بكين 13 سبتمبر 2017 (شينخوانت) حتى نهاية أغسطس الماضي، تجاوز عدد المشاهدين للفيلم الصيني "الذئب المحارب-2 "مائة وأربعين مليون شخص، ووصلت إيرادات شباك التذاكر إلى قرابة خمسة مليارات وخمسين مليون يوان ( نحو ثمانمائة مليون دولار أمريكي)، ما سجل رقما قياسيا لمبيعات شباك التذاكر للأفلام الصينية.
ونظرا لتمديد موزع هذا الفيلم موعد العرض إلى نهاية سبتمبر الجاري، فإن الرقم المسجل سيرتفع بشكل مستمر.
جدير بالذكر أن هذا الفيلم قد أدرج في قائمة أعلى 100 فيلم عالمي من حيث إيرادات شباك التذاكر، واحتل المركز الخمسين تقريبا حاليا في هذه القائمة، وأصبح أول فيلم آسيوي أدرج في هذه القائمة، والفيلم الوحيد من غير إنتاج هوليوود.
فمالذي جذب هذا العدد الكبير من المشاهدين إلى دور السينما؟
لقد أعرب الكثير من الذين شاهدوا الفيلم أن مفهوم حب الوطن الذي يحمله الفيلم يعتبر من أهم العوامل التي أثرت على المشاهدين.
الممثل وو جينغ نجم الـ "كونغفو" المعروف للجميع في الصين، يمثل دور البطولة في الفيلم واسمه لنغ فونغ، ولعب دور جندي خاص يلقب بالذئب المحارب. في الفيلم، غادر البطل المخيم العسكري لسبب ما، وتورط في الاضطرابات الحربية في دولة إفريقية، فتمسك برسالة الجندي، وعاد إلى المنطقة المحتلة الخطرة للغاية وحده، وقاد الأشقاء الصينيين الباقيين واللاجئين من مختلف الجنسيات للهروب من الظروف الخطرة والموت. وفي نهاية الفيلم، رفع الذئب المحارب لنغ فونغ العلم الوطني لجمهورية الصين الشعبية واخترق الجبهة الحربية مع جميع الرفقاء، إن هذه الصورالمؤثرة تركت انطباعا عميقا لا ينسى في أذهان جميع المشاهدين.
والجدير بالذكر أن فيلم "الذئب المحارب-2" تم تأليفه اقتباسا من حوادث حقيقية لاجلاء الحكومة الصينية للمغتربين والمهاجرين الصينيين في الدول والمناطق الأجنبية المضطربة خلال السنوات الأخيرة. في عام 2011، شهدت ليبيا وضعا مضطربا، وأرسلت الحكومة الصينية الطائرات المدنية وسفن البضائع وطائرات النقل، كما استأجرت سفنا أجنبية واتخذت مختلف التدابير والسبل للوصول إلى ليبيا لإعادة المواطنين الصينيين البالغ عددهم أكثر من ثلاثين ألف شخص إلى الوطن الأم بسلام . وفي مارس عام 2015، نفذ جيش التحرير الشعبي الصيني عملية إجلاء للمغتربين الصينيين في اليمن، حيث دخلت مدمرة تابعة لأسطول البحر الشمالي الصيني اليمن ثلاث مرات خلال تسعة أيام، وأوصلت مائة وثلاثة وستين مواطنا صينيا ومواطنين أجانب لبعض الدول الأخرى إلى المناطق الآمنة بسلامة وسرعة. وجميع عمليات إجلاء المغتربين هذه جعلت المواطنين الصينيين والعالم كله يشعر بنفوذ وقوة الصين وموقفها الثابت من الاضطلاع بالمسؤولية عن سلامة أرواح وممتلكات مواطنيها. وعلى هذه الخلفية، فإن هذا الفيلم يعكس هذا الموضوع بشكل ممتاز.
وقال وو جينغ وهو ممثل ومنتج ومخرج ومؤلف فيلم "الذئب المحارب-2" إن الصين تصبح أقوى مع الأيام ، وتشهد نهوضا عظيما، ولذلك فإن المواطنين الصينيين يفخرون ببلادهم خلال السنوات الأخيرة، مضيفا أن عواطف الفخر وحب الوطن عند المواطنين الصينيين تجيش في صدورهم العامرة والمفعمة بحب وطنهم، مؤكدا على أن هذه العواطف عند جميع المشاهدين الصينيين هي السبب الحقيقي وراء نجاح هذا الفيلم.
وحول أسباب نجاح هذا الفيلم الذي يمكن القول بإنه أثار حماس جميع المشاهدين من مختلف الشرائح العمرية في الصين وخاصة الشباب الصيني، قال راو شو قوانغ الأمين العام لجمعية السينما الصينية إنه بالنسبة إلى الفيلم الحديث، تعد كيفية سرد قصة الفيلم وتصميم وترتيب حبكته وأسلوب التعبير عن العواطف من أهم العوامل لنجاح أي فيلم . وإن فيلم "الذئب المحارب-2" يُظهر الإنسانية أمام المشاهدين وأثار استجابة واسعة بينهم. في بداية الأمر، فقد بطل الفيلم رتبته العسكرية وقُتِلت صديقته، ثم يتورط في مأزق ، لكنه شد من عزيمته من جديد، واضطلع بمسؤولية الجندي وتغلب على الصعوبات والمخاطر التي فاقت الخيال وأنجز المهام المستحيلة وأنقذ أرواح مئات المواطنين الصينيين واللاجئين الأجانب. وثمّن الأمين العام السيد راو عاليا عمل وجهد المخرج وو،مؤكدا أنه صنع سينما خاصة بالبطل الصيني العظيم وبالاختلاف عن الأصناف المماثلة لسينما هوليوود، حيث أثار لأبعد حد حماسَ المشاهدين لحب الوطن وبطولة الأمة الصينية.
وبالإضافة إلى إشباع المتطلبات النفسية للمشاهدين إزاء عواطف الوطن والفخرة بالأمة الصينية، يعتبر اجتهاد طاقم التصوير السينمائي من أهم العوامل الذي لا يستغنى عنها التي تقف وراء نجاح هذا الفيلم أيضا. فمن أجل تحقيق أفضل نتائج العرض أمام المشاهدين، كان طاقم التصوير متواجدا لمدة عشرة أشهر في إفريقيا وتغلب على الظروف المعقدة المتنوعة والعديد من المشقات. فعلى سبيل المثال، ومن أجل إظهار مشهد الانفجار بشكل حقيقي، كان الممثل وو جينغ يبعد عن المتفجرات بمتر واحد فقط. ولذلك كانت نتائج الجهود المبذولة كبيرة جدا.
على كل حال، يمكن القول بإن فيلم "الذئب المحارب-2 " أنعش عواطف حب الوطن وبطولة الأمة الصينية من خلال الحبكة السينمائية الرائعة وتميز الاحتراف والاختصاص في كل تفاصيله، وفي نفس الوقت زاد من تطلعات الجمهور الصيني نحو مزيد من الاعمال الناجحة.
