بكين 20 يونيو 2015 (شينخوا) إن الحوارات الرئيسية بين الصين والولايات المتحدة التي ستعقد الأسبوع القادم من شأنها أن تصبح مناسبات بالغة الأهمية للقوتين العالميتين لتخطي العوائق وقيادة علاقاتهما الثنائية باطراد قدما.
وسيلتقي مسؤولون كبار من الصين والولايات المتحدة يومي الثلاثاء والأربعاء في واشنطن العاصمة لعقد الحوار الاستراتيجي والاقتصادي السابع بين الصين والولايات المتحدة والمشاورات السادسة رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة حول تبادل الأفراد, لمناقشة عدد من القضايا تمتد من الأمن إلى الاقتصاد وتبادل الافراد.
وسوف تساعد المنصتان على خلق ظروف مناسبة للزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الولايات المتحدة في شهر سبتمبر.
وبرغم تحقيق تقدم في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة منذ أن قرر شي وأوباما بناء نموذج جديد للعلاقات بين القوى الكبرى خلال قمتهما الأولى في يونيو 2013, فإن هناك أيضا بعض القضايا الشائكة بين الجانبين.
لقد تدخلت الولايات المتحدة في قضية بحر الصين الجنوبي مرة بعد مرة مؤخرا. وتعارض الصين بحزم هذا التدخل وأكدت أكثر من مرة أن الولايات المتحدة ليست طرفا في نزاعات بحر الصين الجنوبي القائمة بين الصين ودول أخرى ذات مطالب وأنه ينبغى معالجة هذه القضية من جانب الدول المعنية مباشرة.
وجعل الوضع العديد من الناس يفكرون كيف يمكن أن يتجنب البلدان "فخ ثوسيديدز" الذى يشير الى قلق قوة راسخة من صعود قوة جديدة بحيث يصبح حتميا ان يدور صرع بيهما يؤدى الى حرب. وكيف يمكن للبلدين أن يبنيا علاقاتهما وفق النموذج الجديد الذى يتسم بالتعايش السلمي والتنمية المشتركة؟
ويجب ان تدرك الصين والولايات المتحدة ان هدف هذه العلاقة الجديدة اختيار استراتيجي للجانبين ويتطلب جهودا متواصلة على الرغم من التحديات. وان الجانبين لديهما من المحفزات لتعزيز الاتصال والتعاون اكثر مما بينهما من الخلافات.
ويجب أن تتذكر انه تم إرساء أساس صلب لتشكيل العلاقات الجديدة. وقد تجاوزت التجارة الثنائية في عام 2014 550 مليار دولار أمريكي. وتعد الصين والولايات المتحدة ثانى أكبر شريك تجاري لبعضهما بعضا.
وقد ارتفع عدد الصينيين الذي يسافرون إلى الولايات المتحدة والأمريكيين الذين يسافرون إلى الصين كل يوم إلى ما يربو على 10 آلاف.
وقد ضمنت آليات الحوار القائمة بين الصين والولايات المتحدة والتي تزيد عن 90 آلية من بينها الحوار الاستراتيجي والاقتصادي ومشاورات تبادل الافراد, قنوات سالكة للتواصل ولتسوية النزاعات إلى حد ما.
وعقد رئيسا البلدين العديد من الاجتماعات المثمرة. وإلى جانب اول قمة لهما في عام 2013 قام اوباما بزيارة الصين في شهر نوفمبر عام 2014. والتقى القائدان ايضا على هامش اجتماعات متعددة الأطراف من بينها القمة الثامنة لمجموعة الـ20 في شهر سبتمبر عام 2013 وقمة الأمن النووي الثالثة في شهر مارس عام 2014. وتناولت محادثاتهما طائفة واسعة من القضايا وساعدت الاجتماعات التي عقدت وجها لوجه في تعزيز التفاهم والثقة.
وقدم البلدان إسهامات مشتركة للتعافى الاقتصادي العالمى وتعاونا على نحو وثيق فى مواجهة التحديات العالمية التى من بينها الإرهاب ووباء الإيبولا. وتم تحقيق مكاسب ملموسة في ترتيبات التبادلية فى التأشيرات والتعامل المشترك مع التغير المناخي.
كما أن بينهما الكثير من أوجه التشابه: فهما عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولى للأمم المتحدة كما انهما منتصران في الحرب العالمية ضد الفاشية منذ 70 عاما . ويتحمل الجانبان الآن مسؤولية مشتركة للحفاظ على السلام والاستقرار في العالم. كما ان هناك العديد من القضايا الدولية والاقليمية التي لا يمكن حلها من دون مشاركة العملاقين معا .
والخلاصة ان الصين والولايات المتحدة ينبغى عليهما بل ويمكنهما ان يجعلا التعاون يتغلب على المواجهة وأن يبنيا نموذجا جديدا غير مسبوق للعلاقات بين القوى العظمى, من شأنه أن يعود بالنفع على شعبي البلدين والعالم كله.