القاهرة 16 يناير 2017 (شينخوا) اتفقت كلا من مصر وبيلاروسيا اليوم (الاثنين) على تعزيز التعاون المشترك بينهما في مختلف المجالات وخاصة في مجال الصناعة.
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال افتتاحه منتدى الأعمال المصري - البيلاروسي بحضور نظيره ألكسندر لوكاشينكو أن "مجال التصنيع الذي يعد القاطرة الأساسية للتنمية يأتي على رأس مجالات التعاون التي نتطلع إلى تطويرها".
وفي هذا الاطار حث السيسي مجموعة العمل التي تم تشكيلها في إطار اللجنة المشتركة على بذل مزيد من الجهد في تطوير التعاون بين البلدين في مجال التعاون الصناعي ، وتطويره ليشمل مجالات تنموية جديدة مثل التصنيع الزراعي وتحديث تقنيات الزراعة والري وتدوير المخلفات الصلبة ومعالجة مياه الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب".
وأضاف أنه "وفي هذا الإطار تسعى حكومتا البلدين إلى بذل كافة الجهود لتوفير بيئة اقتصادية واستثمارية مواتية تشجع رجال الأعمال من الجانبين على استغلال الفرص الاستثمارية بهدف تعزيز النمو".
وأردف قائلا " كما تعمل الحكومتان معا على التوصل لاتفاقية تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي لتسهيل وزيادة حركة التبادل التجاري بين البلدين".
وأوضح أن " الحكومة شرعت في تنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي يهدف إلى معالجة التحديات الهيكلية والمالية من خلال خطوات تنفيذية تضمنت إصلاح النظام الضريبي وتطوير منظومة الدعم وتحرير سعر الصرف".
وأشار إلى اتخاذ إجراءات محددة لتذليل العقبات أمام الاستثمار الأجنبي في مصر ومنح حوافز عديدة للمستثمرين تشمل إعفاءات ضريبية وتسهيلات للحصول على الأراضي الصناعية في عدة مناطق.
ونوه إلى أن الدولة شرعت في تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى التي توفر فرصا استثمارية واعدة في مختلف المجالات وعلى رأسها مشروعات تنمية محور قناة السويس وتطوير الشبكة القومية للطرق وإنشاء العاصمة الجديدة بالإضافة إلى ثمانية مدن جديدة فضلا عن المشروعات العملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية وغيرها من المشروعات.
وأشار السيسي إلى أن تلك المشروعات تبرز عزم مصر لتحقيق نقلة نوعية في مسار تقدمها الاقتصادي بالتعاون مع شركائها من قطاع الأعمال المصري والأجنبي".
وافتتح الرئيسان منتدى الأعمال المصرى - البيلاروسى الثانى، الذي ينظمه الاتحاد العام للغرف التجارية، بحضور 40 شركة بيلاروسية عملاقة طامحة للاستثمار في مصر.
وتفقد الرئيسان معرضا على هامش المنتدى يضم عددا من الألات والمنتجات البيلاروسية.
من جانبه، أعرب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عن استعداد بلاده للتعاون مع مصر في مجال الانتاج الحربي ، مشيرا إلى أنهم لديهم العديد من المشروعات الجاهزة للتنفيذ .
ودعا لوكاشينكو ممثلي رجال الأعمال من الدولتين إلى العمل بشكل مستمر من أجل فتح آفاق جديدة للتعاون بين مصر وبيلاروسيا ، مشيرا إلى أن أول لجنة مشتركة بين الدولتين ستتكون في الربع الأول من العام الجاري والتى ستحدد خريطة تفعيل العلاقات .
وأوضح أن هذه اللجنة ستحدد أيضا مجالات الانتاج والصناعة التى سيتم التعاون فيها ، وما هي الصناعات التى سيتم تجميعها وصناعتها في مصر .
وأكد الرئيس البيلاروسي على أن كل طلبات الرئيس السيسي بمثابة أوامر لنا ، بالإضافة إلى أنها في الصالح المشترك وتجلب النفع للطرفين ، داعيا رجال الأعمال المصريين أن يكونوا على ثقة بأننا ندعمهم على كل المستويات .
وأشار لوكاشينكو إلى أن مصر أقدم دولة وحضارة في العالم والتعاون الثقافي يعد أحد أهم المجالات التي يمكن التعاون فيها.
وفي السياق نفسه التقي رئيس بيلاروسيا مع رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل، الذي أشار إلى وجود فرص جيدة للتعاون مع الجانب البيلاروسي في عدد من المجالات، ومنها صناعة الأثاث، ومشروعات معالجة مياه الصرف باستخدام تكنولوجيا منخفضة التكاليف.
وأكد اسماعيل على فرص التعاون في مجالات تعزيز بناء القدرات المصرية في مجالات معالجة المياه ونظم الري المتقدمة، والمياه الجوفية، وتوفير مياه الشرب، والمساهمة في تطوير المحاصيل الزراعية، والصناعات الغذائية والتعبئة، وإمكانية التصنيع المشترك لإنتاج الجرارات الزراعية والشاحنات والمركبات وعربات الترام.
وقال "إن هناك إمكانيات صناعية كبيرة لدى الجانبين يمكن استغلالها تكفل نجاح التعاون المشترك، منوها بأن مصر ليس لديها أية مشاكل في توفير الطاقة، كما أن لديها عمالة جيدة يمكن توظيفها في مجالات تكنولوجية متنوعة.
واشار إلي أن تلك المشروعات ستعم بالفائدة على البلدين، سواء فيما يتعلق بتلبية احتياجات السوق المصرى أو التصدير لأسواق إقليمية أخرى أخذا فى الاعتبار إمكانية الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها مصر مع عدد من التكتلات الإقليمية، ومنها تجمع الكوميسا، وهو ما سيتيح لبيلاروسيا النفاذ للسوق الأفريقية من خلال مصر ويعظم الاستفادة من المشروعات الانتاجية المشتركة".
وأكد اهتمام الحكومة المصرية بالانضمام إلى اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوراسي، والتى ستتيح لمصر تصدير منتجاتها إلى تلك الأسواق.
والاتحاد الأوراسي هو اتحاد جمركي يضم كلا من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقيرجيزيا.
ودعا الجانب البيلاروسي إلي تعزيز استثماراته في كافة المجالات والمساهمة فى المشروعات القومية القائمة، مثل مشروعات قناة السويس الجديدة، ومشروع المثلث الذهبي للتعدين في مصر، والاستزراع السمكي، فضلا عن المساهمة فى المشروعات الزراعية الضخمة التى تتبناها الحكومة المصرية وخطة مصر لاستزراع حوالى 4 ملايين فدان خلال العشر سنوات القادمة.
ومن جانبه، نوه الرئيس البيلاروسي إلى تطلع بلاده لزيادة التعاون مع مصر في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن مصر تعد أحد الشركاء الأساسيين الاقتصاديين لبيلاروسيا عربيا وأفريقيا، موضحا أن بلاده لديها عدد من الصناعات والخبرات المتقدمة التي يمكن لمصر الإستفادة منها.
وشدد علي ضرورة العمل بسرعة مع الجانب المصرى لوضع الأفكار المطروحة موضع التنفيذ الفعلي، كما أعرب عن أمله في زيادة نفاذ الشركات البيلاروسية إلي السوق المصرية، ومنها التصدير إلي أسواق أخرى.
وأكد أنه من المهم أيضا زيادة التعاون بين الأقاليم، مشيرا إلي نجاح تجربة التعاون القائم بين إقليم مينسك ومحافظة جنوب سيناء في مجالات متنوعة، منها تنشيط السياحة والتبادل الثقافي.
وعلى هامش الزيارة وقع اليوم وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور محمد عبد العاطي، ووزير الثروات الطبيعية والبيئة في بيلاروسيا أندريا كفاحيتو على مذكرة تفاهم في مجال الحماية والاستخدام الرشيد للموارد المائية.
وتشمل مذكرة التفاهم، التعاون في مجال إدارة مخاطر السيول والإنذار المبكر، تطوير تكنولوجيا رخيصة لمعالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها والاستفادة من خبرات بيلاروسيا في تنفيذ أسلوب الدائرة المغلقة لإعادة استخدام المياه، وسبل تطبيقه في المشروعات القومية الكبرى في إطار الإدارة الرشيدة للموارد المائية واستدامتها.
وكان الرئيسان المصري والبيلاروسي قد شهدا أمس الأحد التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في العديد من مجالات التعاون.
