بكين 20 فبراير 2015 (شينخوا) ذكر باحث صيني مخضرم أن مصر تهدف من توجيه ضربة جوية ضد أهداف لتنظيم (داعش) في ليبيا إلى إظهار شجاعتها في تحمل المسؤولية من أجل دعم عمالها المهاجرين طلبا للعمل في ليبيا وتحقيق القصاص لأبنائها الذين قتلوا على أيدي هذا التنظيم.
وصرح ليو باو لاي ، عضو مجلس إدارة صندوق الصين للدراسات الدولية، لصحيفة ((التحرير)) الصينية الرسمية ومقرها شانغهاي، بأن مصر تريد من خلال هذا التحرك العسكري أن تحفظ كرامة المصريين وتأكيد مبدأ أن الأمة أولا وقبل كل شئ من أجل تقوية التضامن الوطني للتركيز على مكافحة القوى المتطرفة.
كان سلاح الجو المصري قد قام بتوجيه ضربة مركزة ضد أهداف لتنظيم (داعش) في ليبيا مؤخرا في رد سريع على مقتل 21 قبطيا مصريا على أيدي إرهابيي التنظيم.
ولفت ليو باو لاي، الذي سبق أن عمل سفيرا للصين لدى الإمارات والأردن ، إلى أن هذا التحرك سيفتح ساحة جديدة لمكافحة الإرهاب ويدفع التعاون الدولي في هذا المجال، متوقعا أن تعزز مصر دعمها للحكومة الليبية لمساعدة الأخيرة في مواجهة القوى الدينية المتطرفة بما في ذلك تنظيم (داعش) على نحو يسهم في توطيد العلاقات المصرية ـ الليبية وضمان سلامة العاملين المصريين وأمن الحدود بين البلدين.
وأضاف ليو أن اتصال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره الفرنسي فرانسوا أولاند والمطالبة بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول قضية ليبيا يرفعان من دور مصر في القضية الليبية ويساعدان في استعادتها لمكانتها وتأثيرها كدولة ذات ثقل في المنطقة التي تواجه الآن خطر الإرهاب المتنامي.
وفي معرض تعليقه على آفاق التعاون المصري- الأمريكي في مكافحة الإرهاب، قال ليو باو لاي إنه رغم عدم مشاركة مصر في تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد (داعش)، إلا أنه من المتوقع أن تنال مصر التي ترفع علم مكافحة الإرهاب دعما من واشنطن، الأمر الذي سيدفع العلاقات الثنائية قدما.
كما من المتوقع أن تزداد العلاقات المصرية ــ الخليجية قوة في الوقت الذي تقوم فيه مصر بدورها كدولة كبرى في المنطقة، في ضوء ما أظهرته القوات الجوية المصرية بأنها "قوة يمكن الاعتماد عليها" بالنسبة لدول خليجية تواجه حاليا تهديدات ناجمة عن (داعش)، على حد تعبيره.