الصفحة الأولى > الشرق الأوسط

تحقيق إخباري: السوريون في دمشق يتوجهون لركوب الدراجات الهوائية لتجنب الاختناقات المرورية

10:32:07 28-03-2015 | Arabic. News. Cn

دمشق 27 مارس 2015 (شينخوا) بعد أن ضاق السوريون ذرعا بسبب الاختناقات المرورية التي تشهدها العاصمة السورية دمشق بسبب وجود الحواجز الأمنية، وإغلاق عدد من الطرق الرئيسية فيها، بدأ السوريون يتحولون إلى ركوب الدراجات الهوائية والتي يسمونها "بسكليت" باللهجة المحلية لتفادي الوقوف طويلا في انتظار حافلة نقل عامة، هي الأخرى مزدحمة، وتقف طويلا حتى تصل إلى المكان الذي يريدونه.

وبعيدا عن أصوات الاشتباكات وإطلاق النار بالقرب من العاصمة، خرج المئات من السوريين للمشاركة في ركوب الدراجات الهوائية ضمن حملة "يلا على البسكليت" يوم الجمعة كجزء من حملة تهدف إلى تشجيع الناس على ركوب الدراجات الهوائية في دمشق.

واللافت للنظر أن الرجال والنساء من مختلف الأعمار شاركوا يوم الجمعة في تلك التظاهرة بدمشق في مسيرة حاشد للدراجات، وهي الحملة الثانية وكانت الحملة الأولى نفذت ضمن العاصمة في نوفمبر الماضي بغية تشجيع المواطنين على ركوب الدراجات.

وبدأت مسيرة الدراجات صباح يوم الجمعة التي نظمتها مجموعة "يلا على البسكليت"، وهي مجموعة غير حكومية مؤلفة من الشبان الناشطين، وتحت رعاية محافظة دمشق وبالتعاون مع شرطة المرور بالعاصمة، عبر اتوتستراد المزة غربي دمشق لمدة ساعة كاملة.

وقال منظمو سباق الدراجات الهوائية لوكالة ((شينخوا)) بدمشق "إن ركوب الدراجات أصبح اتجاها متناميا بين الدمشقيين، كما ارتفع عدد المشاركين منذ التظاهرة التي نفذت في نوفمبر الماضي من 850 إلى 1500 شخص اليوم".

وأضاف صلاح التقوى وهو شاب متطوع في المبادرة "أعتقد أنه مع ازدحام المرور في شوارع دمشق، بدأ الناس تبحثون عن بدائل والخيار الأفضل كان هو ركوب الدراجات".

وقال إن "ركوب الدراجات ليست شيئا جديدا في دمشق ولكن أرادت مجموعته توسيع هذه التجربة وجعلها أكثر شيوعا بين الناس للتخفيف من حدة بعض المشاكل التي تواجه حركتهم اليومية، خاصة بعد انتشار عدد من الحواجز، وانسداد بعض الطرقات، ما جعل الازدحام قاتل للوقت لأي شخص".

ويشار إلى أنه نتيجة للأزمة المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام ، وانعدام حالة الأمن، وحرصا من دخول سيارات مفخخة إلى الأحياء الآمنة ، اختارت السلطات السورية إقامة نقاط تفتيش في معظم الشوارع الرئيسية في دمشق، والذي تسبب في اختناقات مرورية خانقة خلال ساعات الذروة، وخاصة عند الصباح وعند انصراف الموظفين من دوامهم في المؤسسات الحكومية.

والجدير ذكره أن المعارك المستعرة حول العاصمة دمشق، ومناطق أخرى في البلاد، ساهمت في ازدياد حالة الاختناقات المرورية اليومية داخل العاصمة حيث عشرات الآلاف من الناس فروا من منازلهم في أجزاء مختلفة من البلاد سعيا للبحث عن مكان آمن داخل دمشق.

ومن جانبه قال تميم ومتطوع آخر قال لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن "مبادرتنا هي خطوة تشجعية للركوب على الدراجات، وهي غير ربحية تسعى إلى استثمار الوقت، وبنفس الوقت دعوة للحفاظ على نظافة البيئة من تلوث السيارات التي تعمل على البنزين والديزل، ورفع مستوى الوعي حول الفوائد الصحية لركوب الدراجات".

وأضاف "الآن، هناك شرائح أكبر من المجتمع تتبني الفكرة، وهناك الكثير من الناس يستخدمون الدراجات الهوائية كوسائل نقل خاصة لقضاء حاجياتهم اليومية في الأسواق".

وبدورها قالت الشابة هالة العالي البالغة من العمر 32 عاما والتي أوقفت دراجة هوائية أمام بيتها "نحن نريد أن نقول للعالم من خلال هذه المسيرة إننا مازلنا أقوياء وننتقل بحرية بالمدينة، وبنفس الوقت نريد أن نسترجع تلك الصورة الجميلة عن دمشق التي حاول مقاتلو المعارضة المسلحة تشويهها، وإعطاء فكرة أن أهالي دمشق يقبعون في منازلهم خوفا منهم".

وأضافت أن "هذا الاتجاه مفيد جدا لطلاب الجامعة الذين يذهبون ذهابا وإيابا أكثر من مرة واحدة في اليوم لكلياتهم", مبينة أن استخدام الدراجات الهوائية هو "بالتأكيد الخيار الأفضل لهم".

وقالت رنيم آل مالك، مشاركة أخرى في مسيرة الدراجات إنها كانت تأمل أن ترى مثل هذا النشاط في دمشق لفترة طويلة لأنه "اتجاه إيجابي وصحي ينبغي أن تصبح أكثر فأكثر شيوعا بين الناس."

ويشار إلى أن محافظة دمشق حثت المواطنين على شراء دراجات هوائية، شريطة حصولهم على لوحات من قبل المحافظة تحتوي على أرقام لكي تصبح الأمور منظمة وتحسبا لوقوع أي تفجير، سيما وأن أكثر من دراجة هوائية انفجرت على حواجز للجيش السوري في قلب العاصمة أسفرت عن سقوط ضحايا.

كما تقوم شرطة المرور بمخالفة أية دراجة هوائية لا تحمل أوراقا نظامية ولوحة تؤكد أن هذه الدراجة لصاحبها.

قد تبدو أن الفكرة جيدة، والناس يقبلون عليها لكي يتخلصوا من الازدحام الذي يحدث يوميا في معظم أحياء دمشق، فكثيرون منهم ينزلون من وسائل النقل ويكملون مشوارهم مشيا على الإقدام غير أن أسعار هذه الدراجات باتت باهظة الثمن ويصعب على السوريين اقتنائها، ولكنها تظل المخرج الوحيد للكثيرين منهم الباحثين عن حل للاختناقات المرورية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101441341047491