بكين 3 ابريل 2018 (شينخوانت)عيد تشينغ مينغ (عيد الصفاء والنقاء) هو واحد من أهم الأعياد الصينية التقليدية، وهو لا يزال من أهم الأعياد بالنسبة للشعب الصينى بما فيهم الصينيون خارج البلاد. كان عيد تشينغ مينغ يدعى قديما بعيد الشهر الثالث (ترقيمه بالتقويم القمري الصينى)، وهو يمتد لأكثر من الفي عام. يصادف حلول عيد تشينغ مينغ الخامس من إبريل الميلادي، وهو يعد واحدا من المواسم الأربعة والعشرين.
وبالإضافة إلى أن عيد تشينغ مينغ حاليا يعبر عن احياء ذكرى الأحباء، فالأكثر من ذلك أنه يحمل معنى لم شمل الاسرة، علما بأن هذه العادات شائعة في كافة مناطق الصين، حيث تقوم كل عائلة بإعداد أطعمة عيد تشينغ مينغ.
في أيام عيد تشينغ مينغ أصبحت لدى جنوب الصين عادة بتناول تشينغ توان تسي. تستخدم تشينغ توان تسي نوعا من النباتات البرية يسمى "جيانغ ماي تساو" بعد سحقها يتم ضغطها للحصول على عصيرها، وبعد تجفيف عصير الحبوب المبللة المجروشة بالهواء يتم خلطها جيدا مع الأرزاللزج، وبعد ذلك يتم اعداد التوان تسي. وحشو التوان تسي يتم اعدادها بالسكر الناعم. وبعد أن تعد جيدا، يتم ادخالها في قفص السلق بالبخار لتنضج، وبعد خروجها من قفص السلق بالبخار يتم استخدام الفرشاة لتغطية سطح التوان تسي بزيت الخضروات الناضجة على نحو متساو، وبهذا يتم الاعداد الناجح للتوان تسي. ويكون لون التوان تسي أخضر كاليشم، ويكون قوامها شمعي وناعم، وتتسلل رائحتها الشهية للأنوف، وعند أكلها تشعر بحلاوتها. وهي تعد من المأكولات التي يجب اعدادها لتقديم القرابين للأسلاف في جنوب الصين.
ويحتفل أهل مقاطعة قوانغدونغ بعيد تشينغ مينغ بطريقة محلية. فالفطيرة لعيد تشينغ مينغ شعبية للغاية في منطقة تشاوشان، فهي موجودة تقريبا في كل بيت وفي كل أسرة. وتنقسم الفطيرة إلى جزئين العجينة والحشو، فالعجينة تعد بخلط الأرز اللزج مع الماء ويتم خفقها لتتحول إلي قوام لزج، ويتم وضعها في إناء ساخن حتى تأخذ شكل عجينة ناضجة دائرية، وتكون صغيرة مثل الورقة. والحشو ينقسم إلى نوعين المالح والحلو، والحشو المالح عبارة عن خلطة من البيض واللحم والكبد والفاصوليا وعش الغراب والكراث وغيرها من المكونات الناضجة، والحشو الحلو يتم إعداده بطريقة إعداد خاصة من السكر والدقيق.
وتوجد في كل مكان في شمال وجنوب الصين عادة أكل السان تسي. "السان تسي" هو وجبة غذائية محمرة في الزيت، ذات رائحة شهية وشكل جميل. وعادة منع النيران وتناول الأطعمة الباردة لعيد الأطعمة الباردة لم تعد شائعة في معظم المناطق المأهولة بأبناء قومية هان، ولكن فيما يتعلق بهذا العيد من وجبة السان تسي فهي تحظى بحب عميق من الجمهور. تختلف السان تسي المنتشرة حاليا في المناطق المأهولة بأبناء قومية هان من الشمال والجنوب، فسان تسي في الشمال، يتم إعدادها بطريقة رئيسية من دقيق القمح، أما سان تسي في الجنوب فيتم إعدادها بطرق بارعة ودقيقة، ويتم إعدادها بصورة رئيسية من القمح والأرز. والسان تسي في المناطق المأهولة بالأقليات القومية متعددة وكثيرة، ومختلفة في الرائحة، وخاصة السان تسي لقومية الويغور وقومية دونغ شيانغ وقومية نا شي وقومية هوي المسلمة تعد من أشهر ما تكون.