بكين 3 يونيو 2015 (شينخوا) على الرغم من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة مؤخرا لتجعل نفسها تبدو ظاهريا كحكم منصف في قضية بحر الصين الجنوبي,فإن واشنطن لاتزال من دون شك متحاملة بشدة على بكين دون أن تبدى نية لوقف تدخلها .

وفى عرض نادر للموضوعية ,لم يحث وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر خلال حوار شانجري -لا الذي عقد مؤخرا في سنغافورة ,الصين وحدها وإنما حث أطرافا أخرى كذلك في نزاع بحر الصين الجنوبي على وقف عمليات البناء على الأراضي في المنطقة.

وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد ذلك بأيام إن عمليات البناء وأى تصرفات عدوانية من جانب أى طرف في هذه المنطقة سيكون لها نتائج عكسية.

جاءت هذه التصريحات بعد أسابيع من الضجيج العالي من جانب الولايات المتحدة بشأن جهود الصين فى البناء على الأراضى فى بحر الصين الجنوبي (التي هى شرعية حيث ان المشروعات جميعها على أراض صينية), ما يمثل تغيرا طفيفا من الأسلوب المعتاد الذي تمارسه الولايات المتحدة في توجيه أصبع الاتهام للصين بينما تغض البصر عن أفعال الآخرين.

غير ان التعديل ضئيل وغير كاف لموازنة التأثير المعاكس للولايات المتحدة فى هذه القضية.

لقد فقد بحر الصين الجنوبي هدوءه منذ أن أعلنت واشنطن قرارها باتباع سياسة "المحور إلى آسيا" ولم يكن التغيير مصادفة على الإطلاق .

وإن واشنطن بتدخلها المتكرر فى قضية بحر الصين الجنوبى تغذى التوتر هناك فعليا .ويجب أن تنتبه دول جنوب شرق آسيا التي لديها نزاعات مع الصين على بحر الصين الجنوبي لدوافع واشنطن الخفية.

إن من مصلحة الأطراف المعنية في قضية بحر الصين الجنوبي إيجاد حل سلمي بنفسها , بدلا من أن تخبرها بما يجب أن تفعله ,قوة خارجية ستنجو دون أذى إذا تصاعدت النزاعات إلى صراعات.

وبالنسبة للولايات المتحدة التي لعبت بشكل واضح دور اثارة الفوضى في بحر الصين الجنوبي فإن الرسالة واضحة جدا: بكين ترحب بدور بناء للولايات المتحدة في آسيا ولكن التدخل الزائد لن يلقى تقديرا بأى حال من الأحوال.