بكين 3 يوليو 2015 (شينخوا) استهلت الزيارة التى اختتمها رئيس مجلس الدولة الصينى لى كه تشيانغ لأوروبا مرحلة جديدة للتعاون بين الصين وأوروبا مع تعزيز الالتزام بطائفة واسعة من المجالات بما فى ذلك استراتيجيات التنمية وتغير المناخ واستكشاف أسواق أطراف أخرى والتعاون فى المجالات التقليدية.
وخلال إقامته فى أوروبا شارك لى فى رئاسة الاجتماع السابع عشر لقادة الصين -الاتحاد الأوروبى فى بروكسل، حيث اجتمع هناك مع قادة المجلس الأوروبى وبلجيكا وزار بعد ذلك فرنسا ومنظمة التعاون الاقتصادى و التنمية التى تتخذ من باريس مقرا لها .
تقارب استراتيجيات التنمية
وقال لى فى الاجتماع السابع عشر الذى عقد يوم الاثنين فى بروكسل ان الصين والاتحاد قررا التكامل بين مبادرة " الحزام والطريق "الصينية وخطة الاستثمار الأوروبية وإقامة صندوق مشترك للاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبى .
كان الرئيس الصينى شى جين بينغ قد اقترح مبادرة "الحزام والطريق" فى عام 2013 بهدف إحياء طريق التجارة القديم بين آسيا وأوروبا . كما اقترح رئيس المفوضية الأوروبية جان- كلود يونكر خطة الاستثمار الأوروبية التى تبلغ قيمتها 315 مليار يورو(352 مليار دولار أمريكى ) لتعزيز الاقتصاد الأوروبى .
كما أعرب العملاقان الاقتصاديان عن اهتمامهما بربط الصندوق الأوروبى للاستثمارات الاستراتيجية المعروفة باسم خطة يونكر مع خطة التعاون الخاصة بقدرة الإنتاج الدولية التى يدافع عنها رئيس مجلس الدولة لى كه تشيانغ.
وقد اقترح لى الجمع بين الميزات النسبية للصين فى قدرة الانتاج وتصنيع الأجهزة والتكنولوجيا المتقدمة للاقتصادات الأوروبية.
ويأتى التقارب فى الوقت الذى تواجه فيه الصين وأوروبا مهام الحفاظ على نمو اقتصادى مستقر وتحسين هيكلهما الاقتصادى الى الحد الأمثل .
وقال لى إن هذا سيربط بين النظام الصناعى الراسخ فى الصين والاحتياجات التنموية للدول النامية واحتياجات التصدير للدول المتقدمة وبذلك يحقق نتائج مربحة لجميع الأطراف.
مكافحة تغير المناخ
فى أعقاب اجتماع قادة الصين والاتحاد الأوروبى تعهد الجانبان فى بيان مشترك بتعميق التعاون العملى فى معركة شاقة ضد تغير المناخ .
وقال البيان إن الصين والاتحاد الأوروبى اتفقا على تعزيز التعاون بشأن تغير المناخ و تطوير اقتصاد يتسم بفعالية التكاليف وقلة الكربون مع الحفاظ على نمو اقتصادى نشيط .
وسوف يقيم الجانبان شراكات منخفضة الكربون بين المدن فى الجانبين مع تعزيز الحوار والتعاون فيما يتعلق بسياسات التخفيف المحلية لتغير المناخ وتعزيز التعاون فى البحوث العلمية المتعلقة بالمناخ وتحديث التكنولوجيا .
ومؤخرا تعهدت الصين بالوصول إلى أقصى خفض لانبعاثات ثانى اكسيد الكربون عند عام 2030 وتكافح من أجل تحقيق ذلك فى موعد أقرب مع زيادة نصيب الوقود غير الأحفورى إلى مايقرب من 20 فى المائة فى استهلاك الطاقة الاولية بحلول عام 2030 .
وذكر مفوض الاتحاد الاوروبى للمناخ والطاقة ميجيل ارياس كانيت ان التحول الى اقتصاد منخفض الكربون هو فرصة رائعة لتحفيز النمو وبناء صناعات ديناميكية جديدة مع تحسين نوعية حياة الفرد .
وقال المسئول " ان معالجة تغير المناخ يمكن ان يكون موقفا يحقق الكسب المشترك للجميع اذا ما تصرفنا الان واغتنمنا هذه الفرصة " .
أسواق أطراف أخرى
خلال رحلته التى استغرقت خمسة ايام الى اوروبا, دعا لى فى العديد من المناسبات إلى تعزيز التعاون فى اكتشاف أسواق أطراف أخرى .
وقال لى بعد محادثات مع رئيس وزراء بلجيكا تشارلز مايكل إن الصين ترغب فى تنفيذ تعاون دولى ثلاثى فى مجال قدرة الانتاج مع بلجيكا فضلا عن التعاون فى صناعة تصنيع المعدات فى أماكن مثل افريقيا سعيا لتعزيز خطى التصنيع فى المجتمعات المحلية .
وفى تكرار لدعوة لى, قال مايكل إن التعاون مع طرف ثالث سويا مع الصين لايحقق فحسب منفعة لبلجيكا والصين ولكنه مهم أيضا لانتعاش الاقتصاد الأوروبى .
وفى خلال زيارته لفرنسا قال لى ان البلدين يتعين ان يعمقا التعاون المالى لتقديم الدعم لاستكشاف اسواق اطراف اخرى وذلك خلال اجتماعه مع نظيره الفرنسى مانويل فالس الذى اعترف ايضا بأهمية التفاعل بين الصين وفرنسا فى مجال التعاون الثلاثى .
التعاون التقليدى
بالإضافة الى التعاون فى مجالات جديدة فإن الصين وأوروبا وسعتا من تعاونهما فى المجالات التقليدية .
وفى بيان مشترك أعلنت الصين وفرنسا انهما سوف تعمقان التعاون فى الطاقة النووية المدنية خلال زيارة لى إلى الدولة الاوروبية الكبيرة.
وذكر البيان ان الصين وفرنسا مستعدتان بالفعل لتوسيع شراكتهما فى الطاقة النووية المدنية فى مجالات اكثر تتضمن البحوث العلمية ذات الصلة والسلامة النووية .
كما وقعت الصين ايضا على اتفاق مع فرنسا لشراء 45 طائرة ركاب من طراز ايه 330 من شركة ايرباص.
وذكر رئيس مجلس ادارة شركة ايرباص فابريس بريجييه فى بيان " ان الصين اليوم تعد اهم سوق للطيران فى العالم واننا نستطيع ان نثق فى ان النقل الجوى فى الصين سوف يواصل النمو السريع " .واضاف انه يرحب بالاتفاق الذى كان من بين ابرز علامات الزيارة الرسمية الاولى لرئيس مجلس الدولة الصينى الى فرنسا منذ توليه منصبه .