بكين 16 ديسمبر 2017 (شينخوانت)بعد تقدمنا في السن هل هناك شخص أو شيء يمكننا الاعتماد عليه؟ هذا السؤال لا نستطيع تجنبه لأن كلنا سنصبح عجائز يوما من الأيام. وبالنظر لقضية الإعالة أو رعاية كبار السن، فسنجد أن كثيرا من التحديات تواجه المجتمع الصيني في الوقت الراهن.
إن معاش التقاعد قد يعتبر أكبر التحديات في إعالة كبار السن. تزامنا مع تصاعد معدلات الشيخوخة، فنواجه ضغوطا أكبر فأكبر على صعيد معاش التقاعد في المستقبل. ونظرا لتباطئ النمو الاقتصادي، هناك حقيقة مهمة لا بد لنا من وعيها وتتمثل في أن الشباب العاملين قد يكونون غير قادرين على توفير الضمان الاجتماعي الأفضل للعجائز المتقاعدين.
ويعد كل من التأمين الحكومي الأساسي والتأمين الإضافي للشركات أو أصحاب الأعمال والتأمين الشخصي التجاري من أهم ثلاثة أنواع التأمينات ضد الشيخوخة. وتتجاوز في الصين حصة التأمين الحكومي الأساسي عن ثمانين بالمائة من إجمالي التأمينات ضد الشيخوخة، أما حصة النوعين الآخريين تقل عن عشرين بالمائة، مقارنة مع عدم تحمل الحكومة في الولايات المتحدة لحصة تزيد عن عشرة بالمئة للتأمين ضد الشيخوخة، حيث يرى الأمريكيون أن كلا من الشيخوخة والمرض والوفاة هو من الأمور الشخصية التي بحاجة إلى تدابير شخصية، وتقدم الحكومة أدنى ضمان للشيخوخة. وعلى العكس من ذلك، يعلّق الصينيون المسؤوليات الرئيسية ضد المرض والشيخوخة والوفاة على الحكومة.
وفي الوقت نفسه، لا بد من مراعاة تقاليد احترام ورعاية العجائز التي تعد من الأخلاق الحميدة التقليدية للأمة الصينية طوال آلاف السنين. فتتمثل التحديات في كيفية الحفاظ على نظام الضمان الاجتماعي الملائم للوضع الوطني وقوة دولة الصين، إن هذه القضية باتت موضوعا غير مرحب به حتى قد تجلب الانتقادات، اذ إن الكثيرين يربطون هذه القضية بالأخلاق وليس العقلانية. لكن يؤكد الخبراء والاقتصاديون على ضرورة تغيير الأفكار والمفاهيم القديمة للصينيين على صعيد التأمين ضد الشيخوخة، حيث يطرحون المقترحات التالية.
أولا، لا يجب اتباع نظام الرفاهية الغربي اتباعا أعمى. حيث تواجه الدول المختلفة الصعوبات والخصائص المختلفة، ويتوقف الطريق الصيني لنظام الضمان الاجتماعي على وضعها الحقيقي في كل المجالات، ويجب استيعاب الدروس من الدول الغربية وتبني السياسات الملائمة لها حقيقيا.
ثانيا، يجب التفكير في رفع سن التقاعد تدريجيا. حيث يرتفع معدل العمر المتوقع للمواطنين الصينيين بشكل مستمر ما يجعل مدة حصولهم على اموال الضمان الاجتماعي تزداد بشكل مستمر. فيجب رفع سن التقاعد أو تبني نظام تقاعد أكثر مرونة.
ثالثا، ينبغي إكمال وتحسين آلية استثمار أموال الضمان الاجتماعي ضد الشيخوخة في الأسواق. نظرا لأن كيفية ضمان وزيادة قيمة رأس المال للضمان الاجتماعي الموجود من خلال مجموعة من الاستثمارات تصبح أمرا مهما في المرحلة الراهنة. ولهذا فإن إكمال وتحسين آلية استثمار أموال ضمان الشيخوخة أمر لا غنى عنه لنظام الضمان اجتماعي الآمن والفعال.