تكريت، العراق 5 يوليو 2015 (شينخوا) تعرضت القوات العراقية في مدينة بيجي شمال بغداد اليوم (الاحد) لانتكاسة، اذ فقدت مساحات كانت تخضع لسيطرتها خلال الايام الماضية لصالح تنظيم الدولة الاسلامية، حسب ضابط عراقي كبير.
وقال الضابط الذي يعمل في قيادة عمليات محافظة صلاح الدين لوكالة انباء ((شينخوا)) "إن تنظيم داعش الارهابي (المسمى الشهير والمختصر لتنظيم الدولة الاسلامية) شن هجمات مركزة بعدة سيارات مفخخة بالتزامن مع اطلاق عشرات القذائف المدفعية على اماكن تواجد القوات العراقية في عدد من احياء بيجي".
وتابع ان هذه الهجمات التي بدأت مساء السبت "ادت الى انسحاب القوات العراقية الى مواقع جديدة تاركة خلفها مواقع كانت قد سيطرت عليها خلال الايام الماضية" في المدينة الواقعة على بعد (200 كم) شمال بغداد.
وانسحبت القوات العراقية الى مناطق المزرعة والمالحة الى الجنوب من مدينة بيجي، فيما تمكن مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية من العودة الى حي التأميم جنوب غرب بيجي، ومناطق جديدة والحريجية والشط، والسيطرة على معظم الطريق الشرقي الموازي لنهر دجلة، حسب الضابط.
كما انتشر مسلحو داعش بأعداد كبيرة في الاحياء الغربية لبيجي، حيث شل قناصون حركة القوات العراقية التي تحاول الانسحاب من الاحياء الغربية باقل قدر من الخسائر بالرغم من الغطاء الجوي الذي توفره المروحيات العراقية على المدينة ومهاجمتها لطرق امداد عناصر التنظيم المتطرف والقادمة من بلدة الصينية والمناطق المحيطة بالفتحة بين جبلي حمرين ومكحول غرب وشمال بيجي.
وعزا الضابط العراقي هذه الانتكاسة الى ان "القوات العراقية تفتقد الى وحدة القيادة والسيطرة بالرغم من الحجم الكبير للقوات المتواجدة في بيجي وتسليحها الجيد"، موضحا ان هذه القوات "تعمل على شكل مجاميع دون تخطيط عسكري وتهاجم اهدافها بعشوائية ثم ما تلبث ان تتعرض لانتكاسات كبيرة".
واعلن قادة عراقيون في قوات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية مرارا خلال الايام القليلة الماضية عن سيطرتهم على مدينة بيجي بالكامل، الا ان المعلومات المؤكدة على الارض تشير الى سيطرتهم على معظم اجزائها.
لكن الهجوم الاخير الذي بدأ السبت قلص الى حد كبير المساحات التي تسيطر عليها قوات الجيش والحشد الشعبي.
واعرب المصدر عن مخاوفه من ان يواصل تنظيم الدولة الاسلامية زخم الهجوم الليلة وغدا الاثنين، ما قد يؤدي الى فقدان مدينة بيجي بالكامل، وهو ما سيعرض القوات الموجودة في مصفاة بيجي شمالي المدينة الى خطر فرض الحصار عليها ومنع وصول المؤن والامدادات التي تساعدها على الصمود في المساحة التي مازالت تسيطر عليها في المصفاة والبالغة نصف مساحتها.
ولم تتوفر احصائية رسمية عن عدد القتلى في صفوف الجانبين، الا ان المصدر اشار الى سقوط 12 قتيلا بين صفوف القوات العراقية واصابة 20 اخرين بجروح.
فيما لم يتم معرفة عدد قتلى تنظيم داعش بسبب عدم عثور القوات العراقية على اية جثة.
وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين ل(شينخوا) إن انتحاريين اثنين يقودان سيارتين مفخختين شنا هجوما على القوات العراقية في مدينة بيجي اعقبه اندلاع اشتباكات بين عناصر داعش وقوات الامن، ما اسفر عن مقتل تسعة جنود عراقيين.
وتابع انه نتج عن الاشتباكات تقدم عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في اجزاء من مدينة بيجي، خاصة في شوارع حيي "العصري" وسط مدينة بيجي و"التأميم" في الجنوب الغربي منها.
وتشهد مناطق مدينة بيجي عمليات كر وفر بين القوات العراقية وعناصر تنظيم الدولة الاسلامية في مناطق مدينة بيجي، وخاصة الاحياء الشمالية والغربية منها، حيث لايزال التنظيم المتطرف يسيطر عليها وعلى اجزاء من مصفاة بيجي اكبر المصافي النفطية في العراق.
