بكين 22 أغسطس 2016 ( شينخوا) قبل عشر سنوات، لم يكن أحد من دوائر الشرق الأوسط في الصين يعرف كريم تشين يونغ، لكنه الآن أصبح دبلوماسيا شعبيا شهيرا بعد مرور عشر سنوات على مشواره في خدمة الصداقة الصينية العربية.
كريم تشين يونغ يلتقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس(صورة مقدمة من جمعية التبادل الصيني العربي)
كان تشين يونغ يعمل في منصب رئيس التحرير لصحيفة العلوم والتكنولوجيا في العاصمة الصينية بكين، حتى بدأ يتابع أوضاع الدول العربية أثناء الحرب العراقية التي نشبت في عام 2003.
في عام 2004، استقبلت العلاقات الثنائية بين الصين والدول العربية فرصة هامة للتنمية، حيث قام الرئيس الصيني السابق هو جين تاو بزيارة مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة في 30 يناير 2004والتقى عمرو موسى الأمين العام للجامعة في ذلك الحين، والمندوبين الدائمين للدول الأعضاء الـ22. وبعد اللقاء، أعلن وزير الخارجية الصيني في ذلك الوقت لي تشاو شينغ وعمرو موسى عن تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي.
وفي ظل دخول العلاقات بين الصين والدول العربية مرحلة جديدة شهدت فيها تطورات سريعة غير مسبوقة، أنشأ تشين يونغ في بكين الشبكة الصينية العربية في 8 أغسطس 2006، والتي تعد منصة شاملة لخدمة التبادل والتعاون بين الجانبين، وتتناول أحدث المعلومات والأخبار في المجالات الثقافية والإعلامية والسياحية والفنية والتجارية والاستثمارية، لينطلق في طريقه لتعزيز الصداقة الصينية العربية.
وبعد سنة ونصف من إنشاء الشبكة، قرر تشين يونغ تأسيس جمعية التبادل الصيني العربي، وهي منظمة اجتماعية غير ربحية، بالتعاون مع زملائه في يناير 2008، بهدف زيادة التفاهم المتبادل والتعاون الودي بين الطرفين وتعزيز التبادل والحوار الحكومي والشعبي.
صورة مقدمة من جمعية التبادل الصيني العربي
لكن تشين يونغ لا يتكلم إلا اللغة الصينية، ولتجاوز هذه العقبة دعا بعض السفراء المتقاعدين الذين كانوا يعملون في الدول العربية لمساعدته في التبادلات مع الشخصيات من الدول العربية، بما فيهم شي يان تشون، السفير الصيني السابق لدى اليمن وسورية وقوان زي هواي، السفير الصيني السابق لدى الكويت وعمان والبحرين وليو باو لاي، السفير الصيني السابق لدى الإمارات والأردن.
ومع مرور السنين، أقامت الجمعية علاقات وثيقة مع البعثات الدبلوماسية العربية لدى الصين، حيث غالبا ما نظمت الزيارات والرحلات الميدانية للسفراء العرب لدى الصين إلى المدن والمناطق خارج بكين مثل مقاطعات شاندونغ وهيلونغجيانغ وفوجيان وقانسو وتشجيانغ وغيرها لزيادة معرفتهم للصين.
وقال تشين يونغ إن هذه الزيارات لعبت دورا كبيرا في دفع التبادل والتعاون التجاري والثقافي والإنساني بين هذه المقاطعات والدول العربية وحققت نتائج ملموسة، حيث تم عقد سلسلة من المعارض والمنتديات والندوات في المدن الصينية المختلفة بمشاركة الإدارات الحكومية والشركات من الصين والدول العربية.
من جهة أخرى، بذلت الجمعية جهودا كبيرة لخدمة التبادل والتعاون بين الأفراد والشركات من الصين والدول العربية على حد سواء، حيث تشكلت منصات متعددة، بما فيها القمة الصينية والعربية لرجال الأعمال والقمة الصينية والعربية للمرأة وغيرهما.
صورة مقدمة من جمعية التبادل الصيني العربي
وأشار تشين يونغ إلى أن هذه المنصات تهدف إلى اكتشاف فرص التعاون لكلا الجانبين وزيادة التفاهم بين الشعوب الصينية والعربية.
ومن بداية عام 2011، شهدت بعض الدول العربية اضطرابات في أوضاعها ، الأمر الذي ألقى بظلاله على العلاقات بين الصين والدول العربية، وأثار قلقا بالغا عند تشين يونغ، الذي كان يتطلع إلى استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرع وقت ممكن، وخلق بيئة مواتية لتطوير العلاقات الصينية والعربية.
لم يوقف تشين يونغ وتيرة عمله خلال السنوات الماضية، حيث قام بزيارات متكررة إلى الدول العربية، بما فيها مصر والإمارات والأردن وسورية وغيرها للبحث عن فرص التعاون.
كما أنشأ تشين يونغ مؤسسة التنمية والسلام في الشرق الأوسط في أكتوبر 2015، مؤكدا أن عمله يتمثل بحشد كل جهود محبي السلام في منطقة الشرق الأوسط، لمواجهة المشاكل السياسية التي تعيق السلام في المنطقة.
صورة مقدمة من جمعية التبادل الصيني العربي
وحول هذا قال تشين يونغ إن المؤسسة ومنذ تأسيسها بذلت جهودها لدعم السلام ، ومن ضمن أنشطتها بناء مدارس بمنطقة اللاجئين في الأردن، مؤكدا أنه سيتم الاتفاق مع وزارة التعليم الصينية للتوسع في بناء المدارس بكافة دول الشرق الأوسط.
وحول تطلعاته نحو المستقبل ، قال تشين يونغ إنه وبالرغم من وجود الصعوبات والمشاكل إلا أنه سيواصل بذل كل الجهود للارتقاء بالعلاقات الصينية والعربية إلى مستوى أعلى ، وتعميق الصداقة بين الشعوب.
صورة مقدمة من جمعية التبادل الصيني العربي
(مصدر: شينخوا نت)