واشنطن 25 يونيو 2015 (شينخوا) بعث عقد المحادثات رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة كما هو مقرر على الرغم من الاضطرابات الاخيرة في العلاقات الثنائية، رسالة مطمئنة للمسافرين القلقين على متن الطائرة الصينية الامريكية: تم ربط احزمة الامان بأحكام.
وكان عمق ونطاق العلاقات بين الصين والولايات المتحدة واضح بشكل خاص خلال اليومين السابقين, اللذين شهدا تفاعلا مكثفا ومفاوضات صريحة بين مسؤولين كبار من الصين والولايات المتحدة في الحوار الاستراتيجي والاقتصادي السابع والمشاورات رفيعة المستوى السادسة حول التبادلات الشعبية.
وظهر ثلاثة مسؤولين صينيين رفيعى المستوى على نفس المسرح مع نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ووزير الخارجية جون كيري ووزير الخزانة جاكوب ليو يوم الثلاثاء الماضي لفتح الحوار الاستراتيجي والاقتصادي السابع والمشاورات رفيعة المستوى السادسة حول التبادلات الشعبية لهذا العام في اشارة عامة لازالة الشكوك بأن الجانبين يتجهان نحو مواجهات بعد تبادل انتقادات لاذعة مؤخرا بشأن نزاع بحر الصين الجنوبي والامن السيبراني.
ولم تستطع المحادثات التي استمرت لمدة يومين حل جميع القضايا المعلقة. وقد تكون أكثر النتائج الملموسة هي ان المحادثات ساعدت على تقليل التوتر وخلق مناخ إيجابي لاول زيارة دولة رسمية من المقرر ان يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الولايات المتحدة. وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما أمس الاربعاء انه يتطلع للترحيب به في البيت الابيض في شهر سبتمبر المقبل.
ومن المتوقع ان تعزز زيارة شي التي سيقوم بها في شهر سبتمبر المقبل الجهود من أجل تجنب المعادلة الصفرية فى منافسة دولة كبيرة.
بالاضافة إلى ذلك, اثبتت الجولة الجديدة الاخيرة من المحادثات مرة أخرى فاعلية آلية الحوار بين الصين والولايات المتحدة في ضمان بقاء العلاقات الثنائية في مسارها حتى خلال الانتكاسات.
وتم عقد المحادثات فى وقت تشهد فيه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة توترا بسبب استصلاح الاراضي القانوني الذي تقوم به الصين في جزرها وسلاسل الصخور في بحر الصين الجنوبي والاتهامات الامريكية التى لا اساس لها حول اختراق الصين لانظمة الحاسب الألي الخاصة بها. وارسلت واشنطن طائرات استطلاع للمنطقة في خطوة خطيرة لتحدي حقوق الصين القانونية.
وادت سلسلة الاحداث هذه إلى تنبؤات متشائمة من قبل البعض بأن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة وصلت إلى نقطة تحول وتتجه نحو المواجهة. وحث بعض السياسيين والخبراء الامريكيين واشنطن على "معاقبة" الصين من أجل كبح ما وصفوه بالطموح للهيمنة الاقليمية.
وعلى الرغم من الرياح المعاكسة من واشنطن, ما زالت الصورة العامة للعلاقات بين الصين والولايات كما هي: المصالح المشتركة تفوق الخلافات، كما تتجاوز مجالات التعاون النزاعات.
ولم تكن العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة متداخلة اى وقت أكثر مما تشهده فى الوقت الحاضر، حيث وصلت قيمة التجارة الثنائية السنوية 550 مليار دولار امريكي. ولم تشهد التبادلات الشعبية بينهما مثل هذا النشاط من قبل, حيث يسافر ما يربو على 10000 مواطن صيني وامريكي عبر المحيط الهادئ كل يوم.
ببساطة لا تستطيع الدولتان الكبيرتان الدخول فى مواجهة بسبب التقاء مصالحهم المتزايد. وحذر قطب الاستثمار الامريكي جورج سوروس واشنطن في مقالة تم نشرها مؤخرا ان "الولايات المتحدة لديها القليل لتكسبه والكثير لتخسره اذا تعاملت مع علاقتها مع الصين كمعادلة صفرية," وحث على بناء علاقات شراكة استراتيجية متبادلة النفع مع الصين.
بالتأكيد إذا استطاع الجانبان تجاوز الصراعات الحالية وادارتها بطريقة بناءة والاستمرار فى اجراء حوارات والتعاون في القضايا الهامة محل الاهتمام المشترك, ستحافظ العلاقات الصينية على دفعة من التنمية المطردة والسليمة.