بكين 10 فبراير 2015 (شينخوا) قال خبير صيني شهير متخصص في شؤون روسيا اليوم (الثلاثاء) إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحالية لمصر تسلط الضوء على اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات مع مصر والدول الأخرى في الشرق، ويأمل من خلالها في إطلاق العنان للدور الذي تلعبه أرض الكنانة في الدبلوماسية العالمية.

وصرح شنغ شي ليانغ، الباحث بمركز الدراسات الدولية التابع لوكالة أنباء ((شينخوا))، بأنه في الوقت الذي تسعى فيه روسيا جاهدة إلى التكاتف مع الدول غير الغربية لتحديد نظام جديد للعبة السياسية والدبلوماسية الدولية في أعقاب انفجار الأزمة الأوكرانية ، اختار الرئيس بوتين مصر لتكون أول محطة من جولاته الخارجية في العام الجديد.

وأضاف أن مصر تعتبر بلا شك أهم دولة ذات تأثير في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، ولهذا يأمل الدب الروسي في تعزيز تعاونه مع بلاد الفراعنة في القطاعين الاقتصادي والعسكري وكذا في مجال مكافحة الإرهاب.

وفي هذا السياق، تتصدر زيارة بوتين لمصر عناوين النشرات الإخبارية الدولية على المواقع الصينية الرئيسية، حيث ذكر موقع ((سوهو)) الذي يعد أحد كبريات المواقع المتكاملة أن التعاون الاقتصادي والتجاري شكل بؤرة ضوء في المحادثات بين بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي.

وأشار الموقع في تقرير إخباري إن الاقتصادين المصري والروسي يكمل كل منهما الآخر إلى حد كبير ومن ثم يتمتعان بإمكانات هائلة في هذا الصدد، كما وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2014 إلى 4.5 مليار دولار أمريكي. وضرب التقرير الإخباري بقطاع الزراعة مثالا على ذلك، قائلا إن روسيا تستورد الفواكه والخضراوات من مصر فيما تستورد القاهرة الحبوب وخاصة القمح من روسيا.

وأضاف أن مصر تسعى حاليا للاستفادة من خبرات روسيا الغنية في مجالي الطاقة وتحديث القطاعات الصناعية .

ومن ناحية أخرى، أضاف تقرير نشر على موقع ((سينا)) المتكامل أن الرئيس الروسي الزائر أعرب في مقابلة مع وسائل الإعلام المصرية عن نيته استخدام الروبل الروسي في تسوية الحسابات وإتمام التبادلات التجارية الثنائية، وهو ما سيحد من مكانة الدولار الأمريكي التقليدية في هذا المجال ويفتح آفاقا جديدة أمام التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.

ولفتت صحيفة ((غلوبال تايمز)) على موقعها أن روسيا ومصر تتمتعان بمستقبل واعد للتعاون في مجال التكنولوجيا الفائقة، بما في ذلك الطاقة النووية والفضاء ونظام الملاحة بالأقمار الصناعية الروسية، علاوة على أن عددا كبيرا من الشركات الروسية العاملة في الصناعات الكمياوية وصناعة السيارات أعرب عن رغبتها الشديدة في دخول السوق المصرية.

وفي مجال التعاون العسكري، نقل موقع ((شينخوا نت)) عن محللين قولهم إن الرئيس بوتين سيوقع خلال زيارته لمصر على سلة كبيرة من مبيعات الأسلحة وذلك تطبيقا للاتفاقات التي تم التوقيع عليها بين الجانبين بهذا الشأن خلال زيارة السيسي لروسيا في العام الماضي.

فيما أشار موقع ((تشاينا نيوز)) في تقرير له إلى أن مكافحة الإرهاب تعد موضوعا رئيسيا آخر تتناوله القمة المصرية ــ الروسية.

وأكد الخبير الصيني شنغ شي ليانغ قائلا "إنه لأمر طبيعي أن يجرى الزعيمان المصري والروسي مناقشات معمقة حول هذه الموضوعات المذكورة آنفا، لأنها تصب في صميم مصلحة الدولتين التي تربطهما علاقة تقليدية عميقة".