بكين 21 أبريل 2015 (شينخوا) تهدف القمة الآسيوية -الأفريقية المرتقبة في اندونيسيا إلى مواصلة روح الوحدة والصداقة والتعاون في ظل إجراءات صادقة، وليس هناك مجال لأي نوع من تسويق الحيل بشأن السلام .
فقد أفادت تقارير إعلامية يابانية بأن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي سيشارك في القمة ليتحدث في خطاب عن "الإسهامات النشطة" التي قدمتها طوكيو للسلام والتنمية" على مدار السنوات الـ70 الماضية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ولن يشير على الأرجح إلى اعتذار خالص عن العدوان والحكم الاستعماري وغيرها من الجرائم التي ارتكبتها اليابان في زمن الحرب.
ومن غير المتوقع أن يلقى خطابا كهذا الكثير من التعاطف، ليس فقط لأن الكثير من الحضور يأتون من بلدان سقطت ضحية للاستعمار والأعمال الوحشية التي ارتكبتها اليابان في زمن الحرب، وإنما أيضا لأنهم يسعون لتفادي تصريحات آبي حول تاريخ الحرب المخزى في أحداث رفيعة المستوى ستقام بمناسبة الذكرى الـ70 للحرب العالمية الثانية في وقت لاحق من العام الجاري.
إن الخطاب، إذا ما تم صياغته بما يسمى بنبرة "التحدث عن المستقبل" وليس بنبرة اعتذارية كما أفادت التقارير، فسيبدو غير ذي صلة بإحياء وتنشيط روح باندونغ التي تتجسد في مسعى الدول النامية إلى السلام ومعارضة الاستعمار.
ورغم كل الحديث الفارغ عن السلام، تمضى الحكومة اليابانية الحالية نحو الطرف المعاكس من خلال تحديها للنظام الذي وضع بعد الحرب، وتوسيع تحفاظاتها المتكررة بشأن هزيمتها في الحرب، وقيامها بحيل لتحدى الأحكام التاريخية.
وفي أحد الحالات النموذجية الدالة على ذلك، قامت اليابان بمراجعة كتب التاريخ المدرسية لتبييض ما ارتكبته من أعمال بربرية في زمن الحرب. كما دفعت وزراء خارجية مجموعة العشرين إلى التدخل في بحر الصين الجنوبي ورفعت الحظر المفروض على حق الدفاع الذاتي الجماعي للبلاد حتى يستطيع جيشها المشاركة في عمليات قتالية خارج البلاد.
إن مثل هذا التحريف للتاريخ والمناورة السياسية عديمة الضمير والمغامرة العسكرية أمور تتعارض دون شك مع روح باندونغ التي تؤكد على عدم التدخل وتثبط استخدام الدفاع الجماعي لخدمة مصالح أنانية لقوى بعينها.
وبدلا من استخدامها كمنصة داعمة لإلقاء حدث فارغ عن السلام، ينبغي أن تنظر اليابان للقمة الآسيوية - الأفريقية كفرصة ذهبية لتعرب بإخلاص عن أسفها للدول التي سقطت ضحية لحكمها الاستعماري وعدوانها في زمن الحرب.