القاهرة 7 مارس 2015 (شينخوا) قال خبراء سياسيون وعسكريون مصريون إن زيادة ميزانية الدفاع الصينية بواقع 10.1 بالمئة للعام الجاري لا تشكل أي تهديد للدول الأخرى.
وقال محمد عبد الوهاب الساكت، سفير الجامعة العربية السابق لدى الصين، لوكالة (( شينخوا)) " لا اعتقد إن زيادة الإنفاق العسكري الصيني تمثل استفزازا أو تشكل تهديدا لدول أخرى، وإنما تهدف فقط إلى الدفاع عن الحدود الصينية والحفاظ على التنمية الصينية ومكافحة الإرهاب الذي ساد في جميع أنحاء العالم".
وأضاف الساكت أن سياسة التنمية السلمية للصين تتطلب حماية عسكرية ولاسيما وسط التوترات والأنشطة الإرهابية المتزايدة في أجزاء كثيرة من العالم، مشيرا إلى أن الزيادة الصينية تعد الأدنى مقارنة بنظيراتها في الدول الكبرى في العالم.
وجاء الإعلان عن الميزانية العسكرية الصينية الجديدة قبيل الدورة السنوية الثالثة للمجلس الوطني الـ 12لنواب الشعب الصيني.
وقال الدبلوماسي السابق، وهو أيضا عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، " إنها مجرد زيادة بنسبة 10 بالمئة وهي زيادة طبيعية ومعقولة مقارنة مع الإنفاق العسكري للولايات المتحدة وأوربا والناتو".
وأكد الساكت أن أمن الصين مهم جدا لأمن الدول المجاورة، مشيرا إلى مجالات التنمية بين الصين وجيرانها بما في ذلك روسيا.
وأضاف الخبير الدبلوماسي أن " الصين تدرك أنها لا يمكن أن تحقق التنمية بدون سياسة سلمية مع جيرانها، ولهذا السبب وقعت الصين خلال السنوات الماضية اتفاقيات مشتركة وانضمت الى منظمات مشتركة مع جيرانها الحدوديين".
واعتقد الخبراء أيضا أن أمن الصين حيوي لأمن العالم حيث تأوي الصين حوالي ربع سكان العالم، وتمتلك ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ولديها تجارة هائلة مع الدول الأخرى.
وارتفعت ميزانية الدفاع الصينية في 2014 بنسبة 12.2 بالمئة لتصل إلى 8.8 مليار يوان ) حوالي 131 مليار دولار أمريكي( وتعد زيادة هذا العام الأقل في السنوات الخمس الماضية.
وتتشارك الصين حدودا برية وبحرية مع أكثر من 20 دولة بما في ذلك روسيا وباكستان وفيتنام وكوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية واليابان، لذلك يعتقد العديد من الخبراء أن الصين لديها الحق للحفاظ على الأمن بطول حدودها، ولاسيما وسط تزايد التهديدات الأمنية في العالم مؤخرا.
وقال سعيد اللاوندي، الخبير السياسي والباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن " زيادة الإنفاق العسكري للصين يأتي في سياق التنمية السلمية والحفاظ على أمن البلاد، ولا يشكل تهديدا للدول الأخرى".
وأضاف " الولايات المتحدة قلقه عموما من النفوذ المتنامي للصين حول العالم.. في الواقع هذا يقلق العم سام".
وتابع اللاوندي قائلا لوكالة ) ) شينخوا( ( ، " الصين دولة قوية وسلمية. لم نسمع أبدا عن غزو أو احتلال صيني"، مؤكدا أن قلق الولايات المتحدة نابع من تزايد شعبية الصين بين الدول النامية حين تتطلع فقط إلى التنمية السلمية وتساعد الدول الإفريقية والآسيوية.
وقال إن الولايات المتحدة ترى الصين قوة عالمية سلمية نظرا لاستثماراتها الواسعة في إفريقيا ودورها المتزايد في الشؤون الدولية، آملا أن تلعب الصين قريبا دورا أكبر في الشؤون العالمية.
ومن جانبه، قال اللواء العسكري المتقاعد طلعت مسلم وهو أيضا خبير استراتيجي وأمني أن الزيادة السنوية في الميزانية الدفاعية للصين ليست قليلة ماديا ولكنها في نفس الوقت لا تقارن بميزانية الجيش الأمريكي.
وأضاف الخبير لوكالة ) ) شينخوا( ( أن " ميزانية الدفاع للولايات المتحدة تساوي ميزانيات دفاع الدول العشر التي تليها من حيث الإنفاق العسكري. لذلك عندما تزيد الصين إنفاقها السنوي بنسبة 10 بالمئة، فإن هذه الزيادة ما زالت لا تقارن كما أنها ليست قريبة حتى من ميزانية الجيش الأمريكي".
وأبدى مسلم تعجبه من شكوى الولايات المتحدة من نمو ميزانية الصين على الرغم من امتلاكها قواعد عسكرية في دول مجاورة للصين مثل كوريا الجنوبية واليابان.
واستبعد مسلم احتمالية أن تكون الزيادة في ميزانية الصين العسكرية موجهة لدول أخرى، مشيرا إلى أن السياسة العامة للصين تتسم بالسلمية.
وقال " اعتقد أن السياسة الصينية عموما تميل إلى السلمية، ولا أتذكر حالة قامت الصين فيها بعمل عدوان ضد دولة مجاورة أو غير مجاورة".
وأوضح مسلم أن الخطوة الصينية هي إجراء احترازي سليم للدفاع عن النفس وان استخدام القوة العسكرية خارج حدودها مقرون فقط بالدفاع عن النفس او التعاون مع المجتمع الدولي ضد العدوان على أحد أعضائه".