بكين 9 يوليو 2015 (شينخوا) في ظل تطلع الشعب المصري إلى الاستقرار الاجتماعي والانتعاش الاقتصادي وبفضل عزم وإصرار الرئيس عبد الفتاح السيسي على دفع الإصلاحات قدما، من المتوقع أن تستقبل مصر عقدا من التنمية الاقتصادية، حسبما ذكر خبير صيني بارز.
وقال مي شين يوي، الباحث بمؤسسة بحوث التعاون التجاري والاقتصادي الدولي التابعة لوزارة التجارة الصينية، في مقال نشر له مؤخرا إنه مع تركيز قوات الجيش والشرطة المصرية تحت قيادة السيسي على مكافحة الإرهاب، ترسي مصر أساسا وطيدا لإحلال الاستقرار الاجتماعي المستدام الذي يتوق إليه أبناء الشعب المصري.
وأبدى الخبير الصيني إعجابه بدعوة السيسي إلى تجديد الخطاب الديني لمحاربة الإرهاب في الخطاب الذي ألقاه في بداية يناير الماضي بشأن حماية قيم الدين الإسلامي ومواجهة الأفكار المتطرفة، مشيرا إلى أن دعوة السيسي "ستلعب دورا هاما ولا غنى عنه في الحفاظ على استدامة الاستقرار والأمن في المجتمع المصري".
وعلى الساحة الدولية، أشار مي شين يوي إلى أن سوق المنتجات الأولية في العالم تحولت بالفعل إلى سوق فاترة وقد يدوم هذا الحال لفترة تتراوح بين 10 و 15 عاما، الأمر الذي يتيح فرصة سانحة لمصر للاستفادة من انخفاض أسعار المنتجات الأولية مثل الوقود والمحاصيل الزراعية ... إلخ .
وأضاف الباحث الصيني المخضرم أنه على الصعيد الدبلوماسي، أظهر الرئيس السيسي مفهوما حكيما وواضحا يتمثل في السعي لخلق مناخ خارجي جيد يمكن مصر من تركيز جهودها على تنمية الاقتصاد الوطني، ويعد توقيع اتفاق إعلان المبادئ بين مصر والسودان وأثيوبيا بشأن سد النهضة مثالا على ذلك.
ففي مارس الماضي، وقعت مصر والسودان وأثيوبيا بيانا مبدئيا بشأن سد النهضة توافق فيه الأطراف الثلاثة على إجراء التشاور والتعاون حول تخزين المياه في سد النهضة وتقاسم موارد مياه النيل على أساس عدم تقويض المصالح الجوهرية لجميع الأطراف المعنية.
وفي هذا الصدد، قال مي شين يوي إن "هذا الاتفاق يمثل تقدما تاريخيا للحضارة السياسية في قارة أفريقيا ويقدم فضاء دبلوماسيا يفيد مصر في تهيئة مناخ خارجي مواتي يضمن تنميتها الداخلية".
ونوه الخبير الصيني إلى أن أهم ما تجدر الإشارة إليه هو أن الرئيس السيسي أظهر عزمه القوي على أن تكرس بلاده العمل على النهوض بالاقتصاد الوطني، حيث جذب مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في مارس الماضي استثمارات ضخمة بلغت قيمتها عشرات الملايين من الدولارات واقترب موعد افتتاح قناة السويس الجديدة فيما تم التوقيع على عقد مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، مؤكدا أن "هذه الإجراءات فتحت قنوات متنوعة لتعزيز النمو الاقتصادي".
كما أعرب مي شين يوي عن إعجابه بقدرة وشجاعة السيسي وعدم تردده في دفع الإصلاح إلى الأمام، وذلك من خلال رفع أسعار البنزين في إطار خطة لرفع الدعم عن الوقود.
وقال إن سياسات دعم الطاقة وبعض المستلزمات المعيشية كانت تستهلك ربع حجم الميزانية السنوية لمصر، وهو ما يقوض من آلية السوق إلى حد كبير، مشيرا إلى أن عملية دعم الطاقة كانت تعود في الغالب بالفائدة على التجار وكبار رجال الأعمال وغيرهم من الطبقات الاجتماعية الغنية، ولم تجرؤ الحكومات السابقة على إصلاح هذه الظاهرة.
ولكن بعد تولى السيسي لمقاليد الحكم في مصر، أقرت الحكومة المصرية سلسلة من الإجراءات الصارمة لحل هذه الإشكالية المزمنة، ما ساهم في خفض عجز الميزانية المالية وتحويل هذا الدعم إلى مجال بناء البني التحتية، هكذا قال الباحث الصيني.
واختتم مي المقال بقوله إنه بفضل هذه الإجراءات والإصلاحات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، من المرجح للغاية أن تفوز مصر تحت قيادة السيسي بعقد من الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي، "هو أمر سيعود من ناحية بالفائدة على مصر، وسيقدم من ناحية أخرى فرصة للعالم بأسره بما في ذلك الصين".