنها تسعى إلى تدمير أكبر عدد من المنازل والبنى التحتية في هذه المدينة انتقاما منها كون رئيس النظام السابق ينتمي إليها، وأيضا لارتكاب هذا التنظيم المتطرف لما بات يعرف بمجزرة سبايكر التي راح ضحيتها 1700 جندي أغلبهم من الشيعة عندما سيطر التنظيم الإرهابي على مدينة تكريت في يونيو الماضي.

من جهة أخرى، رأى اللواء الركن علي محمد القاسمي، أحد الضباط السابقين في الجيش العراقي أن الأسباب التي أعلنها قادة الجيش هي أسباب منطقية، كون المدينة ساقطة من الناحية العسكرية وهي مطوقة من جميع الجهات، وتدكها القوات العراقية بقذائفها المختلفة، وهذا سوف يقود إلى انخفاض معنويات المتشددين خاصة أنه لن تصل إليهم أية إمدادات.

وقال "إن تحرير مدينة تكريت مهم في العملية المرتقبة لتحرير مدينة الموصل، لذلك فان التأني وعدم الاستعجال في اقتحام مركز تكريت مهم لعدم وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات المهاجمة، خاصة اذا ما علمنا أن المسلحين يتخندقون خلف سواتر وكتل كونكريتية ويسيطرون على البنايات العالية عن طريق نشر القناصة فوقها، فضلا عن وجود عشرات الانتحاريين".

وأكد اللواء القاسمي ضرورة الاستعانة بالقوات الأمريكية لما تملكه من تقنيات حديثة وأسلحة فتاكة تستطيع أن تدمر الأبنية التي يتحصن فيها عناصر تنظيم داعش، مثل القصور الرئاسية التي بناها صدام حسين وفق مواصفات خاصة، بحيث لايمكن تدميرها أو التأثير عليها عن طريق الصواريخ التقليدية بل تحتاج إلى صواريخ من نوع خاص، وهذا ما تملكه القوات الأمريكية فقط.

وشدد القاسمي على ضرورة إعطاء الضوء الأخضر للطيران الأمريكي لتوجيه ضربات دقيقة ومؤثرة على الأماكن التي يتحصن فيها عناصر داعش داخل تكريت، لأن مثل هذه الضربات سوف تقود إلى انهيار معنويات عناصر داعش وتفقدهم توازنهم فضلا عن قتل قادتهم وتدمير ترسانتهم العسكرية التي يحتفظون فيها لصد هجمات القوات العراقية، وهذا سوف يسرع من عملية تحرير تكريت في وقت قصير إذا ما تواصلت تلك الضربات وتزامنت مع قصف مدفعي شديد وتقدم للقوات الخاصة نحو تكريت.

يشار إلى أن القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي بدأت عملية عسكرية بمشاركة أكثر من 25 الف مقاتل بالإضافة إلى نحو 5 آلاف متطوع من أبناء العشائر السنية، عملية عسكرية في الثاني من مارس الجاري، لتطهير الأجزاء الشمالية من محافظة صلاح الدين، أسفرت حتى الأن عن تطهير بلدات الدور والعلم ودجلة وعشرات القرى التابعة لهذه البلدات، فضلا عن استعادة السيطرة على حقلي علاس (40 كم) شرق تكريت وعجيل النفطيين ( 55 كم) شمال شرق تكريت.

وكان رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قد أعلن مساء يوم أمس بدء الصفحة الأخيرة من عمليات تحرير محافظة صلاح الدين من تنظيم داعش الإرهابي ، قائلا في كلمة وجهها إلى الشعب العراقي "نعلن أمام شعبنا وكل الأحرار في العالم بأننا سنكمل الصفحة الأخيرة من عمليات صلاح الدين وسنرفع راية العراق في هذه المحافظة العزيزة وفق الخطة المعدة لتطهيرها وبالتوقيت الذي حددناه مسبقا عند انطلاق عملية تحرير صلاح الدين".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101451341001951