الصفحة الأولى > الصين والعالم العربى

((أهم الموضوعات الدولية)) باحث صيني: ظهور التناقضات والصراعات بقوة في الشرق الأوسط مع انكماش الإستراتيجية الأمريكية بالمنطقة

15:38:48 19-04-2015 | Arabic. News. Cn

بقلم رانية وانغ

بكين 19 إبريل 2015 (شينخوا) لا تزال تتواصل غارات عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي ينفذها تحالف عربي تقوده السعودية منذ 26 مارس الماضي في اليمن لدعم شرعية الرئيس هادي، والتي تم على إثرها إجلاء البعثات الدبلوماسية من العاصمة صنعاء.

وقد دعا أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون مؤخرا إلى الحيلولة دون تفاقم الأزمة في اليمن وتطورها إلى صراع إقليمي واسع. يأتي هذا في الوقت الذي يقتصر فيه دور الولايات المتحدة في عملية "عاصفة الحزم" على تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي دون التدخل بشكل مباشر فيها.

وحول الأزمة اليمنية والدور الأمريكي فيها، ذكر وو يي هونغ الباحث الصيني بمركز علوم الشؤون العالمية التابع لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن واشنطن تتمسك بعدم نشر قوات في عملية اليمن، ليس لتبدى ضعفها، وإنما لرغبتها في إجراء تعديل إستراتيجي معمق عن طريق إيجاد توازن جديد بين جميع الأطراف في المنطقة، خلاصة القول إن "الولايات المتحدة تختفي وراء الستار وتتلاعب في الوضع بالشرق الأوسط".

وشرح وو قائلا إن "الولايات المتحدة شرعت في انتهاج سياسة عدوانية في شؤون الشرق الأوسط في أعقاب حادث 11 سبتمبر، تجسدت أولا في إطلاق "الحرب على الإرهاب" بهدف إحداث تغييرات وتقلبات في الأنظمة الحاكمة بالمنطقة مستخدمة في ذلك قوتها العسكرية لتشن حربا في العراق.

وأضاف الباحث الصيني أن هذه السياسة تجسدت ثانيا في دفع انتهاج "عملية إصلاح ديمقراطي" في بعض الأقطار العربية الموالية لأمريكا، ما يعنى التدخل بشكل مباشر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

ولافت إلى أن "هاتين النقطتين تحديدا جعلتا توازن القوى الإقليمي هشا ويعاني من تدمير بالغ".

وذكر وو أن الولايات المتحدة اتجهت إلى تعديل إستراتيجيتها بشأن الشرق الأوسط عقب تولى باراك أوباما مهام منصبه في عام 2009 ليتغير تعاطي الإدارة الأمريكية مع قضايا المنطقة، وبعدها سحبت أمريكا قواتها من العراق في عام 2011، مشيرا إلى أن انكماش الإستراتيجية الذي تتبعها إدارة أوباما أدى إلى ظهور التناقضات والصراعات والاحتكاكات القبلية والعرقية الخفية بقوة علاوة على صعود النزعة الانفصالية.

وفي هذا الصدد، أشار الباحث وو إلى أنه مع هذا الانكماش الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وجدت الدول الكبرى بالمنطقة أن أمامها فرصة تاريخية لتلعب دورا قياديا في الإقليم وتسعى إلى توسيع نطاق نفوذها داخل المنطقة ارتكازا على نواحي تفوقها, ما أدي إلى ظهور تنافس وصراع بين المعسكرات الثلاثة (السنية والشيعية والعلمانية) بالمنطقة على الهيمنة الإقليمية لتشغل الفراغ الذي خلفه تراجع دور الولايات المتحدة ودول غربية كبرى في الشرق الأوسط.

ويرى وو أن تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط بدأ منذ سنوات عدة وبرز بوضوح كبير في فترة "ثورات الربيع العربي"، مشيرا إلى أن المستفيد من وراء هذا التراجع الآن هو القوى الإقليمية التي بدأت في توسيع نفوذها بمنطقة باتت تعج بالكثير من المشكلات.

وأضاف أنه "في إطار هذا التنافس والصراع، تلجأ أطراف من المعسكرات الثلاثة إلى الوقوف وراء بعض التدخلات في مناطق ساخنة بالمنطقة ضاربا"، قائلا إن هناك دولا من هذه المعسكرات تقوم بهذه التدخلات بسبب قلقها الشديد على وضعها الأمني مع تنامي التوترات وخطر الإرهاب في المنطقة.

وأعرب وو عن اعتقاده بأنه على خلفية تطور نظامي الاقتصاد والإستراتيجية الدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والعالمي ووهن الدور الأمريكي في الشرق الأوسط الذي تسبب في تنامي الصراعات والتوترات والأوضاع المضطربة بالمنطقة، اتجهت المعسكرات الثلاثة السالفة الذكر إلى اتخاذ إجراءات لتأمين وضعها وتعزيز وتقوية نفوذها، ما أفرز المشهد الحالي في الإقليم.

وبالعودة إلى العم سام، قال وو إن عملية "عاصفة الحزم" كشفت بوضوح عدم رغبة واشنطن في دفع أي ثمن باهظ جراء التدخل المباشر في اليمن لتقتصر إستراتيجيتها الراهنة على السيطرة على الصراع والاشتباكات داخل الأراضي اليمنية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101451341635731