بكين 15 مارس 2015 (شينخوا) أعلنت الحكومة المصرية يوم الجمعة خلال مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد المصرى: مصر المستقبل" المنعقد بشرم الشيخ تدشين عاصمة إدارية جديدة باعتبارها خطوة هامة لتنشيط الاقتصاد الوطنى ورفع مستوى المعيشة للمواطنين المصريين, وهو الأمر الذي سيجذب انتباه المستثمرين من أنحاء العالم وبينهم الصين حسبما، قال خبراء ورجال أعمال صينيون.
وقال الخبير الصيني في شؤون الشرق الأوسط لي شاو شيان، نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة، إن إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة لا يساعد في تخفيف الضغط على عدد السكان المتزايد والسريع والازدحام الشديد في حركة المرور في القاهرة فحسب, بل يحفز تنمية الاقتصاد المصرى ويوسع الطلب الداخلى، ويوفر فرص العمل للمواطنين المحليين, مشيرا الى أن القاهرة باعتبارها مدينة دولية عريقة تتعرض للأمراض المنتشرة مثل الازدحام والتلوث, لذا من الضرورى أن يتم تحسين وتعزيز البنية الأساسية لتسوية المشكلة.
وأضاف لي شاو شيان أنه يتعين أن تنتهز الشركات الصينية هذه الفرصة الثمينة لدخول السوق المصرية وتعميق المصداقية للمنتجات الصينية في مجالات مواد البناء ومعدات الاتصالات والطاقة الجديدة, مما يعزز التعاون والروابط بين البلدين في إطار مبادرة" الحزام والطريق" الاستراتيجية .
وقد كشف وزير الإسكان المصري مصطفى مدبولي لوكالة ((شينخوا)) أن العاصمة الدارية الجديدة التى ستقع شرق الطريق الدائرى الإقليمى فى المساحة المحصورة بين طريق السويس وطريق العين السخنة فى موقع وسط بين قلب القاهرة القديمة ومنطقة قناة السويس, تبلغ مساحتها حوالي 700 كيلو متر مربع أي ما يعادل مساحة سنغافورة وأكبر من العاصمة الفرنسية 7 مرات، و12 مرة ضعف منهاتن .
وأضاف الوزير أن العاصمة الجديدة ستقام على مساحة 160 ألف فدان )ما يعادل 700 كيلو متر مربع(، وتستوعب خمسة ملايين مواطن، و10 آلاف طريق، و250 كليو مترا من شبكات النقل والقطارات، فضلا عن 1.7 مليون فرصة عمل دائمة. وستصل التكلفة الاستثمارية للمرحلة الأولى من العاصمة الجديدة إلى 45 مليار دولار، وستستغرق فترة زمنية من خمس إلى سبع سنوات.
وأشار الوزير إلى أن العاصمة الجديدة ستضاعف المعمور المصري من 6 إلى 12 في المائة من إجمالي مساحة البلاد , وهي بمثابة مركز جديد يضم أماكن (قصر الرئاسة والبرلمان والحكومة وحى دبلوماسى على أعلى مستوى) على مساحة 1500 فدان.
وفي هذا الصدد, قال لوه فيى، مدير مكتب مجموعة قتشوبا الصينية للكهرباء في القاهرة، أن الفرصة طيبة لقيام الشركات الصينية بالاستثمار في مصر بفضل تثبيت العلاقات الثنائية خصوصا بعد زيارة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي الى الصين في شهر ديسمبر الماضي, مشيرا الى أن "المؤسسات المركزية الضخمة والمملوكة للدولة الصينية تتابع باهتمام ما يجري في مصر ومهتمة بشدة بالسوق المصرية ولديها تفاؤل وثقة بمستقبل الاقتصاد المصري".
ومن جانبه, شجع الخبير الصينى بالشؤون المالية العالمية تساى جين يونغ, وهو المدير التنفيذى لمؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي، القطاع الخاص بالاستثمار في مصر, قائلا إن "الحكومة المصرية قد بنت مسرحا جيدا يمكن لمستثمرى القطاع الخاص أن يلعبوا دورهم المهم فيه ", معربا عن أمله في دفع الاستثمارات الخاصة من خلال تنسيق تقوم به مؤسسته بين الحكومة المصرية والمستثمرين الأجانب.
ومن جهته, قال وانغ وي تينغ، رئيس شركة خاصة صينية متخصصة في الطاقة الشمسية، إن الشركات الصينية بصدد آفاق واسعة للاستثمار في تطوير الطاقة المتجددة، مشيرا الى مزايا مصر في توليد الطاقة الشمسية بفضل موقعها الجغرافية وطقسها المشمس.
يذكر أن شركة (ستيت جريد) الصينية قد وقعت مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى اتفاقية إطارية لتطوير شبكة نقل الكهرباء بمصر، وذلك بتكلفة استثمارية إجمالية تقدر بحوالى 1.8 مليار دولار , بينما أشار وزير التجارة الصيني قاو هو تشنغ الذى يرأس وفدا صينيا للمشاركة في المؤتمر مبعوثا خاصا للرئيس الصينى شى جين بينغ إلى أن الحكومة الصينية على أتم الاستعداد لدعم وضخ استثمارات جديدة في مشروعات النقل فى مصر وإمداد مصر بأحدث التكنولوجيا في قطاع النقل.
