بكين 17 يوليو 2015 (شينخوا) إن التقارير التى نشرت حول حظر فرضته الصين على شهر رمضان والأنشطة الدينية المتعلقة به من بعض وسائل الاعلام التركية مؤخرا لا أساس لها من الصحة وتفتقر للمسئولية وتتناقض مع الحقائق التى لا يمكن دحضها الخاصة بالتناغم العرقي العام فى الصين.

وفى انتهاك للمبادئ الجوهرية التى يتم التقيد بها عالميا من كل وسائل الاعلام الاخبارية, فإن بعض وسائل الاعلام التركية التى تدفعها دوافع خفية قدمت تقارير غير مسئولة ولا اساس لها حول ما يسمى بتدخل السلطات الصينية فى رمضان وانشطة دينية اخرى فى الصين ما أسفر عن اعمال عنف ضد السفارة الصينية وسائحين صينيين فى تركيا.

وفى حالات خطيرة من العنف تعرضت شركات ذات المصالح الصينية لأعمال نهب حتى ان بعض الكوريين فى تركيا هوجموا تحت اعتقاد خاطئ بأنهم مواطنون صينيون.

بيد أن جولة فى الصين خلال الشهر المعظم كشفت الحياة الحقيقية فى أوساط عدد كبير من المسلمين الصينيين وأظهرت المدى الذى اندفعت اليه وسائل الاعلام الاخبارية التركية اللامسئولة والمدفوعة بالكراهية فى إعداد تقارير مفبركة ومحرفة.

وفى منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور فى شمال غرب الصين حيث يقيم اكثر من 10 ملايين مسلم فإنه يسود الالتزام بتعاليم شهر رمضان من جانب الأقليات العرقية مثل هوى والويغور والقازاق والاوزبيك والطاجيك والقرغيز.

يعد رمضان الذى بدأ فى 18 يونيو حتى 17 يوليو هذا العام هو موسم للصيام والتأملات الروحية حيث يحظر على المسلمين تناول الطعام أو شرب الماء من شروق الشمس حتى الغسق.

وقال عبد الرحمن, إمام أحد المساجد فى مدينة أورومتشى حاضرة المنطقة ان المسجد فى العادة يستقبل 1200 مصل يوميا ولكن خلال رمضان يزداد العدد الى اكثر من ثلاثة آلاف مصل.

وقال "إن الحكومة تقدم لنا الحماية والاحترام الواجبين", وأضاف أن الحكومة المحلية قامت بأعمال منع انتشار الاوبئة قبل حلول شهر رمضان.

ويشعر المسلمون من خارج الصين أيضا بالسلام خلال شهر رمضان فى شينجيانغ. وفى السوق الكبير الدولى فى أورومتشى حيث يقوم العشرات من رجال الأعمال الأتراك ببيع أشياء مميزة مثل الأغذية والملابس والكماليات والسجاجيد.

ويعيش جيهان ايدوجماس الذى يبلغ من العمر 38 عاما فى شينجيانغ منذ اكثر من 10 اعوام. وهو يمتلك مصنعين للسجاد واحد فى اسطنبول والآخر فى كاشجر. وقد تزوج من امرأة ويغورية ولديه طفلان.

وقال "ان زوجتى تصوم ولكنى لا أصوم نظرا لانشغالى للغاية بأعمالى. وان الناس هنا يقررون بأنفسهم ما اذا كانوا سيصومون او يذهبون الى المسجد استنادا الى مواقفهم دون تدخل من الآخرين".

واضاف انه "من غير الطبيعى ان تكون هناك قيود فى شينجيانغ خلال شهر رمضان. وما أراه هنا هو جو يتسم بالحرية واليسر".

ان العقائد الدينية يكفلها الدستور فى الصين حيث ينص على انه لا يسمح لأى اجهزة حكومية او جماعات اجتماعية او افراد بإجبار أحد على التحول الى معتقد دينى أو التخلى عنه.

وكانت الحكومة فى شينجيانغ قد عقدت اجتماعا خاصا قبل الشهر المعظم مع التركيز على اجراءات تأمين اقامة الانشطة الدينية الشرعية من جانب السكان المحليين.

وكانت حكومة المنطقة ذاتية الحكم قد اعلنت صراحة قبل رمضان ان السلطات يتعين ان تتفهم تماما وتحترم وتظهر التقدير تجاه الاسلام, وفقا لما ذكر ما بين يان الباحث فى العلوم الاجتماعية فى اكاديمية شينجيانغ.

وقال على هوبور وهو باحث آخر فى الاكاديمية يدرس الثقافة العرقية "ان كثيرا من المحال التجارية حول المساجد تزود اولئك الذين يصومون خلال اليوم بفاكهة وحلوى ووجبات غذائية مجانية".

واضاف "ان الشوارع كانت مزدحمة حتى خلال منتصف الليل. وفى الشوارع المضاءة بوضوح شاهدنا الاشخاص وهم فى طريقهم لزيارة اسرهم والباعة وهم يبيعون الفاكهة".