واشنطن 22 يونيو 2015 (شينخوا) من المقرر أن تبدأ الصين والولايات المتحدة حواراتهما السنوية رفيعة المستوي اليوم (الثلاثاء) لبحث سبل تعميق التعاون في القضايا الإستراتيجية والاقتصادية وكذا التبادلات الشعبية.
وسيرأس الدورة السابعة من الحوار الإستراتيجي والاقتصادي الصيني -الأمريكي نائب رئيس مجلس الدولة الصيني وانغ يانغ وعضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي، كممثلين خاصين عن الرئيس الصيني ، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخزانة الأمريكي جاكوب ليو نيابة عن الرئيس الأمريكي باراك اوباما.
من المقرر أن تترأس المشاورات رفيعة المستوى بشأن التبادلات الشعبية نائبة رئيس مجلس الدولة الصيني ليو يان دونغ بمشاركة كيري.
وسيغطي الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين البلدين سلسلة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية محل الاهتمام المشترك بما في ذلك التغير المناخي والتفاعل في منطقة آسيا والباسيفيك، وإدارة الخلافات والأوضاع الحساسة، وشؤون الأمم المتحدة والشؤون متعددة الأطراف، والعلوم والتكنولوجيا، والموانئ الخضراء والسفن، وكذا مكافحة التجارة غير المشروعة في الحيوانات البرية.
وخلال الحوار الاقتصادي، سيعقد المسؤولون مناقشات معمقة حول سياسات الاقتصاد الكلي وإعادة الهيكلة، وتعزيز التجارة والاستثمار، واستقرار وإصلاح السوق المالية، بما في ذلك تبادل " القوائم السلبية" بشأن معاهدة الاستثمار الثنائي، والتي تحدد القطاعات المغلقة في وجه الاستثمار الأجنبي.
وستركز المشاورات بشأن التبادلات الشعبية على التعاون في التعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والصحة والرياضة والمرأة والشباب. وقبل أن تتوجه إلى واشنطن، زارت ليو مدن بيتسبرغ وبنسلفانيا وهوستن بولاية تكساس لعقد سلسلة من الاجتماعات والتفاعل مع مسؤولين ورياضيين أمريكيين وطلاب صينيين في الولايات المتحدة.
ويتوقع أن تؤدي اجتماعات هذا العام، والتي تأتي في وقت توجد فيه بعض العثرات في العلاقات الثنائية، إلى تمهيد الطريق لزيارة ناجحة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى واشنطن في سبتمبر المقبل.
وتوترت العلاقات الصينية-الأمريكية مؤخرا بسبب النزاع في بحر الصين الجنوبي ومزاعم أمريكية حول قرصنة صينية لشبكات كمبيوتر تابعة للحكومة الفدرالية، وهو ما نفته بكين بشدة.
ويرى بعض الخبراء الأمريكان أن مواصلة الاجتماعات رفيعة المستوى بين الجانبين رغم النزاعات يظهر نضج العلاقات الثنائية على أساس المصالح المشتركة.
وقال دوغلاس بال، نائب رئيس قسم الدراسات بوقفية كارنيغي للسلام الدولي، في مقابلة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) ، إن تخفيف نغمة الاحتكاك سيكون على الأرجح " النتيجة الأهم" من المحادثات والمشاورات، حيث أن الجانبين يعملان على إنجاح زيارة الرئيس شي المزمعة للولايات المتحدة.
وقال روبرت دالي، مدير معهد كيسينغر بشأن الصين والولايات المتحدة بمركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء، لوكالة ((شينخوا)) إنه هناك زيادة في الشكوك والاتهامات بين لجانبين منذ زيارة اوباما للصين في نوفمبر عام 2014، ولذلك" على الأرجح سيستخدم البلدان الحوار الاستراتيجي والاقتصادي والمشاورات حول التبادلات الشعبية لقلب هذا الاتجاه".
كما بدت علامات على تخفيف البلدين لحدة تصريحاتهما لتجنب انحراف الحوارات السنوية رفيعة المستوى عن مسارها وتهيئة الأجواء الايجابية لزيارة شي.
وقالت واشنطن الأسبوع الماضي إن لديها " عزم لا يتزعزع" في تجنب المواجهة العسكرية مع بكين، بعد إعلان الصين أن مشروعاتها الاستصلاحية التي تجريها على بعض الجزر في بحر الصين الجنوبي ستنتهي قريبا.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ يوم الجمعة إن الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لتنفيذ التوافق الذي توصل إليه قادة البلدين، وتوسيع الاتصال الاستراتيجي، وتعزيز التعاون متبادل النفع، وتسوية الخلافات بشكل سليم، من أجل تحقيق تقدم جيد في بناء نمط جديد للعلاقات بين القوى الكبرى.
ومن جانبه، قال مايكل او هانلون، الباحث الرفيع بمعهد بروكينغز، لوكالة ((شينخوا)) إن محادثات هذا العام " توفر إمكانية للتقدم" في حين حذر من وجود توقعات لاختراقات كبرى.
وقال دانيل راسل، مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والباسيفيك، للصحفيين يوم الخميس في مؤتمر صحفي حول المحادثات الصينية-الأمريكية إن الولايات المتحدة تعمل على توسيع مجالات التعاون العملي مع الصين بينما تسعي إلى تسوية أو على الأقل إدارة خلافاتهما.
وأكد راسل أن هذه المحادثات كافة ستوفر للجانبين منصة منظمة " مهمة حقا لتعزيز صداقتنا وتعميق تنسيقنا وتوسيع تعاوننا وتضييق خلافاتنا أو على الأقل إدارتها".