بروكسل 30 يونيو 2015 (شينخوا) "أدعم بشدة فكرة مساهمة الصين في خطة يونكر للاستثمار"، هذا ما قاله رئيس جمعية الصين ـ الاتحاد الأوروبي لويجي غامبارديلا في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بعد اللقاء الـ 17 بين قادة الصين والاتحاد الأوروبي الاثنين في بروكسل.
ومن المفترض أن تقوم خطة يونكر التي تعتبر خطة استثمار رئيسية مقدمة من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بتخصيص استثمارات بقيمة 315 مليار يورو (352 مليار دولار أمريكي) لتمويل مشاريع مستهدفة لإنعاش اقتصاد الاتحاد الأوروبي.
وتعد جمعية الصين - الاتحاد الأوروبي جمعية دولية لقيادة الأعمال تضم قادة صناعيين ومؤسسات مالية وشخصيات بارزة تمثل الحكومات الصينية - الأوروبية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، ويقع مقرها في بروكسل، ولها مكتب تمثيلي في بكين.
وتهدف الجمعية لتكثيف التعاون والتجارة والاستثمارات في المنتجات والخدمات الرقمية وتسهيل تحديد المعايير المشتركة لتكونولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأوضح غامبارديلا أن الصين يمكنها أن تفعل الكثير بطريقتين مختلفتين: الأولى من خلال المشاركة في (EFST) وهو صندوق الضمان لخطة يونكر، والثانية من خلال الاستثمار في مشاريع فردية.
وقال "في السيناريو الأول، الصين قد تزيد قدرة الصندوق، والسماح بأن يتم تمويل عدد أكبر من المشاريع عبر أوروبا، ومساهمة الصين في الصندوق قد يكون قرارا حكوميا ذا أهمية سياسية هامة جدا لدفع الشراكة الصينية - الأوروبية".
وأضاف "في السيناريو الثاني، قد تقرر المصارف الصينية التجارية الاستثمار في مشاريع فردية مقدمة من مناطق أو مدن أو أعضاء بالاتحاد الأوروبي أو كيانات خاصة، بالاعتماد على جاذبية نمط عملهم".
وأشار إلى أنه في كلى الحالتين، فإن الناس تتكلم حول ضخ رأس المال الصافي في أوروبا، واقترح شراكة أكثر طموحة.
وأكد "أعتقد أن الصين الآن في وضع لدعم خطة يونكر أيضا من وجهة نظر تكنولوجية، والمساهمة في حلول مبتكرة لتنفيذ المشاريع الطموحة مثل المدن الذكية والطاقة الذكية ونشر الألياف والنقل الذكي والبيانات الكبيرة والحوسبة السحابية إلخ ".
ورأى غامبارديلا أن هناك دور مهم تستطيع أوروبا أن تلعبه في مبادرة الصين "حزام واحد وطريق واحد".
وقال إن "أوروبا على الجانب الآخر هي عنصر مهم لنجاح مبادرة (حزام واحد وطريق واحد) والتي بنيت على التوافق المشترك بين الأطراف المهتمة".
وأضاف أن المبادرة لن تكون ناجحة بدون المعرفة حول البلدان الأوروبية والمشاركة النشطة للصناعة الأوروبية في تنفيذ المشاريع على طول الطريق.
وفيما يتعلق بشأن مستوى التعاون الصيني - الأوروبي، علق على أن الاتحاد الأوروبي والصين هما شريكان إستراتيجيان وعلاقاتهما الاقتصادية قد تطورت إلى نقطة حيث يصعب معها التحدث أو التفكير باقتصاد واحد دون الآخر.
وأشار إلى أن الصين هي ثاني أكبر شريك تجاري لأوروبا، فيما تعد أوروبا أهم شريك تجاري للصين، ومع ذلك ما يزال هناك إمكانية كبيرة لزيادة الاستثمارات المتبادلة.
وشرح أن "علاقة الاستثمار متخلفة كثيرا وراء العلاقة التجارية وهناك خلل كبير بين حجم الاستثمار الأجنبي المباشر للاتحاد الأوروبي في الصين والاستثمار الأجنبي المباشر للصين في الاتحاد الأوروبي، بحيث يتجاوز السابق بكثير للأخير".
وأكد أن التعاون الصيني الأوروبي يجب أن يركز في المستقبل ويعزز التعاون في التكنولوجيا الرقمية، وأخبر (شينخوا) أن "التكنولوجيا الرقمية هي ما سيقود التحول الاقتصادي للصين وأوروبا لسنين قادمة".
وأكد أن المناطق المعينة للتعاون تتضمن المدن الذكية والنقل الذكي والطاقة الذكية والتجارة الألكترونية والخدمات عبر الانترنت والحوسبة السحابية والبيانات الكبيرة والبحث المشترك والمطور حول الجيل القادم لشبكات الاتصالات النقالة (5G).
وسمى بعض المجالات على سبيل المثال "أجهزة الاستشعار الذكية لقياس والحد من استهلاك الطاقة، وتحليل البيانات الكبيرة لمراقبة والتحكم بحركة المرور في المناطق المدنية المكتظة بالسكان، واتصال إنترنت سريع للسماح بتطوير التجارة الألكترونية ، ومشاركة المحتوى عبر الانترنت، وحلول الصحة الألكترونية والنقل الأوتوماتيكي وغير ذلك".
وقال أنه "يجب أن نستغل الفرص الموجودة للتعاون من اليوم، والتركيز على أجندة إيجابية والتنحية جانبا للصعوبات السابقة".