بقلم رانية وانغ
بكين 27 يناير 2015 (شينخوا) أكد وو سي كه, المبعوث الخاص الصيني السابق إلى الشرق الأوسط والذي سبق أن عمل سفيرا للصين لدى السعودية، أن وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لن تؤثر على السياسة الخارجية للسعودية تجاه الصين، متوقعا أن يستمر الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز في تطبيق نفس سياسة التعاون الإستراتيجي التي كان ينتهجها الملك الراحل عبد الله.
وقال وو سي كه في حوار صحفى مع وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الثلاثاء ) أن الملك الراحل عبد الله كان يستشرف آفاقا رحبة لتعاون بلاده مع الصين في ضوء تمسك بكين بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، الأمر الذي ساعد في تطوير العلاقات الثنائية، لافتا إلى أن السعودية متفائلة إزاء آفاق التنمية الاقتصادية للصين في المستقبل القريب وحتى خلال العقود القادمة.
وذكر وو سي كه إن الملك الراحل عبد الله كان يرى أن "هناك تكاملا بين الاقتصادين الصيني والسعودي ولاسيما في قطاع النفط نظرا لكون السعودية من كبر الدول المصدرة للنفط فيما تعد الصين دولة مستوردة له".
وكان وو سي كه قد توجه يوم 25 يناير إلى سفارة السعودية لدى الصين لتقديم واجب العزاء في وفاة عاهل السعودية الملك عبد الله. حيث أكد له السفير السعودي لدى الصين يحيي الزيد مدى الصداقة والمودة التي تكنها السعودية للصين واهتمام بلاده البالغ بتطوير التعاون معها.
وفي هذا الصدد، أوضح السفير الصيني السابق أنه بدءا من الملك الراحل عبد الله وحتى الملك الجديد سلمان, يولى قادة السعودية اهتماما كبيرا بالعلاقا ت الثنائية بين الصين والسعودية، إذ قام الملك الراحل عبد الله بزيارة الصين في عام 1998 وأجرى آنذاك محادثات بشأن التعاون الإستراتيجي في مجال النفط مع قادة الصين. وفي عام 1999, أجرى الرئيس الصيني آنذاك جيانغ تسه مين محادثات مع الملك عبد الله في السعودية حول كيفية تعزيز التعاون في شتى المجالات بما فيها السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة والإعلام وغيرها. وقد ساهم هذا الاجتماع في إعطاء دفعة لتعميق التعاون الثنائي بقوة بين البلدين.
وتذكر وو سي كه أن الملك الراحل عبد الله كان يؤكد مرارا ضرورة تعزيز التبادل والتعاون على نحو فاعل مع الصين على كافة الأصعدة.
وفى نظرة نحو العلاقات الثنائية بعد تولي الملك سلمان العرش، قال وو سي كه إن "الصين سترتبط ارتباطا وثيقا بالسعودية في القضايا الإقليمية والعالمية مستقبلا ، وستشهد البلدان آفاقا أرحب وأوسع في التعاون القائم على المنفعة المتبادلة"، مؤكدا أن الزيارة الرسمية المخصصة للصين وحدها التي قام بها الملك سلمان، الذي كان آنذاك نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السعودي، في مارس من عام 2014 قد أظهرت جليا هذا الاهتمام الشديد بتعزيز العلاقات بين البلدين.
وفى إطار اهتمام الصين بتقديم واجب العزاء في وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بإيفاد يانغ جيه تشي الممثل الخاص له إلى الرياض لتقديم واجب العزاء ونقل رسالة منه تعبر عن تقدير الجانب الصيني لما قدمه الملك الراحل من إسهامات عظيمة في تطوير السعودية وحفظ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم ودفع التعاون بين الصين والسعودية بقوة في شتي المجالات.
كما بعث الرئيس شي برسالة تهنئة إلى الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز أعرب فيها عن خالص تمنياته بالرخاء والتقدم للسعودية تحت قيادته. كما عبر عن رغبة الصين في إجراء محادثات حول كيفية تعزيز التعاون الإستراتيجي بين الصين والسعودية وكذا دفع العلاقات الثنائية إلى أعلى مستوى.
ومن جانبه أعرب الملك سلمان عن شكره للرئيس الصيني لقيامه بإيفاد ممثل خاص لتقديم واجب العزاء في الرياض، وعن استعداد السعودية إلى توطيد التعاون الإستراتيجي بين البلدين على نحو مستمر. وقال الملك سلمان إن بلاده ترحب بزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية في المستقبل القريب.