الكويت 4 يناير 2015 (شينخوا) يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، غدا الإثنين زيارة رسمية إلى الكويت، هي الأولى لهذا البلد الخليجي منذ توليه مهام منصبه في يونيو الماضي، في مسعى لتعزيز العلاقات الثنائية، خاصة الاقتصادية وتطوير العمل العربي المشترك.
ويستهل الرئيس المصري زيارته بجلسة مباحثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تتناول "سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، بجانب بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، حسب تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف.
وقال يوسف إن زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت "تأتي في إطار المساعي التي تبذلها مصر من أجل تعزيز العمل العربي المشترك وتطوير العلاقات بين الدول العربية".
كما يلتقي السيسي خلال الزيارة ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم.
وتتضمن زيارة الرئيس المصري إلى الكويت لقاءات مع عدد من رجال الأعمال الكويتيين والمصريين لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ونقلت صحيفة (المصري اليوم) المصرية المستقلة اليوم عن مصادر حكومية مسؤولة قولها، إن "الملف الاقتصادي سيستحوذ على غالبية المباحثات المصرية الكويتية" خلال زيارة السيسي.
ويرافق الرئيس المصري خلال زيارته إلى الكويت وفد حكومي يضم وزراء الخارجية والبترول والتعاون الدولي والاستثمار.
ووصف وزير الإعلام الكويتي سلمان الحمود، في لقاء مع صحفيين وإعلاميين مصريين، زيارة الرئيس المصري للكويت بأنها "تاريخية".
وأعرب عن أمله في أن تكلل زيارة الرئيس السيسي بالنجاح لدعم العلاقات المصرية الكويتية في جميع المجالات، خاصة في المجال الإقتصادي.
وأكد الحمود أن الكويت تتطلع خلال زيارة الرئيس السيسي لدور مصر في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، وكشف عن وجود تعاون مصري كويتي وثيق لمكافحة الأفكار المتطرفة.
والعلاقات الكويتية المصرية متأصلة منذ عشرات السنين، حيث يؤكدان البلدان دائما على دعم مواقفهما في كافة المحافل الإقليمية والدولية.
وقد تجسد هذا الدعم المتبادل في عدة مواقف على كافة الأصعدة، أبرزها دعم مصر للكويت خلال فترة الغزو العراقي عام 1990.
كما أعربت الكويت مرارا ا خلال السنوات الأخيرة عن دعمها لخيارات الشعب المصري وإرادته، معربة عن الأمل في أن تتجاوز مصر المرحلة الدقيقة التي تمر بها لتصل إلى بر الأمان والاستقرار.
وقد حضر أمير الكويت مراسم تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر في يونيو الماضي.
ولم يقتصر الدعم الكويتي لمصر على الجانب السياسي فقط، بل حرصت الكويت على تقديم كل أشكال الدعم الاقتصادي والمالي حتى يتمكن الشعب المصري من تجاوز الظروف الدقيقة التي يمر بها.
وقد تجلى الدعم الكويتي لمصر في المنح المالية العاجلة التي قدمتها الكويت للقاهرة.
ففي نوفمبر الماضي تسلمت الحكومة المصرية مليار دولار منحة لا ترد من الكويت، وفي يوليو 2013 وبتوجيهات من أمير الكويت اعتمد مجلس الوزراء معونة عاجلة لمصر تضمنت وديعة بقيمة ملياري دولار في بنك مصر المركزي، إضافة إلى مليارين آخرين، أحدها منحة، والثاني على شكل نفط ومشتقاته.
وعلى الصعيد الاقتصادي يرتبط البلدان باتفاقيات منذ نصف قرن، منذ أن وقعا أولى الاتفاقيات الاقتصادية بينهما في العام 1964 تلتها العديد من الاتفاقيات التجارية.
ففي العام الماضي وقع البلدان اتفاقية للتعاون التجاري والصناعي، ومذكرة تفاهم في مجال المعارض والمؤتمرات.
كما احتضنت الكويت في نوفمبر الماضي فعاليات معرض "عمار يا مصر"، بمشاركة أكثر من 35 من كبرى شركات العقار المصرية، حيث شهد الكشف عن مجموعة ضخمة من أكبر وأحدث المشاريع العقارية في أكبر مدن مصر.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والكويت نحو 405 ملايين دولار سنويا دون المشتقات البترولية.
وشهدت التجارة البينية بين البلدين نموا ملحوظا، حيث قفزت الصادرات من 58 مليون دولار عام 2007 الى 109 ملايين دولار عام 2011 بمعدل نمو وصل الى 88 في المئة.
فيما ارتفعت الواردات من 192 مليون دولار عام 2007 الى 253 مليون دولار عام 2011 بمعدل نمو بلغ 32 في المئة.
وتحتل الكويت المرتبة الثالثة بين الدول العربية الاكثر استثمارا في مصر، إذ وصلت نسبة الاستثمارات الكويتية في مصر إلى 25 في المئة من حجم الاستثمارات العربية بما يقارب 12 مليار جنيه مصري تديرها أكثر من 500 شركة كويتية تعمل في مجالات مختلفة.
وتستثمر الكويت بالدرجة الأولى في المجال الصناعي يليه السياحي ثم مجال التمويل والاتصالات والمعلومات والمجالات الإنشائية وأخيرا المجالات الخدمية.
ويلعب الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية دورا رئيسيا في ترسيخ العلاقات الكويتية المصرية حيث لا يزال الصندوق يقدم القروض لمصر منذ عام 1964.
وآخر تلك القروض كانت في العام الماضي، حيث تم توقيع اتفاقية قرض يقدم الصندوق بمقتضاها لمصر 30 مليون دينار لتمويل محطة كهرباء بأسيوط وقرض آخر بمبلغ 30 مليون دينار كويتي لتمويل مشروع توسيع محطة كهرباء غرب القاهرة، إلى جانب مذكرة تفاهم تتضمن تقديم الصندوق معونة فنية تبلغ مليون دينار كويتي لتمويل إعداد الدراسة التوجيهية الشاملة لمنطقة المثلث الذهبي (سفاجا -القصير - قنا).
وعلى صعيد التعاون في المجالات العسكرية، وقع البلدان في سبتمبر الماضي اتفاقية تعاون عسكري في مجال الفعاليات والأنشطة لعام 2014 - 2015 تفعيلا لاتفاقية التعاون الموقعة سابقا بين البلدين في مجال التدريب العسكري.
وأعلن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح، خلال لقاء مع وفد إعلامي مصري يزور الكويت لتغطية زيارة الرئيس السيسي، إن الكويت ستشارك بفاعلية في المؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مصر في مارس المقبل لدعم النهوض بالاقتصاد المصري.
وقال الشيخ محمد إن الكويت تعتبر من أكبر المستثمرين في مصر وتنوي زيادة حجم استثماراتها هنالك بما يحقق عوائد اجتماعية إضافة إلى العوائد المادية.
وأعرب الوزير الكويتي عن أمله في أن تكلل الزيارة بالنجاح وتخرج بنتائج إيجابية على المستويين الشخصي والرسمي تسهم في دعم العلاقات بين البلدين.
وتأتي زيارة السيسي إلى الكويت في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية بين البلدين تناميا ملحوظا في مختلف المجالات، وفي ظل المساعي لترسيخ العلاقات الخليجية المصرية في جميع الصعد وخاصة الاقتصادية منها، حسب ما قالت وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
وكانت الكويت قد قامت بوساطة هامة لجمع شمل البيت الخليجي بعد توتر العلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، والذي تجسد في سحب سفراء الدول الثلاث من الدوحة في مارس الماضي.
وبعد وساطة كويتية، قررت الدول الثلاث في 17 نوفمبر الماضي عودة سفرائها إلى الدوحة، وهو ما انعكس فيما بعد على العلاقات بين مصر وقطر اللتين تسعيان إلى مصالحة بعد توتر في العلاقات بعد عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو 2013 .