بقلم رشدان تشن
بكين 19 يناير 2015 (شينخوا) بينما استعد منتجع دافوس السويسري للتزلج في جبال الألب للترحيب بأكثر من 2500 شخص من أكثر من 140 دولة من المتوقع أن يشاركوا في المنتدى الاقتصادي العالمي في الفترة من 21 إلى 24 يناير، قال محللون ومسؤولون صينيون إن الصين من خلال الاجتماع ستشارك رؤيتها في كيفية التغلب على التحديات العالمية وستعزز بالتأكيد ثقة المجتمع الدولي في مستقبل الاقتصاد الصيني.
وتعقد هذه الدورة من أعمال المنتدى العالمي تحت شعار "السياق العالمي الجديد" وسط تحديات غير مسبوقة بتعقيداتها وسرعتها وترابطها وقلق متصاعد إزاء كثير من التطورات الجارية مثل تهاوي أسعار النفط وتفاقم الإرهاب وصعود القوى المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط.
ولا شك أن تباحث المسؤولين في حضور زعماء وقادة ورؤساء حكومات وكبار رجال المال والأعمال والفكر سيكون له تأثير كبير على جدول الأعمال للعام الحالي في مواجهة القضايا الساخنة ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما العالم أجمع.
وقال وو هاي لونغ، السفير الصيني لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه وسط التغيرات الهامة والسريعة الحالية في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية في العالم، هناك رابط وثيق بين تنمية الصين و"السياق العالمي الجديد"، حيث أنها تتقارب أكثر فأكثر مع العالم.
وفي ظل التحديات والتغيرات التي يواجهها المجتمع الدولي سيلتفت العالم إلى مشاركة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ ورسالته للاجتماع رغم ما تواجهه الصين من تحديات كبرى في ظل الانتعاش الصعب للاقتصاد العالمي.
وستكون هذه الزيارة المرة الأولى التي يحضر فيها قائد صيني أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس خلال خمس سنوات، حيث كان لي كه تشيانغ قد حضر أعمال هذا اللقاء في العام 2010 ولكن بصفته نائباً لرئيس مجلس الدولة الصيني آنذاك.
وحول رسالة لي كه تشيانغ المتوقعة للمؤتمر، قالت تشن فونغ يينغ، رئيسة قسم الاقتصاد العالمي التابع لأكاديمة البحوث الصينية للعلاقات الدولية الحديثة، إن رئيس مجلس الدولة الصيني سيشرح للمجتمع الدولي السياسة الاقتصادية للصين وما تقوم به من برنامج إصلاحي عميق وشامل من أجل تعزيز الوعي العالمي بهذه الإصلاحات وانفتاح الصين على العالم الخارجي، فضلا عن شرح "الوضع الطبيعي الجديد" للاقتصاد الصيني ليقف العالم عن قرب على وضع الاقتصاد الصيني وآفاقه المستقبلية، متوقعة أن" تعزز كلمة لي ثقة المجتمع الدولي في الاقتصاد الصيني وما يجري من إصلاحات".
وأضافت تشن أن لي كه تشيانغ سيشارك أيضا رؤيته حول معالجة وضع الاقتصاد الدولي الحالي من أجل تحقيق نمو عالمي قوي ومستدام ومتوازن وشامل.
وتعتبر الصين في السنوات الأخيرة من محاور المنتدى الاقتصادي العالمي، وتعد السنة الحالية هي السنة الأخيرة في الخطة الخمسية الصينية الـ12 (2011-2015) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وهي سنة حاسمة لتعميق الإصلاحات فيها أيضا، فضلا عن كونها السنة الأولي لتعزيز حكم القانون.
وأشارت تشن إلى أن "الصين قدمت سلسلة من المبادرات المتمثلة في تعميق الإصلاحات الشاملة، والحزام والطريق، وبنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية، وصندوق طريق الحرير، حيث أتاحت فرصا جديدة للعالم كله. ولكن في الوقت نفسه، ينتاب بعض الدول القلق إزاء استمرار سياسة الإصلاح والانفتاح الصينية، وأن الصين ستجني حصرا المكاسب، وهو ما سيحاول لي في الاجتماع تبديده وإبراز المنافع المشتركة من تلك المبادرات".
ومن المتوقع أن يحضر أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة الاجتماع الذي يستغرق أربعة آيام ويشهد 280 جلسة وحلقة نقاش.وستركز خمس جلسات خلال الاجتماع على قضية الاقتصاد الصيني وآفاقه بشكل مباشر.
واتفق المحللون أن "الوضع الطبيعي الجديد"، الذي طرحه الرئيس الصيني شي جين بينغ العام الماضي، في ظل المخاوف المتعلقة بثاني أكبر اقتصاد في العالم، أرسى أساسا متينا للتنمية المستدامة للاقتصاد الصيني، مشيرين إلى أن الوضع الاقتصادي الحالي جيد ويمضى بخطى سريعة ويشهد تحسنا ما يبرهن على أن آفاق الاقتصاد الصيني ما زالت مشرقة.
ويتوقع السفير وو أن يتبادل لي وجهات النظر حول الوضع الدولي وحالة الاقتصاد العالمي وكذا الحلول المقترحة لتلك التحديات. كما سيشرح السياسات المحلية والخارجية للصين ورؤيتها في مكافحة الإرهاب والتطرف ويرد على مخاوف الدول الأخرى بشأن الصين.
وأكد السفير أن المجتمع الدولي يولي اهتماما كبيرا لتنمية الصين بما في ذلك آفاقها الاقتصادية وما يتبع ذلك من تأثير العالمي، والإصلاحات الاقتصادية "الطبيعية الجديدة" والشاملة للصين بالإضافة إلى اتجاه السياسات الخارجية للصين. وفى الوقت نفسه، يتابع الجميع حول العالم عن كثب رد الصين على التحديات العالمية المختلفة، لا سيما دورها في تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي وإسهامها في هذا الصدد.
وقال السفير إنه بالإضافة إلى المقترحات والمبادرات الأخيرة للصين بشأن الاقتصاد العالمي والقضايا الساخنة والحوكمة العالمية، فإن الصين ستقدم إسهامات ايجابية لاستجابة العالم لـ"السياق العالمي الجديد".