بكين 5 مارس 2015 (شينخوا) ليس المواطن الصيني وحده هو من يتابع بدقة الدورتين السنويتين لأكبر جهاز تشريعي وأكبر جهاز استشاري سياسي الصيني بعد افتتاحهما يومي الثلاثاء والخميس على التوالى , وانما يتابعها ايضا باحثون وخبراء من خارج الحدود.
وقال خبراء أجرى مراسلو وكالة انباء ((شينخوا)) مقابلات معهم في دول مختلفة خلال الفترة التي تسبق انعقاد الدورتين إنهم ركزوا على كلمات أساسية مثل الإصلاح وحكم القانون ومكافحة الفساد.
وقال باتريك مالوكي المحاضر بكلية الدبلوماسية في جامعة نيروبي إن كينيا وعدة دول افريقية حافظت على علاقات صحية ومتبادلة النفع مع الصين خلال العقود الماضية.
وأضاف أن مسعى الحكومة الصينية حاليا لإجراء اصلاحات لامس جوانب عديدة منها السياسة والاقتصاد والدبلوماسية وان الدول الافريقية النامية يمكن ان تتعلم من خبرة الصين في هذا الصدد.
وأعرب عن اعتقاده بأن محاولات الصين لتعميق الإصلاحات سيقوي قدرة الحكومة على إدارة البلاد الضخمة وسيحسن الخدمات المدنية.
واشار الى ان تلك الاجراءات الاصلاحية ستساعد النمو الاقتصادي للصين وتجارتها الخارجية, مضيفا ان ازدهار الصين نعمة لكينيا وافريقيا بأسرها.
وبالنسبة لأليخاندرو سيمونوف الخبير في الدراسات الدولية بكلية لا بلاتا الوطنية الارجنتينية فإن الاقتصاد وحكم القانون كانا الموضوعين اللذين نالا الكثير من اهتمامه فى الدورتين الصينيتين.
ومشيرا الى ان العالم أجمع مهتم بمسعى الصين لإعادة هيكلة اقتصادها، قال سيمونوف إن المهمة "ليست يسيرة" لأنه يتعين على القادة الصينيين إحداث التوازن بين النمو والبيئة وكذلك ضمان الرفاهية الاجتماعية ووضع نظام لتوزيع الدخل على نحو عادل.
كما قال الخبير الارجنتيني إن تحرك الصين لدفع حكم القانون سيكون له اثر ايجابى على المستثمرين وبخاصة أولئك القادمين من خارج البلاد.
كما قال الخبير المصري في الشؤون الصينية محمد عبد الوهاب الساكت السفير السابق لجامعة الدول العربية في الصين إن الدورتين آلية استثنائية لتجميع حكمة المشرعين والمستشارين السياسيين من أجل تعزيز تنمية البلاد, مضيفا أن الدورتين السنويتين هذا العام لا يفتقران لموضوعات جاذبة للأنظار .
وفيما يتعلق بالاقتصاد, قال الساكت إن الميزة الاضافية للعمالة منخفضة التكلفة اصبحت شيئا من الماضي في اعقاب التغيرات الديموجرافية التي تعرضت لها البلاد وانه لخيار طبيعي ان ترتقي الصين بصناعاتها وان تعزز الابتكار من اجل ايجاد قوة دافعة جديدة للنمو.
كما أكد الدبلوماسي السابق على جهود مكافحة الفساد التي تقوم بها القيادة الصينية وقال إن الضربة غير المسبوقة التي سددتها الصين في وجه الفساد كشفت عن التزام القيادة بمبدأ انه لا احد سيفلت من العقوبة.