الصفحة الأولى > التقارير والتحليلات

تحليل اخباري : خبراء سوريون: ما قامت به تركيا في الأراضي السورية يمثل " اعتداءا عسكريا لرصد ردود الافعال الدولية "

16:34:54 23-02-2015 | Arabic. News. Cn

دمشق 22 فبراير 2015 ( شينخوا ) لعله ليس من باب الصدفة أن تقوم تركيا في هذا الوقت بنقل ضريح " سليمان شاه " الآن من داخل الأراضي السورية إلى مكان آخر ، دون موافقة الحكومة السورية على ذلك ، ولعله أيضا ليس العمل الاستفزازي الأول الذي تقوم به تركيا تجاه سوريا ، فسبق لها أن أعلنت أكثر من مرة عن استعدادها للتدخل عسكريا ، وإقامة منطقة عازلة على الشريط الحدودي في الشمال السوري من خلال دعمها لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في محافظتي الرقة وحلب .

وليس مستغربا أيضا أن تصف الحكومة السورية يوم الأحد ما قامت به تركيا، بأنه "عدوان سافر على الأراضي السورية " ، ولكن الذي يستوجب السؤال الآن ، هل هذا الإجراء التركي في هذا التوقيت يشكل تمهيدا لتدخل عسكري في الشأن السوري ، أم أنه بالون اختبار تقوم به السلطات التركية لرصد ردود الأفعال الدولية تجاه ذلك ؟ .

ويرى الخبراء والمحللون السياسيون في سوريا أن ما قامت به تركيا من خلال نقل ضريح " سليمان شاه " بواسطة عساكر اتراك ، ودبابات، هو " اعتداء عسكري صريح يهدف إلى رصد ردود الأفعال الدولية " ، مشيرين إلى أن التدخل العسكري في سوريا هو حلم لدى الدولة العثمانية الحالية .

واعتبر فاتح جاموس القيادي في حزب العمل الشيوعي المعارض إن ما قامت به تركيا " هو بالحد الأدنى فعل عسكري تدخلي من أجل رصد ردود الفعل المحتملة من أجل أن تقيس تركيا ردود الفعل على ما مطامحها في سوريا " ، مشيرا إلى أن النظام الحالي في تركيا بشكل عام من " أكثر الأنظمة التي تعمل على التدمير الذاتي في سوريا من أجل تحقيق هذه المطامع " ، مبينا أن تركيا قامت بالعديد من التدخلات على الأرض السوري في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية الساحلية وفي الشريط الحدودي الشمالي لسوريا باستثناء أماكن تواجد الأكراد .

وقال جاموس في تصريحات خاصة لوكالة أنباء (( شينخوا)) بدمشق يوم الأحد إن " هذا التدخل كان صريحا وأن شئت فهو من أسوء أشكال التدخل من أجل اختبار ردود الفعل " ، واصفا اياه بأنه " بالون اختبار في كل الميادين بشكل خاص في الميدان العسكري " .

ورأى أن هذا التدخل العسكري الحالي ، يهدف الى إبعاد الحل السياسي، مبينا أن الحكومة التركية " لا تريد اطلاقا أي حوارية توافقية في سوريا" .

وانتقدت وزارة الخارجية السورية يوم الأحد قيام السلطات التركية بنقل ضريح " سليمان شاه " إلى مكان آخر دون موافقة الحكومة السورية على ذلك ، واصفة هذا الإجراء بأنه "عدوان سافر " على الأراضي السورية .

ومن جانبه رأى الكاتب والباحث السوري الدكتور فايز عز الدين أن العمل التركي هو " شكل من اشكال التعبير عن الإحباط التركي الذي يقع فيه النظام التركي" ، مشيرا إن تركيا ليست من باب الحرص قامت بنقل الضريح ، وانما هذا يؤكد بالدليل القاطع على الدعم الذي تقدمه تركيا لتنظيم داعش .

وقال عز الدين وهو مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في دمشق في تصريحات مماثلة لوكالة (( شينخوا)) بدمشق إن " السلطات التركية حاولت من خلال إدخال 40 دبابة وعناصر من الجيش التركي إلى داخل الأراضي السورية من أجل سبر الوضع الدولي " ، مبينا أن النظام التركي يعاني من وضع "سياسي داخلي سيء " ، وهو الآن في ورطة ويحاول أن يصدرها الى الخارج .

واعتبر أن هذا الإجراء التركي هو"مناورة سياسية من قبل تركيا لإشغال المجتمع الدولي بهذا الأمر ، وقطع الطريق على التقدم الذي يحرزه الجيش في عموم المناطق السورية " ، مشيرا إلى أن التدخل التركي " هو طموح عن الحكومة التركية الحالية " ، مبينا أن الطموح " محفوف بالمخاطر الاقليمية لأن إيران لن توافق تركيا على التدخل المباشر في سوريا ويجب أن تضع في حساباتها أنها تخوض حربا مع جبهة المقاومة كما هي اسرائيل الآن " .

في حين اعتبر البعض أن تركيا استغلت قضية قبر " سليمان شاه " الموجود قرب حلب، للتدخل هناك بقوة عسكرية كبيرة، تبدو في ظاهرها لنقل الضريح ذي الأهمية التاريخية لتركيا، وتحمل في باطنها رسائل عن قدرة الجيش التركي على التدخل بريا في سوريا استجداء للتوافق الدولي المطلوب لذلك.

وأكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري يوم الأحد في تصريحات أن "من حقنا الدفاع عن أراضينا وسيتم التعامل مع العدوان التركي بالشكل المطلوب وفي الوقت المناسب"، مضيفاً أننا "نحيل العدوان التركي وعلاقة تركيا مع داعش إلى الإتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي".

وأشار المقداد الى أن الجانب التركي يزور التاريخ ويقلب الحقائق، لافتاً إلى أن العلاقات الودية بين حكومة أردوغان و"داعش" هي التي شجعت الحكومة التركية على القيام بهذا العدوان.

يشار إلى أن " سليمان شاه " ، هو جد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية، وحسب اتفاق قديم بين تركيا وفرنسا عام 1921، يخضع الضريح الذي يقع في حلب للسيادة التركية، ويسهر على حمايته جنود أتراك يتم تبديلهم بانتظام.

ووفقا لما أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو فإن هذا التدخل جاء بتنسيق مع قوات التحالف الدولي التي تحارب تنظيم داعش، وبعد إخطار القوات الكردية التي تسيطر على كوباني حيث دخلت الدبابات التركية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101431340128651