بكين 14 ابريل 2015 (شينخوا) حث رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليابان اليوم (الثلاثاء) على انتهاز الفرصة لتحسين العلاقات الثنائية وحل القضايا التاريخية بشكل ملائم.
وقال لي خلال اجتماعه مع يوهي كونو رئيس الجمعية اليابانية لتعزيز التجارة الدولية "إن الصين واليابان كلاهما اقتصادا عالميا واقتصاديهما متكاملين بقوة. ولا بد أن تنتهز اليابان الفرصة لتحسين وتعزيز العلاقات الثنائية وخلق ظروف مواتية لتوسيع نطاق التبادل التجاري".
يرأس كونو وفدا كبيرا من الدوائر الاقتصادية اليابانية يضم أكثر من 60 من رجال الأعمال والساسة اليابانيين.
وأشار لي إلى الذكرى السبعين للانتصار في الحرب العالمية على الفاشية وحرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني في العام الحالي، وقال إن العلاقات الثنائية تواجه تحديا وفرصة وأن مفتاح ذلك هو كيفية نظر اليابان للقضايا التاريخية وتعاملها معها.
توترت العلاقات بين الصين واليابان منذ قيام الحكومة اليابانية "بشراء" جزر دياويو في سبتمبر عام 2012. وعرقلت النزاعات على الأراضي والمشكلات التاريخية مثل مراجعات كتب النصوص في اليابان تطور العلاقات الثنائية.
وقال لي "في ظل الظروف الراهنة نأمل أن يتمكن الجانب الياباني من النظر لتطوير العلاقات الثنائية مع جيرانها بمنظور طويل المدى وأن تتعامل مع القضايا التاريخية بشكل ملائم وأن ترسل إشارة إيجابية بأن اليابان ستواجه التاريخ".
قامت اليابان بغزو شمال شرق الصين في سبتمبر 1931، وأعقب ذلك غزو كامل النطاق يوم 7 يوليو عام 1937. ولقي حوالي 35 مليون صيني من المدنيين والجنود مصرعهم أو أصيبوا خلال الاحتلال الياباني الذي استمر حتى عام 1945.
وأصدر كونو الذي كان يشغل وقتئذ منصب كبير أمناء مجلس الوزراء "بيان كونو" في عام 1993 أقر فيه بقيام اليابان بتجنيد أكثر من 200 ألف امرأة من الصين وكوريا وشمال شرق آسيا تم اجبارهن على العمل كرقيق أبيض لجنود الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية.
كما أصدر رئيس الوزراء الياباني السابق موراياما توميتشي "بيان موراياما" في عام 1995 الذي أقر بتاريخ الغزو الياباني وعرض تقديم اعتذارات.
وقال لي "يظهر بيانكم شجاعة وحس المحاسبة لسياسي. ويجسد بيانكم وبيان "موراياما" الموقف الصحيح الذي لا بد أن تتحلى به الحكومة اليابانية تجاه القضايا التاريخية.
وعلى الرغم من الصعوبات لا زال لدى البلدين رغبة في تحسين العلاقات. وتولي الحكومة الصينية أهمية للعلاقات الثنائية، وأبدت استعدادا لمواصلة تعزيزها على أساس الوثائق السياسية الأربعة وروح الاستفادة من التاريخ والتطلع للمستقبل. وأشار إلى أن الصين ستتعاون مع دول المنطقة من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار والتنمية والرخاء في شرق آسيا.
تشير الوثائق السياسية الأربعة إلى البيان المشترك الذي وقعته الصين واليابان في عام 1972 واتفاقية السلام والصداقة بين الصين واليابان في عام 1978 والاعلان المشترك بين الصين واليابان في عام 1998 والبيان المشترك لدفع العلاقات الاستراتيجية ومتبادلة النفع الموقع عام 2008.
وقال كونو إن أعضاء الجمعية اليابانية لتعزيز التجارة الدولية ملتزمون بالتعاون الودي بين الصين واليابان، وأن الشعب الياباني أيضا ضحايا الحرب التي اندلعت منذ 70 عاما والألم والأذى الذي عانت منه جارات اليابان الآسيويات لا يمكن نسيانه.
وقال إن زيارة الصين قائمة على روح اعتبار التاريخ مرآة والتطلع للمستقبل، وأن اليابان ترغب في رؤية تحسن العلاقات الثنائية.
وأشار كونو إلى الأهمية التي توليها الصين للنمو الاقتصادي داخل اليابان وكذلك أهمية البنك الآسيوي لاستثمارات البنية التحتية الذي أطلقته الصين.
يقوم كونو والوفد المرافق له بزيارة الصين خلال الفترة ما بين 12 و17 ابريل الجاري. وإلى جانب بكين سيقوم الوفد بزيارة شيان في مقاطعة شنشي شمال غرب الصين.
تأسست الجمعية اليابانية لتعزيز التجارة الدولية في عام 1954 بهدف تعزيز التجارة الخارجية لليابان. وبدأت الجمعية العمل في تعزيز التجارة والاقتصاد مع الصين في الستينيات وتعزيز التجارة غير الحكومية بين البلدين، وهو ما أرسى أساس تطبيق العلاقات المتبادلة.
وكونو الذي شغل من قبل منصب نائب رئيس الوزراء الياباني ووزير الخارجية ومتحدث مجلس النواب، هو الرئيس السابع للجمعية.