بكين 22 مايو 2015 ( شينخوا) أسفرت رحلة رئيس مجلس الدولة الصينى لى كه تشيانغ التى استغرقت أربعة أيام إلى البرازيل واختتمت أمس الخميس عن تحقيق تعاون أوسع بين الاقتصادين الكبيرين الصاعدين .
وكانت البرازيل هى المحطة الأولى فى رحلة لى إلى امريكا اللاتينية منذ توليه منصب رئيس مجلس الدولة فى عام 2013 . وعندما زار الرئيس شى جين بينغ البرازيل فى يوليو 2014 قرر الجانبان زيادة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة .
وتعكس التبادلات عالية المستوى المتكررة الطريقة الشاملة والمتسارعة التى نمت بها العلاقات الثنائية فى السنوات الأخيرة .
وخلال رحلة لي وقعت الصين والبرازيل على أكثر من 30 اتفاقية وخطة عمل مشتركة تتضمن اتفاقيات تجارية تبلغ قيمتها 27 مليار دولار أمريكى .
وكانت الصين قد دخلت فى وضع طبيعى جديد لنمو اقتصادى أبطأ فى الوقت الذى تكافح فيه البرازيل من أجل اعادة تجديد اقتصادها الذى وصل تقريبا الى الركود فى العام الماضى بسبب انخفاض أسعار المواد الخام والطلب الخارجى .
وفى ضوء هذا فإن مما له مغزاه ان تتفق الصين والبرازيل على زيادة التعاون فى مجال القدرة الصناعية، حيث ان ذلك سيربط القدرة الإنتاجية للصين وقدرتها التنافسية فى تصنيع المعدات بالتنمية الاقتصادية للبرازيل وطلبها على الاستثمارات الصناعية وهو ما سوف يؤدى الى المنفعة المتبادلة ونتائج مربحة للجانبين والتنمية المشتركة .
وفى يوليو عام 2014 تعهدت الصين بزيادة الاستثمارات فى المنطقة الى مالا يقل عن 250 مليار دولار خلال العقد القادم . وإن البرازيل كاقتصاد رائد فى المنطقة سوف تستفيد بلا جدال من خطة الصين .
وان احتمالات التعاون الثنائى مشرقة حيث ان عربات مترو الانفاق والمعديات الصينية الصنع فائقة الجودة ومعقولة السعر حظيت بترحاب من الشعب البرازيلى .
وقد ثبت هذا أيضا من البيان المشترك الذى أعلن فيه الجانب الصينى ان عملية الموافقة على استيراد أول 22 طائرة من 60 من الطائرات البرازيلية الصنع بموجب اتفاق الشراء الموقع فى يوليو عام 2014 قد استكملت . وتعهدت الدولتان أيضا بتوسيع تجارة لحوم البقر والخنازير والدجاج فضلا عن التعاون المالى .
ومن المتوقع أن تعزز هذه الإجراءات حجم التجارة الثنائية التى تعانى من فقدان قوة الدفع. وبالرغم من ان الصين كانت تمثل اكبر شريك تجارى للبرازيل خلال الاعوام الستة الماضية فان التجارة الثنائية فى عام 2014 سجلت انخفاضا بنسبة 4 فى المائة عن العام السابق عليه ووقفت عند 85.6 مليار دولار امريكى .
بيد ان التجارة مجرد جانب واحد من جوانب العلاقات الثنائية المتعمقة . وبالرغم من الصين فى نصف العالم والبرازيل فى نصفه الآخر فإنهما واصلتا توسيع التبادلات الشعبية والثقافية فى السنوات الأخيرة مع زيادة التعاون البراجماتى فى هذا المجال .
وخلال زيارة شى الى البرازيل اعلن عن تقديم 6 آلاف منحة دراسية حكومية لدول أمريكا اللاتينية والكاريبى خلال خمسة اعوام بالاضافة الى برنامج تدريب لعدد 6 الاف شخص من المنطقة .
وتعتزم البرازيل فى نفس الوقت إرسال 5 آلاف طالب الى الصين بموجب مشروع تحت اسم " علوم بلا حدود " . وفى الوقت الراهن هناك 10 معاهد لدراسات كونفوشيوس فى البرازيل وفصلان دراسيان لكونفوشيوس فى مؤسسات اخرى .
وسوف تعمق زيادة الاتصالات بين شعبى البلدين التفاهم الثقافى وتقوى العلاقات .
وباعتبار الصين والبرازيل من الدول النامية ويبلغ عدد سكانهما المجمع أكثر من 1.5 مليار نسمة ,فإن التنمية المشتركة لهما لن يساعدهما فقط على التغلب على التحديات أمام كل منهما لكنها ستسهم ايضا فى انتعاش الاقتصاد العالمى .