العمل معا على بناء طريق الحرير على شبكة الإنترنت وتحقيق مستقبل سعيد
---- خطاب مدير إدارة الصين للفضاء الإلكتروني أثناء منتدى طريق الحرير على الإنترنت في إطار معرض الصين-الدول العربية 2015
لي جيان هوا أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمنطقة نينغشيا المحترم،
ممثلو الدول العربية المحترمون،
الضيوف الكرام،
السيدات والسادة والأصدقاء،
مساء الخير!
بمناسبة حلول منتدى التعاون الودي بين الصين والدول العربية، نلتقي اليوم في مدينة يينتشوان باعتبارها لؤلؤة في المنطقة لعقد منتدى بشأن طريق الحرير على شبكة الإنترنت وبحوث سبل تطوير الفضاء الإلكتروني.
فاسمحوا لي أن أقدم لكم نيابة عن إدارة الصين للفضاء الإلكتروني ترحيبا حارا بجميع ممثلي الدول العربية والضيوف والأصدقاء من مختلف الأوساط، والتهاني الحارة لإقامة الدورة الأولى لمنتدى طريق الحرير على الإنترنت في إطار معرض الصين والدول العربية 2015 بنجاح وشكري وامتناني للجهود الكبيرة التي تبذلها منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة لهذا المنتدى.
لقد أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالة تهانيه لمعرض الصين والدول العربية عام 2015 أن الصين والوطن العربي صديقين تسودهما الثقة المتبادلة وشريكين مخلصين في طريق تحقيق التنمية المشتركة. وكانت الصين والدول العربية مهد الحضارة الإنسانية المهمة، حيث نشأت 3 من الدول الحضارية الأربعة عالميا من الصين ومنطقة الشرق الأوسط. ويرجع تاريخ التبادل بين الجانبين إلى وقت طويل، إذ كان يربط طريق الحرير المشهور عالميا كشريان اقتصادي وثقافي، الحضارتين الصينية والعربية قبل أكثر من 2000 سنة.
وفي نقطة انطلاق جديدة، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن الصين والدول العربية شريكان طبيعيان لبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ21، داعيا لنشر روح طريق الحرير وتعزيز التواصل والترابط بين الطرفين للإسهام في تطوير التعاون الثنائي في مجالات السياسات والمنشآت الأساسية والتجارة والمالية إضافة إلى التبادلات الشعبية، مما يعود بالنفع على الشعب الصيني وشعوب الدول العربية.
وفي الوقت الحالي، يشهد العالم جولة جديدة من الثورة التكنولوجية على أساس التكنولوجيا المعلوماتية، حيث أصبحت شبكة الإنترنت قوة رائدة في الابتكار والنمو، ما أثر بشكل معمق على حياة الناس وإنتاجهم والتطور الاجتماعي. وفي طريق الحرير القديم، كان علي بابا الذكي والشجاع قد وجد الكهف الذي دفن فيه اللصوص الكنوز، وفتح الكهف بكلمة السر تدعى: إفتح يا سمسم! ثم وزع الكنوز على الفقراء ليعيشوا عيشة سعيدة. استفاد السيد ما يون من فكرة القصة هذه، ثم أنشأ شركة علي بابا، وبدأ تقديم مساعدة لشعوب العالم بما فيها العرب عبر التجارة الالكترونية، وحققت شركته نجاحا ضخما خلال 15 عاما مضت. كما حققت مجموعة من الشركات الالكترونية الصينية مثل "تنسينت" و"بايدو" و"جينغدونغ" و"شياومي" نجاحا باهرا، وبفضل التواصل عبر الانترنت والترابط من خلال المعلومات، قدمت تلك الشركات للصين والعالم معجزات كثيرة مثل فتح باب كهف الكنوز بـ"افتح يا سمسم".
يعتبر التواصل والترابط من أهم موضوعات مبادرة بناء "الحزام والطريق" (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ21 ) . وتعد شبكة الإنترنت وسيلة أولوية لتعزيز التواصل والترابط. ونعقد اليوم منتدى طريق الحرير على الإنترنت في إطار معرض الصين والدول العربية 2015 لتقوم الإنترنت بدور كبير في بناء "الحزام والطريق" وإضفاء موضوعات عصرية جديدة على طريق الحرير القديم، من أجل تحقيق مجتمع ذي مصير مشترك ومصالح مشتركة بين الصين والدول العربية.
إن منطقة نينغشيا إحدى محاور النقل لطريق الحرير والحضارتين الصينية والعربية منذ التاريخ، ونأمل بصدق في التعاون الشامل مع الدول العربية في مجال الإنترنت وبناء طريق الحرير الالكتروني المؤدي إلى السعادة للشعب الصيني وشعوب الدول العربية عبر تحقيق التواصل والترابط الإلكتروني، إضافة إلى بناء محاور النقل الالكترونية في نينغشيا.
وفي هذا الصدد، اسمحوا لي أن أقدم عدة مقترحات تتمثل في الجوانب التالية:
الأول: بناء طريق المعلومات بدون عائق.
المنشآت الأساسية للمعلومات هي حجر الزاوية لتطوير طريق الحرير الالكتروني وكذلك أساس جوهري للقيام بالتبادل والتعاون بين الصين والدول العربية في الفضاء الالكتروني. ونرغب في بذل جهود مشتركة مع الدول العربية لتعزيز التعاون العملي على المستويات الحكومية والمؤسسية والشعبية، وبناء قناة شبكة الانترنت الدولية بين الصين والدول العربية والتي ترتكز على منطقة نينغشيا، وتسريع بناء منشآت شبكة الإنترنت الإقليمية وشبكة كابل الاتصالات وتحسين ترتيبات موارد البنية التحتية الشبكية لتعميم تكنولوجيا الاتصالات من الجيل الرابع(4G) وwifi العام وإيجاد حلول لمشاكل تعرقل التنمية المعلوماتية مثل الفجوة الرقمية والجزز المعزولة الرقمية ومساعدة الناس بالمناطق الفقيرة على معرفة العالم والحصول على المعلومات والمعارف وإنتاج الثروة والعيش حياة سعيدة من خلال شبكة الإنترنت، إنهم يحتاجون بشكل ملح إلى الإنترنت.
الثاني: ازدهار الاقتصاد والتجارة، حيث تم في الوقت الراهن تسريع عملية "الانترنت" في الصين وأصبح الاقتصاد الرقمي في تصاعد، وشهدت التجارة الالكترونية والتصنيع الذكي تطورا سريعا، حيث زاد حجم التجارة الالكترونية عن 13 ترليون يوان في عام 2014، وسيبلغ هذا الرقم 18 ترليون يوان، وتصل الشركات المدرجة في البورصة في مجال معلومات الشبكة الى اكثر من 330 ويتجاوز اجمالي القيمة السوقية 3 ترليون يوان. واصبح "الانترنت+" اقوى صوت للتطور تحت الطبيعة الاقتصادية الجديدة. نأمل في تعميق التعاون مع الدول العربية من جهة الاقتصاد الرقمي وتسريع بناء السوق المشتركة عبر الانترنت، وتنفيذ التعاونات الشاملة المتعددة الابعاد في نواحي التجارة الالكترونية عبر الحدود والخدمات اللوجستية والتخليص الجمركي والتفتيش والحجر الصحي والدفع المالي من اجل التنمية المزدهرة في الصناعات التجارية واللوجستية والسياحية.
الثالث: التعاون التقني. يجب ان نغتنم الفرصة التاريخية لجولة جديدة من اصلاح التكنولوجيا المعلوماتية لتعزيز التعاون التقني ومعالجة المشاكل الصعبة لتقنية الانترنت سويا وتشجيع البحث والتطور والتطبيق التكنولوجي وتعزيز تبادل الكوادر الفنية.
الرابع: تجميع رؤوس الأموال. سنبذل جهودا مشتركة مع البلدان العربية لبناء المراكز المالية الاقليمية للانترنت بنشاط ودعم المؤسسات لبناء منصات تصفية الحساب للصفقات عبر الانترنت.
خامسا: التبادلات الثقافية. تأمل بكين في بذل جهود مع الدول العربية لبناء مركز الموارد الثقافية الشبكية واظهار الثقافات الرائعة الصينية والعربية من خلال الانترنت وتنفيذ التعاون عبر الانترنت في نواحي العلم والتعليم والتربية والطب والثقافة ووسائل الاعلام.
لا يعد طريق الحرير عبر الانترنت طريق التطور المزدهر فقط، بل هو طريق سليم وسلس ومنظم. نرغب في تعزيز الحكم على الفضاء الالكتروني مع الدول العربية وحماية امن الشبكات لبناء الفضاء الالكتروني السليم والامن والمنفتح من خلال التعاون.
السيدات والسادة والأصدقاء:
لقد قال الرئيس شي جين بيغ إن الربط هو طريق تحت اقدامنا، اينما وصل الطريق يكون التعاون بيننا. لنربط السوقين الصينية والعربية والثقافتين الصينية العربية ونقدم مساهماتنا الجديدة لدفع التقدم والنمو الاجتماعي البشري!
وأشكركم!
افتتاح معرض الصين الدول العربية في شمال غربي الصين |
أهم الموضوعات / الصين (مقالة خاصة):معرض الصين والدول العربية نافذة على توسيع التجارة مع العالم العربي |