بكين 28 فبراير 2015 (شينخوا) يعتبر البيان الرسمي التاريخي المشترك الذي أصدرته الصين والولايات المتحدة منذ 43 عاما بالضبط الذى يمثل حجر أساس وعاملا محوريا فى العلاقات بين البلدين ,واحدا من أهم الروابط الواعدة وأكثرها ديناميكية في العالم الآن.
وفى بيان شانغهاي الذى يمثل انجازا رئيسيا لزيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون للصين التي كسرت الجمود بين البلدين ,تقر الولايات المتحدة أن هناك صينا واحدة وأن تايوان جزء من الصين.
ومهد هذا الإقرار الطريق لتأسيس علاقات دبلوماسية بشكل رسمي بين الصين والولايات المتحدة على مستوي السفراء في الأول من يناير عام 1979.
وأقر الجانبان في هذه الوثيقة الفاتحة لعهد جديد انه لا يجب لأى منهما السعى للهيمنة في منطقة آسيا-الباسيفيك وان كليهما يعارض جهود أية دولة اخرى أو مجموعة من الدول لتعزيز مثل هذه الهيمنة.
على الرغم من ان الزمن تغير بشكل ملحوظ, لاتزال الأهمية القصوى لهذه الوثيقة قائمة .
فأولا: يرجع أحد أسباب تمتع منطقة مضيق تايوان بهدوء نسبي إلى ان جميع رؤساء الولايات المتحدة التزموا عموما منذ إعلان البيان المشترك بمبدأ "الصين الواحدة."
وللحفاظ على الاستقرار في المنطقة التى لها مصالح ضخمة فيها ,يتعين على الولايات المتحدة ان تواصل التمسك بمبدأ "الصين الواحدة" وان تعارض بوضوح وحزم أي محاولات لفصل تايوان عن الصين.
ثانيا: أثبت التاريخ ان السعي إلى الهيمنة ليس من شأنه أن يؤدى إلى شيء غير المواجهات والحروب.
ولكي نتعلم من الدروس التاريخية ونتجنب الصراعات بين الدول الكبري, لايجب على الولايات المتحدة ولا على الصين البدء فى مغامرات للهيمنة كما أقرا بذلك في عام 1972. وخلافا لذلك يجب عليهما تأسيس تعاون ثنائي على قدم المساواة وانطلاقا من تحقيق النفع المتبادل .
لقد بدأت واشنطن مؤخرا سياسة بارزة "لإعادة التوازن نحو آسيا" من أجل تعزيز وجودها وتفاعلاتها في القارة الديناميكية عن طريق تغيير الأولويات والمصادر نحو هذا الجانب من المحيط الهادىء.
وإذا كانت واشنطن ترمى ,كما أشار بعض الخبراء إلى إعادة تاكيد دورها المسيطر بل والمهيمن عن طريق هذه الاستراتيجية, فمن الطبيعي أن يشعر الناس بالقلق من تأثيرها السلبي على منطقة آسيا-الباسيفيك.
إن قادة الصين والولايات المتحدة, الدولتين المختلفتين ايديولوجيا ,سعوا جاهدين وحققوا تطبيع العلاقات الدبلوماسية الثنائية منذ أكثر من 4 عقود , مبرهنين على انه ما من اختلاف أيديولوجي لا يمكن التغلب عليه ,إذا كانت هناك بصيرة وحكمة سياسية كبرى تضع المصالح المشتركة فوق الاختلافات.
ان عالم اليوم يختلف كثيرا عما كان عليه , حيث أصبحت الصين والولايات المتحدة متشابكيتين اقتصاديا وتعتمد كل منهما على الأخرى .
ويجب ان يستمر قادة البلدين في حمل روح اتفاق شانغهاي وأن يسهموا سويا فى وضع نمط جديد من علاقات الدول الكبري, التي تعود بالنفع على منطقة آسيا-الباسيفيك والعالم كله.