بقلم/ عماد الازرق
شرم الشيخ، مصر 28 مارس 2015 (شينخوا) عقد قادة الدول العربية مؤتمرهم العادي الـ 26 بمنتجع شرم الشيخ المصري وسط اجراءات أمنية، تحت عنوان "صيانة القومي العربي".
وشهد منتجع شرم الشيخ المصري اجراءات أمنية مشددة، وتولت قوات الحرس الجمهوري والصاعقة والقوات الخاصة تأمين قاعة المؤتمرات ومطار شرم الشيخ ومقار اقامة القادة والوفود، كما تولت تأمين تحركاتهم.
وحلقت طائرتان مروحيتان من طراز (اباتشي) بشكل مستمر منذ الصباح الباكر وطوال اليوم فوق مقر انعقاد القمة وفي محيطه.
كما قامت طائرات أباتشي أخرى بعمليات مسح جوي مستمر لمحيط المدينة والمساهمة في تأمينها بالتعاون مع القوات على الارض.
وذكرت مصادر دبلوماسية لوكالة أنباء (شينخوا) أن أربع طائرات أباتشي رافقت طائرة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز منذ دخوله الأجواء المصرية وحتى هبوطه بمطار شرم الشيخ كما رافقته الطائرات الأربع عند مغادرته للمنتجع وحتى وصوله للأجواء السعودية.
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد غادر شرم الشيخ برفقه العاهل السعودي وعلى متن طائرته.
وأشار ياسين إلى أن طائرة هادي تعرضت لتحرشات وهى في طريقها لشرم الشيخ، دون توضيح نوعية التحرشات أو الجهة التي قامت بها.
وتستحوذ الأوضاع الأمنية بمنطقة الشرق الاوسط بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص على جدول أعمال القمة وعلى المناقشات التي تشهدها سواء على المستوي الجماعي أو الثنائي.
وقبيل القمة بـ 48 ساعة شن تحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية وتشارك فيه دول الامارات والكويت وقطر والبحرين ومصر والأردن والسودان والمغرب، وبتأييد من تركيا وباكستان، عملية "عاصفة الحزم" على الحوثيين باليمن، بعد سيطرتهم على كامل الاراضي اليمنية واسقاطهم للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.
وتصاعدت وتيرة الأحداث في اليمن مع سيطرة الحوثيين على محافظة لحج وقاعدة العند العسكرية الجوية القريبة من عدن حيث يقيم الرئيس عبدربه منصور هادي منذ خروجه من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وتحدثت مصادر حكومية يمنية عدة عن ان الرئيس هادي غادر عدن إلى جهة غير معلومة خارج المدينة.
وسيطرت جماعة الحوثي الشيعية على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي، وتمددوا منها إلى محافظات أخرى في البلاد.
وفي يناير المنصرم ، سيطر الحوثيون على القصر الجمهوري ودار الرئاسة في العاصمة صنعاء, الأمر الذي دفع الرئيس هادي والحكومة للاستقالة.
لكن الرئيس هادي تمكن في فبراير الماضي من مغادرة صنعاء سرا كاسرا اقامة جبرية فرضها الحوثيون عليه منذ استقالته في 22 يناير الماضي.
واتخذ هادي من عدن مقرا لممارسة مهامه بعد عدوله عن استقالته وأعلن المدينة عاصمة مؤقتة للبلاد.
ورغم تطورات الأوضاع في اليمن غير أن ملفات عدة تطرح نفسها بقوة على القمة العربية من بينها، الأزمة السورية، والأوضاع في ليبيا والقضية الفلسطينية، والارهاب ومواجهته.
وعلى خلفية هيمنة الأوضاع الأمنية على الأحداث في المنطقة العربية بشكل بات يهدد أمن واستقرار المنطقة بل ويهدد بقاء دول بكاملها، فضلا عن تهديدات أخرى بالتفكك والانقسام، استحوذ المقترح المصري بتشكيل قوة عربية مشتركة على اهتمام كبير داخل القمة.
ووافق مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري على المقترح المصري رغم تحفظ بعض الدول ومطالبتها بتأجيل اتخاذ القرار فيه لحين بحثه بشكل متعمق وواف.
ومن المقرر أن يصدر في ختام القمة بيانا خاصا حول هذا الموضوع يجعل الانضمام إلى القوة المشتركة اختياريا، ويدعو لعقد اجتماع لرؤساء اركان الجيوش المشتركة للبحث في اجراءات وترتيبات تشكيل القوة العربية الموحدة.
وخلال الجلسة الافتتاحية، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى ضرورة تغيير منظومة العمل العمل العربي واعادة هيكلة جامعة الدول العربي.
وشارك أمير قطر في أعمال القمة العربية بشرم الشيخ على الرغم من حالة التوتر والفتور التي اصابت العلاقات بين القاهرة والدوحة، تبادل فيها الجانبان الاتهامات.
واستقبل الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بمطار شرم الشيخ وسط تسريبات عن عقد لقاء مصالحة بينهما بوساطة سعودية، ولم يتسن التأكد من ذلك من مصادر رسمية.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى لأمير قطر منذ الاطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين في الثالث من يوليو 2013.
