بكين 3 يونيو 2015 (شينخوا) بعد تشبيه الصين بألمانيا النازية في مقابلة مع صحيفة (نيويورك تايمز) منذ أكثر من عام، لعب الرئيس الفلبيني بنينو أكينو الثالث نفس الخدعة القديمة مجددا ولكن تلك المرة في طوكيو.
أدلى أكينو بتلك التعليقات اليوم خلال حديث مع رجال أعمال أثناء زيارته لليابان.
وقد وصف أكينو نفسه "بالدارس الهاوي للتاريخ" لكنه في الواقع يجهل التاريخ.
تمتلك الصين سيادة لا جدال فيها على جزر بحر الصين الجنوبي والمياه المجاورة لها. وقد سعت الصين دوما لتحقيق التنمية السلمية وتطوير علاقات ودية مع جميع الدول الأخرى على أساس المباديء الخمسة للتعايش السلمي.
وإن حق الصين فى المطالبة بجزر بحر الصين الجنوبى يتعلق بجماية سيادتها التى لايمكن ان تقارن بتوسع المانيا النازية قبل الحرب العالمية الثانية.
إضافة إلى ذلك فإن اكينو يبدو سياسيا هاويا نظرا لأنه لا يتردد أبدا في التضحية بالمصالح الوطنية والعلاقات الصينية-الفلبينية للحصول على دعم عسكري من الولايات المتحدة واليابان.
وفي سبتمبر عام 2011 قام اكينو بأول زيارة رسمية للصين منذ توليه الرئاسة في يونيو عام 2010 ، وكانت الصين أول دولة يزورها خارج دول رابطة جنوب شرق آسيا.
واتفق مع الزعماء الصينيين على التعامل مع النزاعات المتصلة بالعلاقات الثنائية عن طريق التشاور وبهدف تعزيز العلاقات الثنائية.
وفي نوفمبر عام 2014 وعلى هامش الاجتماع الثاني والعشرين لزعماء التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهاديء في بكين، قال أكينو للرئيس الصيني شي جين بينغ إن الفلبين ترغب في حل المشكلات ذات الصلة مع الصين وترغب في تحسين العلاقات الثنائية.
لكن في الوقت نفسه لم تتوقف الفلبين عن ارتكاب أفعال استفزازية في بحر الصين الجنوبي، من الاحتلال غير الشرعي للجزر التابعة للصين واحتجاز قوارب الصيد الصينية إلى زيادة عدد الجنود وشراء معدات عسكرية.
ولم تلتزم الفلبين بتعهداتها للصين وانتهكت التزامها بإعلان سلوك الأطراف المعنية في بحر الصين الجنوبي.
نعم، لم يكن حل النزاعات على الأراضي سهلا أبدا. وقامت الصين ودول الآسيان بتحديد أسلوب "المسار المزدوج" في قضية بحر الصين الجنوبي الذي يدعو لحل النزاعات عن طريق التفاوض والتشاور بين الأطراف المعنية وتعاون الصين ودول الآسيان معا من أجل حفظ السلام والاستقرار.
إضافة إلى ذلك لا تعد الولايات المتحدة أو اليابان طرفا معنيا بقضية بحر الصين الجنوبي. ومن الأفضل أن تظلا بعيدتين عن تلك النزاعات.
وقال بعض الخبراء إن الولايات المتحدة التي تسعى لإعادة التوجه الي منطقة آسيا والمحيط الهاديء تحتاج للاعتماد على الفلبين في قضية بحر الصين الجنوبي في حين تحتاج اليابان لتشتيت الصين في تعاملها مع نزاعاتهما في بحر الصين الشرقي عن طريق دعم الفلبين.
لكن أية إدارة امريكية حكيمة لن تدع قضية بحر الصين الجنوبي تدمر علاقاتها مع الصين وهي واحدة من أهم العلاقات الثنائية في العالم. ولابد أن تفهم كل من مانيلا وطوكيو أن واشنطن سوف تتخلى عنهما عندما تؤثر القضية على العلاقات الصينية الأمريكية.
وبوجه عام سيكون لضيق أفق مانيلا في نزاعات بحر الصين الجنوبي أثر عكسى. والأكثر من ذلك ان التعامل غير الملائم مع تلك القضية سيضر الأمن والاستقرار في المنطقة.