بكين 26 يوليو (شينخوا نت) أكد سامي القمحاوي، الرئيس المناوب للقسم الدبلوماسي بالأهرام أهمية التعاون الإعلامي لدفع التعاون الصيني-العربي في إطار "الحزام والطريق".
وقال السيد سامي القمحاوي في مقابلة خاصة مع شينخوا نت إن الصين والدول العربية يتعين عليها تعزيز التعاون الثقافي، خصوصا التعاون في مجال وسائل الإعلام ما يعد أهم الطرائق لترويج المبادرة "الحزام والطريق" بين الشعوب العربية مقترحا تعزيز التعاون عبر تبادل الأخبار واللقاء المشترك وتسهيل إرسال المندوبين إلى الطرف الآخر.
وفيما يلى نص الحوار:
- كيف ترى الحال الراهن للتعاون الثقافي الصيني-العربي، خصوصا التعاون في مجال وسائل الإعلام؟
أرى أن التعاون الثقافى الصيني-العربي الراهن لا يتناسب مع عمق العلاقات التاريخية بين الجانبين، فالعلاقات الصينية-العربية تعود إلى أكثر من ألفي عام، حيث كان طريق الحرير القديم قناة تواصل بين الجانبين، ولم تكن حركة التجارة المتبادلة هى المكسب الوحيد من هذا الطريق العظيم، لكن الثقافات والأديان والعادات انتقلت أيضا عبره، وفضل بعض التجار العرب البقاء في الصين وتزوجوا وكونوا أسرا هنا.
كما كتب الرحالة عن مشاهداتهم في البلدان الأخرى، وكانت هذه المشاهدات أشبه باستكشاف الفضاء الخارجى، حيث لم يكن هناك وسائل إعلام حديثة تنقل الصورة، وكان عيونهم هى عدسة الكاميرا، وساهم ما كتبوا في إثراء خيال القراء وتشويقهم لزيارة هذه البلدان والتعرف إلى شعوبها.
وعلى الرغم من تطور وسائل المواصلات التي قربت المسافات بين الدول، وأصبحت الرحلة التي كانت تستغرق شهورا على ظهور الجِمال في الماضى تقطعها الطائرة في ساعات قليلة، إلا أن التواصل على المستوى الثقافى مازال يحتاج إلى تطوير ببذل المزيد من الجهد، وأن يتجاوز ذلك التبادل مجرد تناقل الأخبار، لأن ذلك - على أهميته - لا يمثل التواصل الثقافى بشكل كاف، ومن الضروري أن تتفاعل الثقافة في الجانبين بشكل أفضل، من خلال لقاءات المثقفين من الصين والدول العربية، وترجمة النصوص الأدبية، والتعرف على المدارس الجديدة في الكتابة لدى الطرفين، والتعاون في المجال الفنى، وتقديم الدراما، ومحاولة التغلب على حاجز اللغة، بدعم تعلم الشباب من الجانبين للغة الطرف الآخر.
- في رأيك ما الفرق بين الوسائل الإعلام الصينية والعربية، وما اقتراحاتك للتعاون بينهما؟
هناك عدة فروق جوهرية بين وسائل الإعلام العربية والصينية، يأتي في مقدمتها التوجه، فوسائل الإعلام العربية متنوعة التوجهات، بتنوع الدول والمالك والممول للوسيلة، وبالتالي لا يمكن التعميم فيما يتعلق بوسائل الإعلام العربية، فلكل منها توجهه واهتماماته التي تختلف عن غيرها، لكن غالبية وسائل الإعلام العربية تشترك في الاعتماد على وكالات الأنباء الغربية لاستقاء الأخبار عن البلدان التي ليس لها مراسلون بها، بما فيها الصين والدول الآسيوية الأخرى، وهو ما يتسبب أحيانا في نقل هذه الوسائل لبعض الأخبار غير الدقيقة أو المغرضة، حيث تتحكم رؤوس أموال بعينها في ملكية هذه الوكالات الغربية، وأحيانا يحدث ما نسميه بـ"دس السم في العسل"، حيث يتم تطعيم بعض الأخبار بآراء مستترة قد تؤثر في فهم المتلقى لقضية ما، وتدفعه نحو تكوين وجهة نظر بعينها.
أما وسائل الإعلام الصينية فإنها تعمل في إطار أكثر تحديدا، ومن خلال معايشتي أعتقد أن وسائل الإعلام الصينية تطورت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت تسلط الأضواء على قضايا لم تكن تطرحها من قبل، وقد ساهمت الإمكانات الكبيرة المتاحة لهذه الوسائل في ذلك، فوكالة أنباء (شينخوا) الصينية الجديدة لها مراسلون في معظم دول ومناطق العالم، وأيضا شبكة التليفزيون المركزى الصيني (CCTV) بقنواتها المتعددة، باللغة الصينية والإنجليزية والعربية والفرنسية، وإذاعة الصين الدولية الذي يقدم المواد الإخبارية والثقافية بـ64 لغة مختلفة.
وأقترح أن يتم التفاعل والتعاون بين وسائل الإعلام الصينية والعربية، من خلال تبادل الخبرات، عبر اللقاءات المشتركة، واتفاقيات نقل الأخبار وتداولها بين الجانبين، وتسهيل إجراءات الموافقة على إرسال مندوبين لكل طرف لدى الطرف الآخر، سواء بشكل دائم أو بشكل موسمي لتغطية الأحداث الكبرى التي تجري في الجانب الآخر، وافتتاح مكاتب لتغطية الأحداث بعين مباشرة دون وسيط.
- يعد التعاون الثقافي الصيني-العربي لا سيما التعاون الإعلامي عنصرا مهما جدا، لدفع التعاون الصيني-العربي في إطار مبادرة "الحزام والطريق" وكيف ترى هذا الرأي ولماذا؟
أتفق تماما مع هذا الرأى، فمبادرة "الحزام والطريق" ليست مجرد اتفاقيات رسمية يوقع عليها المسئولون من الجانبين، لكنها مبادرة للكسب المشترك، وتحقيق منافع للمواطنين من الجانبين، وبالتالي لابد أن يكون لها تأييد ودعم من المواطنين، ولن يتأتى ذلك من دون إعلامهم بداية بهذه المبادرة، وما يمكن أن تدره عليهم من منافع، وتوضيح أهميتها للمستقبل المشترك، وهذا الدور بالتأكيد منوط بوسائل الإعلام، ويجب أن يتم دعمها بالمعلومات والوسائل التي تساعدها على القيام بهذه المهمة.