بكين 6 يوليو 2015 (شنيخوا) مع اقتراب موعد الـ7 من يوليو بعد انقضاء مهلة 30 يونيو الماضي للمفاوضات الماراثونية الجارية في فيينا بشأن القضية النووية الإيرانية, لا تزال الأطراف المعنية تكثف جهودها باتجاه التوصل إلى اتفاق تاريخي شامل، وخاصة الجانب الصيني الذي يواصل دوره الإيجابي في دفع المفاوضات إلى الأمام تفاديا لوقوع أربعة إخطار كبيرة قد تنتج عن فشل محتمل للمفاوضات .

أولا, احتمالية نشوب حرب مأساوية في منطقة الشرق الأوسط . فإسرائيل تساورها الكثير من الشكوك بشأن البرنامج النووي الإيراني وتعتقد أنه يستهدفها عسكريا وتعرب عن معارضتها الشديدة للمفاوضات بين إيران والقوى العظمى وهددت مرارا بتوجيه ضربة جوية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية. غير أن إبرام اتفاق نهائي سيخفف إلى حد كبير من احتمالية استخدام تل أبيب لقوتها بشكل أحادي الجانب لأن اتفاقا كهذا من شأنه أن يجعل تطوير إيران للتكنولوجيا النووية مقتصرا على الأغراض المدنية وخاضعا لرقابة دولية صارمة، الأمر الذي سيحد من قلق إسرائيل بشأن تطوير إيران لأسلحة نووية مستقبلا .

ثانيا, تعرض نظام عدم الانتشار النووي الدولي للطمة شديدة. لأن انتهاء المفاوضات بخفى حنين يعنى أن طهران ستعكف على مواصلة تطوير برامجها النووية القائمة وقد يصل بها الحد إلى مضاعفتها على نحو يثير بشدة مخاوف بلدان الشرق الأوسط وكذا مناطق أخرى ويجعلها تحذو حذو إيران في تطوير برامج نووية خاصة بها ويدفعها حتى إلى شراء أسلحة نووية "مصنعة بالكامل", الأمر الذي سيشكل على نحو خطير تهديدا للسلم والأمن الدوليين.

ثالثا, تعثر الاقتصاد القومي الإيراني وسقوطه في مأزق أكبر واتجاه حياة الشعب الإيرانى نحو الأسوأ . فقد فرضت الدول الغربية عدة جولات من العقوبات الاقتصادية على إيران منذ 12 عاما، تسببت في تسجيل انخفاض كبير في الدخل الناتج عن الصادرات النفطية الإيرانية وكبدت إيران خسائر فادحة تتجاوز عشرات المليارات من الدولارات سنويا ومعاناة الإيرانيين من انخفاض عملة بلادهم وتزايد معدلات البطالة. وإذا ما انهارت المفاوضات، فلا شك أن الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة ستسعى إلى تشديد العقوبات المفروضة على إيران ليلحق مزيد من التدهور بمعيشة الإيرانيين.

رابعا, مواجهة العديد من بلدان العالم ومن بينها الصين لقيود كثيرة ومستمرة عند إبداء رغبتها في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية مع طهران. فإيران بالنسبة للصين، لا تمثل مصدرا للواردات النفطية فحسب, بل أيضا سوقا مهما. وتأمل الصين في أن يشهد تعاون الشركات الصينية مع إيران مناخا أكثر سلاسة رغم الزيادة المتوقعة في حدة المنافسات والتحديات من جانب الشركات الغربية بعد رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.

ويحبس الجميع أنفاسه انتظارا لمعرفة النتيجة التي ستتمخض عنها المفاوضات بين إيران ومجموعة "5+1" في السابع من يوليو الجاري بعدما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "لقد أصبحنا أقرب للتوصل إلى نتيجة دائمة أكثر من أي وقت مضى" وصرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي قائلا "أظن أن العناصر الأساسية للتوصل إلى اتفاق نووي شامل باتت متاحة، وحان الوقت لحل القضية النووية الإيرانية".