أعلن صندوق النقد الدولي يوم الجمعة إصدار سلة حقوق السحب الخاصة الجديدة، من بينها العملة الصينية الرنمينبي.
الحدث الهام والتاريخي بالنسبة للصندوق النقد الدولي والنظام النقدي الدولي
قرر صندوق النقد الدولي في نوفمبر الماضي إدراج الرنمينبي أو اليوان الصيني في سلة العملات العالمة كخامس عملة احتياطي وبدأ تنفيذ القرار من أول أكتوبر الجاري في أول مرة يقوم فيها صندوق النقد الدولي بإدراج عملة من اقتصاد ناشئ في سلة حقوق السحب الخاصة.
إن الرنمينبي هي العملة الوحيدة في سلة حقوق السحب الخاصة التي تأتي من دولة نامية، حيث كان فى الماضى يوجد فيها الدولار الأميركي واليورو الأوروبي والين الياباني والجنيه الإسترليني، فالوضع الجديد سيساعد على خلق نظام اقتصادي متعدد الأقطاب بشكل أكثر.
باعتبار الصين أكبر دولة نامية وثاني أكبر اقتصاد في العالم فإضافة عملتها إلى سلة حقوق السحب يسرع تدويلها من ثم سيساعد نظام العملة الدولي المعيب والمحتكر من قبل الدولار الأمريكي في المضي قدما نحو اتجاه متعدد الأقطاب، مما يجعله أكثر استقرارا وتمثيلا وتحديثا.
العلامة الفارقة لافتتاح الصين نحو سوق العالم
بدأت الحكومة الصينية تسعى إلى تدويل الرنمينبي منذ عام 2007. عندئذ دفعت الحكومة عملية التدويل بإصدار السندات الدولية واستخدام اليوان في المدفعات مع الشركاء بل لأن سعر الدولار واليورو والجنية الإسترليني يكون مستقرا في ذلك الفترة، سرعة تدويل الرنمينبي بطيئة جدا.
الآن يدرج صندوق النقد الدولي الرنمينبي إلى سلة حقوق السحب الخاص وجاء وزنه ثالثا بعد الدولار(41.73 بالمئة) واليورو (30.93 بالمئة) وقبل الين (8.33 بالمئة) والجنية الاسترليني (8.09 بالمئة) فهذا لاشك يعكس القوة النقدية للصين حول العالم، والعالم تعترف الإنجازات الصينية في تنمية الاقتصاد.
بعد إدراج الرنمينبي في سلة حقوق السحب الخاصة يبدأ الرنمينبي الرحلة العظيمة. يستطيع التجار الصينيين ممارسة التبادلات التجارية باليوان الصيني وهو تسهيل الحركات بشكل الملموس كما بالنسبة إلى الدول الأخرى فممكن لها استخدام الرنمينبي في التعاون مع الصين ولا تحتاج إلى شراء الدولار مقدما.
قوة التحفيز للإصلاحات الاقتصادية والمالية في الصين
لن يلبث صندوق النقد الدولي أن أعلن ادراج الرنمينبي الصيني إلى سلة حقوق السحب الخاص حتى قال البنك المركزي الصيني (بنك الشعب) إن الصين ستواصل دفع الإصلاحات المالية والسوق المفتوحة.
إن الإدراج يحمل أهمية كبيرة ويمثل اعترافا مهما بالدور العالمي للرنمينبي ومن أجل تحقيق ذلك، لا بد أن تبذل الصين جهود المتواصلة لإصلاح نظمها النقدية والمالية والصرف الأجنبي مما سهل اندماجها المتزايد في المجتمع المال العالمي.
وبالنسبة لعملة، فإن كونها "احتياطية" يعني أنها تسير بالفعل إلى داخل قصر العملات العالمية، لأن الناس يميلون دائما إلى حفظ "المال الجيد" لما يتميز به من مستوى أفضل من ناحية الأمن والربحية والسيولة.
وباختصار، من خلال الانضمام إلى سلة حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، دخل الرنمينبي العصر الجديد عصر العملة الاحتياطية الدولية، ويتقدم الاقتصاد الصيني خطوة هامة في العولمة.