بكين 8 يوليو 2015 (شينخوا) في الوقت الذي تستعد فيه الصين لإحياء الذكرى السبعين للانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية، أشاد خبراء وباحثون أجانب بالحرب التي خاضتها البلاد ضد العدوان الياباني قبل أكثر من سبعة عقود مضت.

ورغم أن الصين ودول أخرى محبة للسلام خاضت معارك دامية ضد الفاشيين وتكبدت خسائر فادحة في الأرواح إبان الحرب العالمية الثانية، إلا أنها انتصرت في نهاية المطاف في الحرب من أجل حرية البشرية ومستقبلها.

وبسبب الصراعات والاشتباكات المختلفة حول العالم، لا يزال خطر نشوب حرب قائما في الوقت الحاضر.

ومن منظور عالمي، فإنه من الأهمية بمكان حماية الحقائق التاريخية والحفاظ على الأمن والاستقرار في آسيا لإبراز الدور الصائب الذي لعبته الصين في الحرب العالمية ضد الفاشية وما قدمته من إسهامات ضخمة لها.

وقال خبراء وباحثون أجانب إن الحرب التي خاضها الشعب الصيني ضد العدوان الياباني كانت جزءا مهما من الحرب العالمية ضد الفاشية ولعبت الصين دورا مهما كميدان معركة رئيسي في الشرق.

فقد ذكر تشا جاي- بوك كبير الباحثين بمؤسسة تاريخ شمال شرق آسيا، وهو مركز بحثي كوري جنوبي، أن الصين باعتبارها ساحة معركة رئيسية إنخرطت في حرب طال أمدها ضد الغزاة اليابانيين.

وأضاف أن المعارك الطويلة والدامية التي خاضتها القوات الصينية لعبت دورا هاما في هزيمة الفاشيين اليابانيين.

ووفقا للإحصاءات اليابانية، قتل أو أصيب 1.33 مليون جندي ياباني في ساحات المعارك الصينية خلال الحرب، وهو ما يمثل 68 في المائة من إجمالي ضحايا هذا البلد.

وبعد انتهاء الحرب، سلم أكثر من 1.28 مليون جندي ياباني أسلحتهم للصين، وهم يمثلون حوالي 50 في المائة ممن استسلموا في الخارج.

ومن جانبه، قال هان تان جوان نائب رئيس جمعية دراسات الحرب العالمية الثانية في سنغافورة إن الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني قدم إسهامات عظيمة للحرب العالمية ضد الفاشية.

كما أعرب عن إعجابه بالإسهامات الهامة التي قدمها العديد من ضباط الجيش رفيعي المستوى من حزب الكومينتانغ خلال الحرب.

أما أوه إي سون الباحث الزميل بكلية أس.راجاراتنام للدراسات الدولية التابعة لجامعة نانيانغ التكنولوجية السنغافورية فذكر أنه على مدار قرابة قرن من الزمان قبل بدء الحرب ضد العدوان الياباني، تعرضت الصين بصورة مستمرة للغزو من قبل قوى أجنبية.

وأشار إلى أن الانتصار في الحرب ساعد الصين على أن تخطو خطوة حيوية في التخلص من الحكم شبه الاستعماري.

وقالت جالينا كوليكوفا النائب الأول لرئيس جمعية الصداقة الروسية - الصينية إن روسيا والصين، باعتبارهما قوتين رئيستين في مكافحة الفاشيين، تكبدتا محنا عظيمة وانتصرتا في الحرب بخسائر مفزعة في الأرواح.

وذكرت أن "روسيا والصين ستحميان انتصارهما وستتصديان لتزييف الحقائق التاريخية وستقومان بتوعية الأجيال الشابة من خلال ضرب أمثلة لهم عن المجد الذي صنعه أجدادهم".

كما نالت إسهامات الشعب الصيني وبطولاته في مكافحة الفاشيين احترام العالم. وبعد الحرب، تعاونت الصين مع الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا لتصبح جزءا من القوة الجوهرية في إقامة النظام العالمي فيما بعد الحرب.

وقال تشا إن تغييرات ضخمة حدثت على صعيد السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة حول العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وضرب مثالا على ذلك بتأسيس الأمم المتحدة، قائلا إن أحد الوظائف الرئيسية لمجلس الأمن الدولي هي منع الحرب.

وبالنسبة لليابان، ذكر الخبراء أنه يتعين على هذا البلد أن يتخذ من هذه الذكرى فرصة ليفكر مليا في التاريخ ويعترف بجريمة العدوان التي اقترفها ويعرب عن اعتذاره المخلص للدول التي عانت من أعماله الوحشية بغية تحقيق المصالحة مع جيرانه.

ودعا أنطونيو تان رئيس المجلس الفلبيني لتعزيز إعادة التوحيد السلمي للصين، دعا المجتمع الدولي إلى إلتزام اليقظة تجاه تلك التصريحات التي تحاول تبرير النزعة العسكرية والفاشية اليابانية.

وقال "يتعين علينا أن نحمى معا ثمار النصر في الحرب العالمية الثانية والنظام الدولي فيما بعد الحرب".

كما حث الخبراء اليابان على عدم تشويه التاريخ وعدم التعتيم على ما ارتكبته من جرائم في زمن الحرب بعد الآن.

وذكر هان أنه يتعين على الحكومة اليابانية اتخاذ إجراءات عملية للحيلولة دون تكرار جرائم العدوان التي ارتكبتها القوات اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية.