موسكو 30 يونيو 2015 (شينخوا) قال السفير الصيني لدى روسيا لي هوي
إن الثقة السياسية المتبادلة العميقة والتعاون البراجماتي والبرامج
الاستراتيجية عالية الجودة أرست أساسا صلبا لضم استراتيجيات التنمية
الوطنية للصين وروسيا، وهو ما يكتسب قوة دفع قوية.
واستراتيجيا، وقع كبار قادة الدولتين بيانا مشتركا حول تكامل
مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي
بقيادة روسيا، بحسب ما ذكر لي لوكالة انباء ((شينخوا)) في مقابلة
حصرية قبيل قمتين هامتين مقررتين الأسبوع المقبل في مدينة أوفا
الروسية.
وتلبية لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيحضر الرئيس الصيني
شي جين بينغ قمة (بريكس) السابعة (البرازيل وروسيا والهند والصين
وجنوب افريقيا) والاجتماع الـ15 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي
للتعاون.
وبحسب لي، اتفق الجانبان على اطلاق آلية حوار لتنسيق المواقف
والسياسات بشأن خلق مجال اقتصادي مشترك، مضيفا أنه تم احراز تقدم بشكل
مستمر في مجالات البنية التحتية والتجارة والاستثمار والتفاهم
المشترك.
وتابع انه علاوة على ذلك يجب على الصين وروسيا بذل جهود ملموسة
لتعزيز التعاون المالي عبر عدة آليات مثل صندوق طريق الحرير والبنك
الآسيوى للاستثمار في البنية التحتية واتحاد ما بين المصارف لمنظمة
شانغهاى للتعاون وبناء آلية لتسهيل التجارة في المناطق المتقدمة بشكل
كامل من اجل تسريع اقامة منطقة للتجارة الحرة بين الصين والاتحاد
الاقتصادي الأوراسي.
وتعليقا على العلاقات الثنائية الحالية، قال لي إن شراكة التنسيق
الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا فى أفضل حالاتها في ظل
الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى والتعاون البراجماتي وازدهار
التبادلات الثقافية, وهو ما يرسى مثالا للتعايش المتناغم والتعاون
المثمر للعالم.
وقال السفير بمناسبة أن هذا العام يوافق الذكرى الـ70 للانتصار في
الحرب العالمية على الفاشية، إن البلدين سيجريان سلسلة من الأنشطة
التذكارية لحث المجتمع الدولي على استخلاص الدروس من التاريخ، وإعادة
التأكيد على التزامهما بميثاق الأمم المتحدة واستكشاف سبل حفظ السلام
والأمن فى العالم فى ظل الظروف الجديدة.
واشاد لي بدور منظمة شانغهاي للتعاون في حماية الأمن المشترك
لأعضائها وتسهيل التعاون المربح لهم، مشددا على أنه على مدار السنوات
الـ14 منذ تأسيسها في 2001 شهدت نمو الثقة المتبادلة السياسية
والصداقة في اطار المجموعة فضلا عن التنسيق المستدام في الأمن
والاقتصاد والثقافة.
واضاف لي أنه فى مواجهة الأوضاع والتحديات الجديدة, يجب على الدول
الأعضاء أن تنفذ بفاعلية استراتيجية تطوير المنظمة حتى 2025 مع
الالتزام بـ"روح شانغهاي" التي تتسم بالثقة المتبادلة والمنفعة
المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام التنوع الثقافي والسعى وراء
التنمية المشتركة، من أجل تحقيق التعاون المربح للجميع من خلال
استغلال تكامل الحزام الاقتصادي لطريق الحرير والاتحاد الاقتصادي
الأوراسي.
وفيما يتعلق بالبريكس، أشار السفير إلى أن الكتلة تحولت الى منصة
استراتيجية للاقتصادات الصاعدة لإجراء الحوار والتعاون والمشاركة
بفاعلية في الحوكمة العالمية.
وحافظت دول الكتلة على التنسيق الوثيق في التعامل مع القضايا
العالمية والاقليمية مثل الأزمة المالية العالمية والتغير المناخي
والدفاع عن المصالح الشاملة للدول النامية والأسواق الصاعدة ومساعدتهم
في أن يصبح لهم رأى أقوى على الساحة الدولية.
وقال إن اقامة بنك التنمية للبريكس أوضح أن التعاون المالي بين
الاقتصادات الصاعدة، لا سيما دول البريكس، حقق تقدما ملحوظا وهو ما لم
يجلب فقط فرصا جديدة لتلبية الاحتياجات الاستثمارية للدول النامية،
ولكنه عزز أيضا القطبية المتعددة في الاقتصاد العالمي. /نهاية
الخبر/