بكين 19 أبريل 2015 (شينخوا) يوافق هذا العام الذكرى الـ25 لمشاركة الصين لأول مرة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وشهد عقدان ونصف من الزمان التزام الصين بتحمل المسؤوليات الدولية.
وفي أبريل 1990, أرسلت الصين خمسة مراقبين عسكريين لهيئة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة التي تراقب وتبلغ عن انتهاكات اتفاقيات وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط.
وبحسب وزارة الدفاع الوطني, فقد عمل أكثر من 30 ألف جندي حفظ سلام صيني بالخارج وفقد 10 منهم حياتهم.
وقاموا ببناء او اصلاح أكثر من 11 الف كيلومتر من الطرق واكثر من 300 جسر. ونقلوا 9400 لغم او عبوة ناسفة لم تنفجر بعد واستقبلوا 149 الف مريض.
قوة رئيسية للسلام العالمي
وكعضو دائم في مجلس الأمن الدولي, تتبنى الصين موقفا جادا من مهمات حفظ السلام التي تقوم بها بتفويض من المجلس.
وقال لي تيان تيان نائب مدير الإدارة المسؤولة عن مهمة حفظ السلام الصينية التابعة لوزارة الدفاع الوطني إن البلاد لديها تقليد برعاية السلام.
وعانت الصين قرنا مضطربا من 1840 إلى 1949 ما جعل شعبها يقدر السلام واصبحت عازمة على حمايته, حسبما أضاف لي.
ومع ازدياد قوة الصين خلال الـ25 عاما الماضية, فقد نما وجودها في مهمات حفظ السلام مع جنود أكثر عددا ومهام مختلفة.
ومع ارسالها فرقة لجنوب السودان خلال وقت سابق من هذا الشهر, اتسع نطاق العاملين الذين ارسلتهم الصين للمهمة من الهندسة والنقل والمراقبين الطبيين والعسكريين إلى كافة فرق المشاة.
وحاليا بلغ عدد جنود حفظ السلام في مهمات حول العالم 2720 وهو الاكثر بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وتمويل الصين لحفظ السلام في المركز السادس بين الدول الاعضاء في الأمم المتحدة وهو الأكبر بين الدول النامية.
فقد شاركت البلاد في أكثر من 24 مهمة لحفظ السلام بالأمم المتحدة خلال 25 عاما. وفي المهام الـ 16 الحالية يشارك جنود حفظ السلام الصينيون في تسعة منهم.
جودة عالية لمهام حفظ السلام
رغم ان مهمات حفظ السلام الأممية لا تستهدف اعداء, الا أن جنود حفظ السلام يواجهون مخاطر كبيرة ليس فقط من الطلقات النارية المتطايرة ولكن من الامراض والاجواء المعادية أيضا.
وفي دارفور بالسودان, اطلق قناصة مجهولون النار على جنود حفظ السلام الصينيين. وفي جنوب لبنان تناثر نحو 130 الف لغم وقنبلة عنقودية في أكثر من الف موقع تقوم قوات الهندسة الصينية بازالتها.
وفي ليبيريا, ضرب الجراحون العسكريون بعصيهم على الارض لابعاد الحيات السامة عندما يخرجون لمعالجة المرضى المحليين.
وفي الصحراء الغربية وساحل العاج على المراقبين العسكريين السفر عبر مناطق النزاع لجمع المعلومات الاستخباراتية للأمم المتحدة من اطراف مختلفة ومخيمات اللاجئين.
الا ان جنود حفظ السلام الصينيين يتغلبون على تلك الصعاب واظهروا مهاراتهم.
وفي كمبوديا اقام جنود الهندسة الصينية جسرا في يوم واحد فقط.
وحاز جنود حفظ السلام الصينيون على الثقة في قدراتهم. وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية كتب جندي من اوروجواي على ظهر كلبه "إذا اصبت بجروح, فارسلوني لمستشفى صيني."
وخلال اجتماع الشهر الماضي مع سون جيان قوه نائب رئيس الاركان العامة لجيش التحرير الشعبي اشاد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالصين لمشاركتها في مهام حفظ السلام.
بناء اواصر الصداقة مع الشعب المحلي
لدى الجيش الصيني تقليد ببناء تفاعلات ودية مع المحليين.
ففي جنوب لبنان ساعدت فرقة الهندسة الصينية في اصلاح طريق خلال 15 يوما من أجل ان يتمكن الاطفال من الذهاب للمدارس وان تنقل علب الموز والسكر للسوق.
وفي جمهورية كوريا الديمقراطية قام جراحون صينيون بتعقيم مدارس ابتدائية في مناطق المهمة ووزعوا الادوية. وعلم جنود حفظ السلام الصينيون في جنوب السودان المحليين كيفية زراعة الخضروات.
وبعد ظهرور فيروس الايبولا في افريقيا, قامت قوات حفظ السلام الصينية في ليبيريا التي تعمل اكثر من 16 ساعة في اليوم, ببناء مركز علاج قبل اكثر من شهر على موعده. وكان أول مركز علاجي في ليبيريا.
وحاز عطف الجنود الصينيين واخلاصهم على تقدير كل من المحليين وجنود حفظ السلام من الدول الأخرى.
وكداعم قوي ومشارك فاعل لمهمات حفظ السلام الأممية, فسيخدم المزيد والمزيد من جنود وضباط الجيش الصيني في هذه القضية, ليحل السلام لاماكن كانت بحاجة اليها, حسبما قال لي تيان تيان.