بكين 9 يوليو 2015 (شينخوا) ذكر باحث صيني في شؤون الشرق الأوسط أن مشروع قانون مكافحة الإرهاب في مصر جاء في وقت يتغير فيه وضع مكافحة الإرهاب بعد وقوع سلسلة من الهجمات الإرهابية الدامية مؤخرا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مكافحة الإرهاب مازالت قضية صعبة تتطلب عزيمة وصبرا من المصريين.
وصرح الأستاذ وو بينغ بينغ، رئيس معهد بحوث الحضارة الإسلامية بجامعة بكين، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الخميس)، بأن مقتل النائب العام المصري المستشار هشام بركات على أيدي الإرهابيين وتعرض نقاط تفتيش لهجمات إرهابية في شبه جزيرة سيناء أظهرا أن وضع مكافحة الإرهاب في مصر شهد تغيرا كبيرا مقارنة بالسنوات الأخيرة، إذ أن هذين الحدثين المذكورين آنفا يدلان على أن الإرهابيين أجروا تنسيقا دقيقا وتعاونا وثيقا قبل تنفيذ الحادثتين ولم يعملوا بشكل عشوائي مثل "الذئاب المنفردة".
وتابع قائلا إن مصر تريد من إقرار هذا القانون مواصلة مجابهة الإرهاب المتزايد الخطورة بقبضة من حديد، وتشريع عملية مكافحة الإرهاب وليس إعلان حالة الطوارئ مثلما فعلت تونس مؤخرا.
وفيما يخص المادة الـ33 في مشروع قانون مكافحة الإرهاب في مصر، ذكر الباحث الصيني البارز أنه "يهدف إلى ضمان صدق الأنباء" بعدما ذكرت الحكومة المصرية أن وسائل إعلام بثت أخبارا خاطئة عن سقوط أعداد كبيرة من الجنود المصريين خلال العملية الإرهابية التي تعرضت لها مدينتا الشيخ زويد ورفح في شمال سيناء يوم الأربعاء الماضي.
وتنص المادة الـ33 على أن "يعاقب بالحبس الذي لا يقل مدته عن سنتين كل من تعمد نشر أخبار أو بيانات غير حقيقية عن أيه عمليات إرهابية بما يخالف البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية، وذلك دون إخلال بالعقوبات التأديبية المقررة فى هذا الشأن".
وأضاف أن قطاع الإعلام المصري متنوع نسبيا ودائما ما توجد أنباء متضاربة حول الموضوعات الحساسة، ناهيك عن الأنباء التي تبثها مصادر مختلفة من خارج مصر، ولكن المصدر الموثوق به يجب أن يكون الحكومة، قائلا إن الحكومة المصرية تريد بهذا القانون أن تأخذ بزمام المبادرة في إصدار الأنباء الحساسة حتى تطمئن نفوس الجماهير المصرية.
وفي معرض تعليقه على مشروع القانون، أكد وو بينغ بينغ أن القانون سيساعد في رفع معنويات الجيش والشرطة وتقديم دعم قانوني قوي للدوائر المعنية.
وفي الوقت نفسه، نوه الباحث الصيني إلى أنه إلى جانب هذا القانون، ثمة حاجة إلى الاهتمام ببناء القدرة المتكاملة على مكافحة الإرهاب واستئصال ورم التطرف الذي تتشبث خلاياه بأفكار بعض الناس والسعي لحل التناقضات بين مختلف الطبقات المجتمعية.
