بكين 24 يناير 2017 ( شينخوا) يعتبر قصر بودالا من أبرز رموز منطقة التبت الذاتية الحكم جنوب غربي الصين، ويلقب باللؤلؤ على سقف العالم، ويجتذب ملايين السياح القادمين من أنحاء الصين وخارجها. ونظرا لمكانته التاريخية والثقافية المميزة، تتحمل المرشدات التبتيات اللاتي يعملن فيه مسؤوليات كبيرة وشرفا عظيما يتمثل في التعريف بميزاته وروعته أمام العالم، وفي الوقت ذاته يظهرن ملامح النساء التبتيات المعاصرات. وفي فترة تواجدي في مدينة لاسا، قد تابعت مرشدة تعمل في هذا القصر العظيم للتعرف عن كثب على عملها وحلمها.
يقع قصر بودالا على ارتفاع 3750 مترا عن سطح البحر، ويبلغ ارتفاعه 110 أمتار، لكن المرشدة تسي تشو تقطع كل السلالم في القصر صعودا ونزولا أربع مرات على الأقل كل يوم لتعريف السياح بهذا القصر الساحر. وقد اشتغلت بهذا العمل المرهق لمدة 16 سنة. وعلى الرغم من التعب البدني، غير أنها تشعر بالسعادة النفسية من خلال هذا العمل.
قالت تسي تشو إنها تحب هذا العمل للغاية! كثير من السياح يتعرفون على تاريخ وثقافة قصر بودالا من خلال إرشادها وشرحها، ويبدأون يحبون الثقافة التبتية، ذلك يسعدها ويُشعرها بالإنجازات الناجمة عن عملها، كما يعطيها الطاقة الدافعة للتغلب على المتاعب والصعوبات والضغوط في العمل.
تسي تشو امرأة تبتية تبلغ من العمر 36 عاما، وهي من أهالي قومية التبت، ولدت وترعرعت في مدينة لاسا. خلال عملها، دائما ما تقدم المعلومات والمعارف الدقيقة والتفصيلية عن الآثار التاريخية والتحف النفيسة في قصر بودالا، وتكون صبورة في الإجابة على جميع الأسئلة المطروحة من قبل السياح.
قالت سائحة من مقاطعة سيتشوان:" أتطلع إلى زيارة قصر بودالا منذ وقت طويل، وأنا محظوظة جدا لمصادفة هذه المرشدة الممتازة، شرحها واضح جدا، ومن خلال شرحها، أتعرف على سحر وغموض وقداسة قصر بودالا."
كما قال سائح شاب:" أعتقد أن هذه المرشدة متخصصة جدا. من خلال شرحها الدقيق ووصفها الحيوي، تجددت وتعمقت معرفتي لدالاي لاما والبوذية التبتية والثقافة التبتية، هي أرشدتني لاستكشاف الكنوز في قصر بودالا. إذا جاء أحد أصدقائي لزيارة هذا المكان، سأزكي له هذه المرشدة."
تفضل تسي تشو ارتداء ملابس تحمل خصائص قومية التبت خلال عملها، وترتسم الابتسامة الجميلة على وجهها دائما، مما يؤثر في السياح ويجلب لهم السعادة ويُشعرهم بالألفة.
أخبرتني سائحة من مقاطعة جيانغسوأن المرشدة تسي تشو تروي لهم قصص قصر بودالا بصوتها العذب وألفتها وابتسامتها اللامعة مثل أشعة الشمس، لقد جلبت لهم شعورا بالدفء وكانت مثل أختهم. ترى فيها الملامح الممتازة للنساء التبتيات المعاصرات، وذلك لا يتمثل في جمالها فحسب، بل ينعكس أيضا من خلال أخلاقها الحميدة."
وبعد تشغيل خط تشينغهاي-التبت الحديدي، يستقبل قصر بودالا عددا متزايدا من السياح. ففي العام الماضي، استقبل ما يزيد عن عشرة ملايين سائح. وتعتقد تسي تشو أن ذلك يشير إلى أن عددا متزايدا من الناس يبدون رغبتهم في التعرف على هذه الأرض الساحرة.
أشارت المرشدة تسي تشو إلى أنه من أجل حماية مبانيه، وضع قصر بودالا حدا لعدد السياح، فهم يحتاجون إلى حجز التذاكر مسبقا. وبالإضافة إلى ذلك، يصعب على السياح أن يعتادوا على نقصان الأكسجين في التبت، وبعد أن يتغلبوا على هذه الصعوبات الكثيرة، لا بد أن تشعرهم بأن جهودهم المبذولة مستحقة، مضيفة أنها فخورة بعملها، حيث يمكنها أن تظهر حضارة وثقافة قوميتها التبتية العريقة والفريدة أمام السياح القادمين من أنحاء العالم. ولديها حلم هو أن تجوب العالم لنشر وترويج الثقافة التبتية يوما. كما تتطلع إلى أن يحمل ابنها حلمها في المستقبل."
إن تسي تشو امرأة تبتية جميلة تحب الابتسام، وبسماتها البريئة والدائمة على وجهها الطاهرة تؤثر على جميع السياح الوافدين الى لاسا، كما انها افضل بطاقة هوية لمدينة لاسا والتبت. من خلال خدمتها فى مجال السياحة، لا يتمكن الزوار من انحاء العالم من التعرف على المناظر التبتية الساحرة والثقافة التبتية المميزة فحسب، بل يتعرفون ايضا على النشاط والحيوية للنساء التبتيات المعاصرات وللشباب التبتي المعاصر.
(المصدر: شينخوا نت)