بكين 21 يونيو 2015 (شينخوا) يجتمع كبار المسؤولين الصينيين والأمريكيين في وقت لاحق من الأسبوع الحالي في واشنطن في اجتماع سنوي يعتبر حوارا هاما للصين والولايات المتحدة من أجل إصلاح الثقة التي تضررت بين الجانبين بسبب الأفعال الأمريكية.
يأتي الحوار الاستراتيجي والاقتصادي السابع بين الصين والولايات المتحدة في وقت وصلت فيه الثقة الثنائية بين البلدين إلى مستوى منخفض بشكل ملحوظ.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية حدث الكثير مما ألقى بظلاله على العلاقات الثنائية، وكان أهم ذلك المتاعب التي أثارتها الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي.
وبعد أعوام من غض الطرف عن إدعاءات فيتنام والفلبين بشأن المناطق المتنازع عليها أصبحت الولايات المتحدة مؤخرا ناقدا قاسيا لجهود البناء التي تقوم بها الصين هناك.
كما قدمت الولايات المتحدة لمن ينازعون الصين أيضا مساعدات عسكرية وتصريحات طمأنة بأن الولايات المتحدة ستواصل تحدي الحقوق المشروعة للصين فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي.
وهذا الأسلوب الملتوي بشكل واضح لم يؤثر فقط على الثقة المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة وانما سبب أيضا توترا غير مسبوق في المنطقة وعرض استقرار المنطقة كلها للخطر.
وإضافة إلى مشكلة بحر الصين الجنوبي يعتبر الأمن الالكتروني مشكلة أخرى تؤكد وجود خللا في الثقة المتبادلة بين البلدين.
وكما فعل في الماضي أشار الجانب الأمريكي مؤخرا باصابع الاتهام لبكين بزعم دعمها هجوما الكترونيا ضخما يستهدف نظام العاملين الفيدراليين في الولايات المتحدة.
والمتشائمون تجاه العلاقات الصينية الأمريكية فان الأفعال الأمريكية سابقة الذكر قد تكون قاتلة فيما يتعلق بتطوير العلاقات الثنائية.
وبالفعل لتلك الأفعال تأثيرها الضار. لذلك لابد أن تكون واشنطن على قدر من الحكمة بحيث لا تتسبب تصريحاتها الطائشة في المزيد من الضرر لعلاقاتها مع بكين نظرا لزيادة الاعتماد المتبادل بين البلدين.
ويهدف الحوار الاستراتيجي والاقتصادي لتعزيز التفاهم المتبادل ودعم الثقة المتبادلة وتوسيع نطاق التعاون متبادل النفع وأثبت نفعه كآلية فعالة لتعامل الجانبين مع نزاعاتهما بحيث لا تؤثر على متانة العلاقات الثنائية الشاملة.
ولبناء نوع جديد من العلاقات بين الدول الكبرى تواجه البلدين العديد من التحديات التي لابد من التغلب عليها ومن الضروري جدا لهما دائما السعي لتعزيز الثقة المتبادلة التي تعد أساسية من أجل تحقيق المزيد من النمو للعلاقات الثنائية.