(صورة شينخوا الأرشيفية)
28 يونيو 2017 (شينخوانت) اختتم امتحان القبول بالجامعات في الصين في أوائل شهر يونيو الجاري. الجدير بالذكر أن عام 2017 يصادف الذكرى الـ40 بإعادة نظام امتحان القبول بالجامعات في الصين والتي كانت فتحت عصرا جديدا يحقق فيه كثير من الشباب أحلامهم ويغيرون حياتهم. اذا استعرضنا الـ40 سنة الماضية على إعادة نظام امتحان القبول بالجامعات، فنجد أن هذا الامتحان يظل يتغير تزامنا مع العصر، وفي نفس الوقت غيّر مصير الكثير من الناس العاديين. أحد الموضوعات الرئيسية لهذا الامتحان يتمثل في الإصلاحات المستمرة. بالتالي، نستعرض نقاطا فاصلة مهمة في عملية إصلاحات امتحان القبول بالجامعات في الصين.
في عام 1977، تمت إعادة نظام امتحان القبول بالجامعات في الصين والذي كان قد توقف لمدة 11 عاما. وفي ذلك العام، شارك خمسة ملايين وسبعمائة ألف طالب وطالبة في الامتحان، وقبلت الجامعات في عموم الصين 270 ألف شخص فقط، فوصلت نسبة القبول بالجامعات في ذلك الوقت إلى خمسة بالمائة فقط. وفي ذلك العصر، تم تعيين الوظائف العملية للمتخرجين بالجامعات. هذا وفي عام 1994، تم تحديد وتوحيد معيار القبول بالجامعات، ويجب على الطلاب الجدد أن يدفعوا نفقات الدراسة. وفي عام 1996، لم تعد الجامعات الصينية تكون مسؤولية عن تعيين الوظائف للمتخرجين بالجامعات، لا بد للمتخرجين من البحث عن الوظائف الملائمة في المجتمع بأنفسهم. وفي عام 1999، طرأت تغيرات تاريخية على حجم التعليم العالي، منذ ذلك الوقت وفي غضون خمس أو ست سنوات، يزداد عدد الطلاب المقبولين بالجامعات بثلاثة أضعاف، وحل التعليم العام محل تعليم الممتازين. وإلى أبعد حد، تم رفع القيود عن الأعمار وأحوال الزواج في عام 2001. وفي عام 2014، أصدر مجلس الدولة الصيني اللوائح التنفيذية المتعلقة بتعميق إصلاح نظام امتحان القبول بالجامعات، والتي تشمل تحسين وتطوير طرق توزيع حصص الطلبة المقبولين من قبل الجامعات في المناطق المختلفة لخفض الفجوة بين المدن والأرياف وبين المناطق المتطورة والمتخلفة نسبيا بهدف تعزيز عدالة الحصول على فرص تلقي التعليم العالي في المناطق المختلفة بالصين، وإصلاح أساليب ومضامين الامتحان، الأمر الذي يتضمن توحيد مقاييس تقييم أداء الطلبة في كل ناحية، وتعيين مناطق الاختبار لإصلاح امتحان القبول بالجامعات، كما يشمل إصلاح مواد الامتحان وآلية قبول الطلبة. وفي مقدمة مناطق الاختبار هذه، أصدرت كل من بلدية شانغهاي ومقاطعة تشجيانغ خطة الإصلاح. في عام 2016، تبنت 26 مقاطعة في الصين ورقة امتحان موحدة. ويعد عام 2017 بداية جديدة لامتحان القبول بالجامعات، حيث تبنت بلدية شانغهاي ومقاطعة تشجيانغ نمط "ثلاث زائد ثلاث"، حيث تتاح فرصتان للمشاركين في امتحان اللغات الأجنبية، حيث باستثناء المواد الثلاث الضرورية التي تشمل اللغة الصينية والرياضيات واللغة الأجنبية، يمكن للمشاركين في الامتحان أن يختاروا ثلاث مواد إضافية لإدراج درجاتها في الدرجات النهائية لامتحان القبول بالجامعات.
يعتقد أن امتحان القبول بالجامعات من أكثر نظام لانتخاب الأكفاء عدالة وشفافية في الصين، باعتباره نظاما يلعب دورا لا مثيل له في دفع وتحفيز التنقل والتحول السليم بين الطبقات الاجتماعية المختلفة في الصين. من خلاله، يمكن للطلاب الفقراء في الأرياف أو المناطق المتخلفة أن يغيروا مصيرهم بقداراتهم الذاتية. بعبارة أخرى، إن تلقي التعليم العالي يغير حياة ومصير هؤلاء الشباب الذين كانوا يبقون في أدنى الطبقات الاجتماعية في بداية الأمر.
يمضي أربعون سنة على إعادة نظام امتحان القبول بالجامعات في الصين، مهما يتغير نظامه أو سياساته، بالنسبة لكل شخص كان شارك في هذا الامتحان، تعد مدة الدراسة والاستعداد للامتحان تجربة نفيسة في حياتهم وتستحق استذكارها، اذ أن امتحان القبول بالجامعات في الصين يعني الكفاح والجهاد والسعي الشجاع وراء الأحلام. وفي نفس الوقت، يجسد احترام المواطنين الصينيين للمعارف والثقافة.
